أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

ضعط أمريكي قوي على الجزائر لاعادة تشغيل انبوب الغاز العابر للمغرب

محمد الشفاعي و محمد حميمداني

 

قالت مصادر إعلامية، إن الولايات المتحدة الأمريكية ناقشت مع إسبانيا والمغرب والجزائر مسألة إعادة تشغيل أنبوب الغاز الذي يعبر المغرب، وذلك خلال زيارة نائبة وزير الخارجية الأمريكي، ويندي شارمان، للبلدان الثلاثة، والتي تمت مؤخراً.

 

موقف أتى في محاولة من واشنطن حل أزمة الغاز التي يعاني منها حلفاءها الأوروبيون نتيجة فرض الحصار على الغاز الروسي بسبب الحرب على أوكرانيا، وأثر هذا اقرار على الاقتصاد الأوروبي وضمانا لوحدة الموقف اتجاه روسيا.

 

كما أن هذا القرار جاء في ظل سياسة تضييق الخناق على موسكو اقتصاديا، مع عزم الاتحاد الأوروبي التخلي نهائيا عن الغاز الروسي على المدى القريب والمتوسط، حيث تبلغ نسبة الاعتماد على الغاز الروسي  40% من احتياجات أوروبا من هاته المادة.

 

وفي هذا السياق كشفت صحيفة “الموندو” الإسبانية عن خطط الاتحاد الأوروبي للاستغناء عن الغاز الروسي، وتعويض الخصاص من خلال اتفاقيات مفتوحة مع كل من قطر ومصر والجزائر وأذربيجان.

 

إسبانيا ترحب بالخطوة

 

وعلى صعيد المواقف، وفق ذات المصادر، فإن إسبانيا رحبت بالمقترح الأمريكي، مبرزة أهمية خط الغاز الجزائري العابر للمغرب على إسبانيا وأوروبا.

وكانت صحيفة “الموندو” الإسبانية قد نقلت عن مسؤولين إسبان، نهاية الأسبوع الماضي، نية مدريد مد خط أنابيب جديد مباشر مع الجزائر، تعويضا لأنبوب العابر للأراضي المغربية المقطوع سياسيا.

 

أسباب سياسية تعوق دون إقناع واشنطن للجزائر

على الرغم من الضغوطات الممارسة تبقى الجزائر لحدود الساعة على الأقل متشددة في شأن أنبوب الغاز العابر للمغرب، حيث “لا تنوي الجزائر فتح الصنبور المتحكم في تدفق الغاز عبر الأنبوب “المغاربي-الأوروبي، رغم الضغوطات التي باتت تمارس عليها”، يضيف المصدر.

وتعلل الجزائر موقفها بعدة عراقيل، أولها تقني، متعلق بقدراتها الإنتاجية المحدودة والتي لا تمكنها من تشغيل 3 أنابيب مرة واحدة (ميدغاز، المغاربي-الأوروبي، الأنبوب الإيطالي)، حيث أن هذا الوضع سيضع أعباء إنتاج قرابة 50 مليار مترا مكعبا سنوياً، فيما إمكاناتها الواقعية لا تتعدى 40 مليار متر مكعب كأقصى نسبة.

أما السبب الثاني فسياسي ويتعلق بعلاقاتها الاستراتيجية مع روسيا، والتي قد تهتز في حالة اتخاذها لهذا القرار، وهو ما سيعد مساهمة منها في الحصار المضروب على موسكو.

يضاف إلى هذا الشق في رغبة الجزائر خنق المغرب اقتصاديا وعدم تمكينه من موارد مالية في ظل حالة التوثر التي تشوب العلاقات بين البلدين والتي وصلت لحدود كل قطع العلاقات مع الرباط السياسية منها والاقاصدية والتجارية.

 

ولم تشفع تطمينات السفير الروسي في الجزائر بأن زيادة إنتاجها لأروبا تجاري محض، ولن يؤثر على العلاقات بين البلدين، إلا أن الجزائر تتوجس ريبة في حصول قلق روسي يهدد علاقاتها بحليفها  الاستراتيجي.

 

المغرب ينتظر نتائج الضغط الأمريكي من باب المصلحة

المغرب ينتظر اختمار الضغوطات من باب البراغماتية لما لقرار إعادة تشغيل الأنبوب المعطل على الاقتصاد المغربي، في ظل حالة الاختناق التي يعرفها العالم في باب ارتفاع أسعار المحروقات والتي وصلت إلى مستويات قياسية.

التعليقات مغلقة.