ورغم كل شيء هناك أمل، فإما أن نكون أو نكون ضدا على الخطاب التعجيزي الذي يسرق كل الحب و الأمل في التغيير المنشود.
مرة أخرى؛ في فهم الارتباط العميق بين العمل الانتخابي بالنضال السياسي والترافع من أجل العدالة المجالية و داخل دائرة محيط بنيوي محكوم بأبعاد شتى تتداخل فيه محددات منسوجة بنسق سوسيولوجي ونفسي وخيوط عمق الدولة وكل الذين يسرحون في أرضها الواسعة؛ مع بقاء “أوليغارشية” ذات الكف الممدودة، والحبل المغلولة لعرابي تأثيث خارطة الرافضين بحكم التاريخ والعرف والقبلية، والموالين بحكم الرضى والفلس والشهرة…
أقول رغم كل شيء ورغم كل معاول الهدم وعدائكم للديمقراطية ووأد كل التوجهات نحو التغيير واستكمال البناء الديمقراطي وتحصين المكتسبات في مسار بناء مغرب المؤسسات والعدالة الاجتماعية.
في إطار متابعة كل هذا الزخم والنقاش الدائر في الحسيمة والمخاض الذي يإن تحت ألم ولادات عسيرة قبيل الانتخابات الجزئية ل 21 يوليوز، والتي تحتاج لمصل وترياق مضاد لسموم الأساليب البائدة؛ تبين لي أكثر من أي وقت مضى، أننا لم نبرح يقينا هجر أدوات غير سياسية في عمقها الديمقراطي والأخلاقي النبيل ..أصلها التدليس.
ولن نقطع مع بعض من مسلكيات الزمن الغابر.. ولم تتغير الوجوه المشرئبة للكذب مرة أخرى زمن تتخابر فيه الجن والشياطين.. ضد أهل المحبة و السلام.. في مشاهرة وتحد للعالم وجمهور المتفرجين والمتتبعين داخليا وخارجيا والطبقة المستكينة والراكنة للظل..
إن مغربنا لا تزال فيه قوة متحكمة ثالثة خارجة عن النفوذ والسيطرة، تسخر كل شيء؛ وتصطاد في الماء العكر، وتقتات من الوضاعة ضدا على الاصطفاف والسعي نحو الرقي والنماء، وعود زائفة وهتافات شعبوية وإعلانات عرضية موبوءة بفيروس الخداع والمكر والتدليس.. على أبناء هذا الريف الغالي..
20سنة ونفس الوجوه.. لا تزال تزرع القتاد في الطريق.. وتمكر بالبسطاء، وتتنكر لأبسط واجب الضيف والعزاء؛ وفي حالك الليل الذي يفتقد فيه البدر، افتقدنا معه واضحة النهار.. شخوصا زعموا زورا أنهم أبناء هذا الوطن الشدي الجميل ..، وأنهم عليه مرابطين، ومن أجله سيسخرون الغالي والنفيس ..، لكن للأسف العميق والصدق المتين، أنهم كذبوا على أهل العزائم،؛ طفولة، نساء ورجالا..، وتركوا أبواب ريفنا موصدة، ما اكترثوا بالدفاع عن حاجياته ولا انشغالاته، ولا ضعفه وهجر أبنائه..، وعطالة في وسط أبنائه خريجي الجامعات والمعاهد، دون الخوض في حاجيات نساء وشباب القرى الذين يكتوون برودة الشتاء الحزين وهجيرة الصيف بلا رحمة…
أقول مجددا فإن لم تستحيوا فافعلوا ما شئتم…، مغرب المؤسسات وطريق الحداثة والديمقراطية والمواطنة الحقة لا يعنيكم بقدرما تعنيكم مصالحكم الشخصية وتسخير كل أساليب “راسبوتينك” في التدجيل ضد حقائق الأمور.
أقول لا بد للقيد ان ينكسر ولا بد للحق ان ينتصر، تاريخ الأمم والشعوب زاخر بالملاحم والأمل، والريف قطعة منا ومن هذا العالم الذي يسكننا، أرض البطولات و”ثويزا” الريف منظومة ثقافية ومدرسة للتضامن والوحدة والكفاح الوطني الخالد.
أقول للمرة الألف..، كفى من البهتان والطغيان. والحياة سجل لا ينمحي ينمو يزهو ويرتقي، ولا يصح إلا الصحيح.
المنسق الإقليمي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالحسيمة. وعضو المجلس الوطني للحزب
التعليقات مغلقة.