أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

ضعف جهاز المناعة Système Immunitaire

إعداد المرحوم د. مبارك أجروض

يتسبب ضعف المناعة système immunitaire في زيادة فرص الإصابة بالأمراض المختلفة، ولذلك يجب الاهتمام بتقوية الجهاز المناعي، ويمكن اكتشاف ضعف المناعة من خلال بعض الأعراض التي تظهر بالجسم، ولا يخفى أن الجهاز المناعي هو خط الدفاع الأول ضد الأجسام الغريبة، مثل: الجراثيم والبكتيريا التي يمكن أن تسبب الأمراض، ولذلك يجب الاهتمام بالحفاظ على صحة جهاز المناعة لمقاومة الأمراض.

 

 

 

في جسم كل منا منظومة اسمها الجهاز المناعي، مهمتها الدفاع عن جسم الإنسان ضد الأجسام الغريبة والكائنات الدخيلة كالفيروسات والجراثيم والطفيليات والفطريات، إما بمنعها من الدخول إلى داخل الجسم أو بالتعامل معها، إذا ما تمكنت من الولوج، من خلال إرسال جيش من الخلايا الخاصة إلى حيث توجد بهدف التخلص منها، وبالتالي منعها من تحقيق مآربها العدائية والتدميرية وما أكثرها.

 

 

* مكونات الجهاز المناعي

 

 

 

يعتبر الجهاز المناعي من أكثر الأجهزة تعقيداً في الجسم، وتنضوي تحت لوائه شبكة من الأنسجة والخلايا والأعضاء التي تشمل:

 

 

 

ـ اللوزتين، وهما غدتان توجدان على جانبي اللهاة العالقة في الحلق، وتقوم هاتان الغدتان بالتقاط الميكروبات التي

تدخل الجسم عبر الهواء أو الطعام.

 

 

ـ الطحال، ويوجد هذا العضو في الجانب العلوي الأيسر من البطن، ويتألف من كهوف دموية كبيرة مهمتها تنقية الدم من الأجسام الغريبة.

 

 

ـ الغدة الصعترية، وتقع خلف عظمة القص وأمام القلب، وتقوم بدور رئيسي هو تسهيل عمل الجهاز المناعي بواسطة نوع معين من كريات الدم البيضاء تعرف باسم الخلايا الليمفاوية T المنوط بها مهاجمة وتحييد المواد الخطرة التي تدخل إلى الجسم.

 

 

ـ العقد الليمفاوية، وهي تحتوي على شبكة من الأنسجة الغنية بالخلايا B وT إلى جانب أنواع أخرى من الخلايا.

 

 

ـ جهاز الهضم، ويعيش فيه القسم الأعظم من الخلايا المناعية.

 

 

ـ نخاع العظم، وهو عبارة عن أنسجة إسفنجية ناعمة تقع في قلب العظم، وتقوم بإنتاج كريات الدم البيضاء التي تحارب الالتهابات.

 

 

ـ الجلد، وهو يمثل خط الدفاع الأول الذي يعمل على منع الغزاة من الجراثيم والفيروسات من العبور إلى داخل الجسم، وبالطبع، هناك حواجز أخرى تمنع الميكروبات من العبور مثل قرنية العين والأنسجة المتخصصة التي تبطن الرئة والمثانة وجهاز الهضم.

 

 

ـ البالعات، وهي تتولى مهمة بلع الميكروبات وحبسها ومنعها من الانتشار.

 

 

ـ الخلايا الليمفاوية، وهي عبارة عن كريات دم بيضاء T وB مسؤولة عن بناء المناعة المكتسبة بما فيها إنتاج الأجسام المضادة.

 

 

ـ الأجسام المضادة، بعد اللقاء الأول مع أي غاز غريب تتشكل في الجسم مضادات أجسام؛ تنتجها الخلايا B، ويتم استدعاؤها في كل مرة يحاول فيها الغازي التسلل من جديد، من أجل تدميره وتحطيمه.

 

 

ـ السيتوكينات، وهي عبارة عن رسل تصنع من قبل أنواع مختلفة من الخلايا (الخلايا T) من أجل جذب أو تفعيل الخلايا الأخرى في الجهاز المناعي، وإخبارها إلى أين تذهب وكيف تدمر الكائن الغريب.

 

 

* وظائف ومهام جهاز المناعة

 

 

يتولى جهاز المناعة في الجسم المهام الآتية:

 

 

ـ إنه حجر الزاوية في الوقاية والتعافي من مسببات الأمراض مثل الجراثيم والفيروسات والفطريات والطفيليات والخلايا السرطانية، وبالتالي القضاء عليها ومنعها من إلحاق الضرر بخلايا الجسم وأعضائه المختلفة.

 

 

ـ يملك قدرة على التفريق بين خلايا الجسم الذاتية والكائنات الغريبة من المهاجمين الغزاة، بحيث يوجه سهامه نحو هذه الأخيرة. أما إذا لم يستطع التفريق بينها فعندها سيهاجم خلايا الجسم؛ ما يؤدي إلى نشوء بعض الأمراض التي تسمى أمراض المناعة الذاتية.

 

ـ يتألف الجهاز المناعي من جيش من الخلايا والأنسجة والأعضاء التي تعمل على مدار الوقت من أجل الحفاظ على صحة الجسم.

 

 

ـ قد يتعرف جهاز المناعة على أجسام غريبة غير مؤذية، ولكنها قد تشعل ردود فعل تحسسية يمكنها أن تهدد الحياة.

 

 

ـ يملك الجهاز المناعي ذاكرة يكتسبها على مدار الأيام والشهور والسنين تمكنه من التعرف على عدد لا نهائي من الكائنات والجسيمات الصغيرة التي تهاجم الجسم، إذ سرعان ما يتم التعرف عليها والتعامل معها بالطرق المناسبة، وتساهم التطعيمات التي يأخذها الإنسان في تعزيز وتخزين المعلومات في بنك الذاكرة.

 

ـ يضعف جهاز المناعة مع التقدم في العمر فيصبح أقل فاعلية ما يجعل صاحبه أكثر عرضة إلى الإصابة بالمرض أو العدوى.

 

 

ـ هناك حالات طبية تساهم في إلحاق الضعف بجهاز المناعة مثل أمراض المناعة الذاتية، والسرطانات، والمنشطات، والعلاجات الكيميائية.

 

 

* أعراض ضعف جهاز المناعة

 

 

يعمل الجهاز المناعي على حماية الجسم من الكائنات الدخيلة التي تتربص به شرا من كل حدب وصوب، لذا فمن المهم جدا أن يملك الجسم جهازا مناعيا قويا قادرا على كسر شوكتها وردها على أعقابها خاسرة.
قد يرسل لك جهازك المناعي إشارة من هنا وأخرى من هناك، يحاول من خلالها أن يخبرك بأنه ضعيف لا يقوى على مجابهة الميكروبات الغازية، من هنا يتوجب عليك رصد تلك الإشارات التحذيرية للقيام بما يلزم لدعم هذا الجهاز لكي يعمل بكفاءة عالية، وفيما يلي نستعرض وإياكم عددا من هذه الإشارات:

 

ـ التعب المزمن

 

 

إذا كنت تحصل على القدر الكافي من النوم كل يوم، ومع ذلك تستيقظ مرهقا وتعاني من التعب المستمر من دون قيامك بأي مجهود، فليس مستبعدا أن جهازك المناعي يحاول أن ينقل لك رسالة مفادها أنه ضعيف وفي مأزق.

 

 

ـ العدوى المتكررة

 

 

إن التعرض إلى العدوى مرارا وتكرارا ربما يشير إلى وجود ضعف محتمل في المناعة، وفي هذا الإطار، تفيد الأكاديمية الأميركية للحساسية والربو بأن احتمال الضعف وارد في حال الإصابة بالتهابات الأذن أكثر من ٤ مرات في عام واحد. بالتهاب الرئة مرتين خلال عام واحد. التعرض إلى التهاب الجيوب الأنفية المزمن أو الإصابة بالتهاب الجيوب البكتيري ثلاث مرات سنويا. وفي حال الحاجة إلى أخذ شوطين من المضادات الحيوية في السنة.

 

 

ـ ارتفاع مستوى الإجهاد

 

 

إن الإجهاد الشديد جراء العمل أو التعرض إلى أزمة عاطفية يجعل الجسم يقع ضحية للمرض. وفقاً لتقرير صادر عن جمعية علم النفس الأميركية فإن الإجهاد على المدى الطويل يتسبب في إضعاف الاستجابات لدى جهاز المناعة لدى البشر، ويرجع السبب في ذلك إلى أن الإجهاد يقلل من الخلايا الليمفاوية وكريات الدم البيضاء التي تساهم في محاربة العدوى، من هنا فكلما تدهورت نسب تلك الخلايا في الجسم زادت مخاطر العدوى بالفيروسات والجراثيم.

 

 

ـ نزلات البرد المستمرة

 

 

يصاب الشخص عادة بنزلتين إلى ثلاث نزلات برد سنويا يتم الشفاء منها كليا في غضون أيام قليلة، أما إذا كان الشخص يعاني من الزكام بشكل مستمر أو كان يعاني من مشقة في الشفاء منه بحيث ينحو نحو الأسوأ، فهذا يوحي أن الجهاز المناعي ضعيف وأنه يكافح من أجل حماية الجسم.

 

 

ـ صعوبة اندمال الجروح

 

 

عندما يصاب أحدنا بتلف في الجلد جراء الإصابة بجرح أو خدش أو حرق؛ فإن الجسم يرسل تعزيزات دموية غنية بالمغذيات إلى المنطقة المصابة من أجل المساعدة على ترميمها وتجديدها وبالتالي الوصول إلى الشفاء، ولكن عملية الشفاء هذه تعتمد في شكل كبير على وجود خلايا مناعية صحية، فإذا كانت خلايا الجهاز المناعي ضعيفة فإنها تعمل ببطء، الأمر الذي يخلق صعوبة على صعيد ترميم المنطقة التي تعرضت إلى التلف فتبدو واضحة للعيان ولا تشفى بسهولة.

 

 

ـ تكرار حدوث المشاكل الهضمية

 

 

إذا كنت تعاني من مشكلات هضمية متكررة مثل المغص أو الإسهال أو الإمساك أو الغازات البطنية، فإن ضعف الجهاز المناعي قد يكون الشرارة التي تشعل فتيل تلك المشكلات، ولا غرابة في ذلك، فصحة الأمعاء ترتبط ارتباطا وثيقا بصحة الجهاز المناعي، فقد أظهرت البحوث أن ما يقارب 70% من المنظومة المناعية تتواجد في دهاليز الأنبوب الهضمي الذي تقطن فيه مستعمرات جرثومية نافعة تدافع عن الأمعاء وتقدم الدعم غير المشروط لجهاز المناعة. إن وجود مستعمرات جرثومية نافعة قليلة العدد من شأنه أن يزيد من مخاطر التعرض إلى الفيروسات والالتهابات المزمنة واضطرابات المناعة الذاتية.

 

 

ـ السمنة المفرطة

 

 

إن الزيادة في الوزن تعني المزيد من الأنسجة الدهنية في الجسم، وتطلق هذه الأنسجة المزيد من السيتوكينات التي تساهم في اندلاع التهابات مزمنة مستمرة منخفضة الدرجة تشكل عاجلا أم آجلا عبئا على جهاز المناعة ما يجعله ضعيفا غير قادر على القيام بالمهام المنوطة به.

 

 

* نصائح لتقوية جهاز المناعة

 

 

إذا عانيت من واحدة أو أكثر من الإشارات سالفة الذكر أعلاه التي تدل على احتمال وجود ضعف في الجهاز المناعي لديك، فإنه يجدر بك أن تبادر لاتخاذ عدد من الخطوات التي تدعم هذا الجهاز لكي يكون قويا وصحيا وعلى أتم الاستعداد لمواجهة الأجسام الغريبة التي تحاول اختراق الجسم من خاصة فيروس كورونا المستجد الذي جعل الأنظمة الصحية في العالم ترتجف هلعا منه، حتى في أكثر البلدان تطورا. أما الخطوات التي تساهم في تقوية الجهاز المناعي فتشمل الحفاظ على الوزن الصحي. الحصول على قسط كاف من النوم. تناول نظام غذائي صحي ومتوازن. اتباع معايير النظافة خاصة غسل اليدين بانتظام. غسل الفواكه والخضروات بشكل جيد. تجنب الإجهاد. عدم التدخين. ممارسة الأنشطة الرياضة بشكل مستمر ومنتظم وتلقي اللقاحات.

 

 

نستنتج أن الجهاز المناعي السليم هو مفتاح الصحة الجيدة لأنه يشكل خط الدفاع الأول ضد العوامل الأجنبية الضارة، لذا فكلما كان هذا الجهاز قويا كان ذلك أفضل، وكلما كان ضعيفا أصبحت أجسامنا فريسة سهلة للميكروبات، من هنا الحاجة الملحة لالتقاط العلامات التحذيرية التي ربما تشير إلى أن مناعتنا أقل من المستوى المطلوب من أجل اتخاذ الخطوات المناسبة بهدف تعزيزها، مع الأخذ في عين الاعتبار أنه كلما رصدت تلك الإشارات باكرا كانت النتائج المرجوة طيبة للغاية.

التعليقات مغلقة.