بقلم : محمد_بوهندية
رغم أن مدينة صفرو، مدينة صغيرة و هادئة و جملية إلا أنها في الآونة الآخيرة عرفت العديد من الجرائم التي تقشعر لها الأبدان يرتكبها شباب و يذهب ضحيتها مواطنون من جميع الفئات .
إذ هنا تطرح ساكنة صفرو دائما مسؤولية رجال الأمن في هذا الإجرام المتزايد والمتكاثر ، بصفتهم هم المسؤولين على حماية الصحة البدنية للمواطنين وسلامتهم . وكذا تساؤلاتهم المثيرة على واقع المدينة و أصل هذا الفعل الجرمي ومنبعه الرئيسي .
و هنا يتذكر الجميع الحوادث والوقائع المأساوية التي شهدها إقليم صفرو في الآونة الآخيرة، و التي راح ضحيتها شباب .
على سبيل الذكر الحادث المروع للشاب الذي قتل زميله في شهر رمضان الماضي بالحديقة العمومية بصفرو، و بعدها جريمة قتل أخرى ببلدة البهاليل و بالضبط في شهر يناير من السنة الماضية بعد شجار بين شابين و الغريب أن الشاب الذي إرتكب الجريمة لم تمضي عن خروجه من السجن شهرين ، فارتكب جريمة أخرى .
أما الحادث الذي إستنفر الجميع وأصبح موضوع الساعة هو جريمة القتل العمد الخطيرة التي وقعت بضواحي المدينة مركز صنهاجة التي راح ضحيتها شاب ينحدر من البيضاء جاء في رحلة ترفيهية إلى المنطقة ولقي حتفه .
و القائمة طويلة إذ يتنبأ الجميع بعد هذه الصدمات المتوالية وما يروج من أخبار عن المدينة التي ستصنف ضمن المدن الإجرامية الكبرى .
وبالتالي يرجح الجميع أن أصل المشكل بنسبة 80 % هو غياب فرص الشغل بالمدينة و نواحيها و كذا إنعدام المصانع و المعامل و ما يتيح للشباب فرص عمل تثنيهم عن التفكير في الإتجار في المخدرات وممارسة الجريمة … إلى آخره .
إذ يتبين للجميع السلوك الإنحرافي الخطير الذي يترتب عنه توزيع عقوبات سجنية دون إدماجهم مع المجتمع .
وفي هذا الصدد فالمواطن الصفريوي يتحمل المسؤولية في إختيار الأشخاص الذين سيسهرون على الشأن العام من خلال جلب المشاريع و الإستثمارات إلى المنطقة .
وفي غالب الأحيان تكون الإختيارات خاطئة وحالما تغلب المصالح الشخصية على مصلحة المواطنين والشأن العام الذي يبقى فوق كل إعتبار . وبهذا يساهمون في تدمير المدينة بشبابها وشيابها .
لهذا وجب علينا حسن الإختيار وتقديم أشخاص أكفاء حبذا لو كانوا شباب يعاصرون الوقت و يعرفون جيدا المشاكل التي تعاني منها هاته الفئة و نغير الوجوه القديمة التي عمّرت في المناصب لسنوات طويلة بدون فائدة.
إذ يطمح الكل في هذا الوضع المتردي من طلبة وطالبات اللذين يذهبون لعدة كيلومترات للوصول إلى الجامعة لإنعدامها ، و المرأة الحامل تلد في سيارات الإسعاف قبل وصولها للمستشفى نظرا لبعده عن منطقتها، وما إلى غير ذلك من المشاكل الكبرى .
إذ يبقى السؤال المطروح ماذا قدم هؤلاء إلى هذه المنطقة ؟؟؟ ، غير الإغتناء على حساب ساكنتها.
حيث تجدهم مع قرب الإنتخابات يتهافتون مع المساكين ويطرقون أبوابهم و يذهبون للدواوير و يذرون الرماد على عيون المواطن المستضعف ويشرعون في ترميم مسالك طرقية و غالبية هاته الطرق لا تكتمل وغرضها هو الصندوق والصوت والإنتخابات ، لأنها تبدأ مع قرب الإنتخابات و تنتهي بعدها مباشرة و تتوقف الأشغال إلى إشعار آخر ، أي الإستحقاقات القادمة .
وقد يبدوا الأمر مستعصيا إذ لم يغير المواطن عقليته و سلوكه و يختار الأشخاص و الأطر التي تهمها مصلحة الوطن و المواطن ، وهو في علم بأن أسرته أبناؤه و شبابه ونسائه وشيوخه في اتجاه الهاوية .
التعليقات مغلقة.