أجرت الحوار: كريمة غالط الشريبي
الفنانة “نجاة داود”، فنانة عصامية، هي ابنة إقليم طانطان، حاصلة على الإجازة في القانون الخاص ودبلوم المحاسبة، الا أن ولعها بالفن والريشة جعلها تتخطى دراستها، وتتمكن من الحصول على دبلوم للفن التجريبي فكانت تلك خطوة للخروج إلى الواقعية وتطبيق أفكارها وصورتها الخيالية على لوحات استطاعت من خلالها ان تبقى تحت ملحفتها الصحراوية متبنية تلك الصور المنبعثة من حياتها البدوية الصحراوية ببساطتها وعمقها وتشبتها بعاداتها وتراثها الحساني لتصل إلى رؤى مجموعة من الفنانين التشكيليين ذوي الخبرة في المجال الفني، مما ساعدها على الخروج من مرسمها ب”الوطية” بإقليم “طانطان” إلى تنظيم معارض محلية ووطنية.
جريدة أصوات:
الفنانة “نجاة داود”، أولا نحييك ونهنئك على نجاح معرضك الأخير بقصر “الباهية” بمراكش، والذي خلف صدى طيبا على المستوى الوطني؟ كيف استطاعت الفنانة “نجاة” خلق فكرة المعرض؟ وهل تسنبطين فكرة تنظيم معارض لإخراج أعمالك من فترة زمنية، أم مناسبة، أم من مجموعة من اللوحات المتواجدة لديك؟
- الفنانة نجاة داود:
باسم الله الرحمن الرحيم، أولا أريد ان أشكر جريدتكم “اصوات”، وأشكركم على اهتمامكم بمواهب الشباب الصحراوي.
بالنسبة للفكرة هي صدفة لأن أول معرض لي كان في سن 10 سنوات بخمس لوحات كلها تجريدية في مهرجان أقيم بمنطقة “الشبيكة” بإقليم “طانطان”، كانت الفكرة لأستاذ شجعني في ذلك السن للمشاركة، ولو بخمس لوحات.
بالنسبة للمعرض الثاني كان سني أنذاك 15 سنة حيث جمعت عددا من اللوحات، ثم فكرت في تنظيم معرض لتعريف الناس بفني، والحمد لله أصبحت أنظم معارض من خلال دعوات من المسؤولين الجهويين للجهات الجنوبية الثلاث، ومن بعد بمختلف مدن المغرب، الحمد لله، وما زالت هناك عدة معارض ستقام مستقبلا، إن شاء الله تعالى.
جريدة أصوات:
كما نعلم فأنت من إقليم “طانطان” بجنوب المغرب والذي يتميز بطبيعته الصحراوية، و تنوع شواطئه، وأنت تقطنين بشاطئ “الوطية”، إلى أي مدى أثر هذا التنوع الطبيعي في خلق شخصية الفنانة نجاة؟
الفنانة نجاة داود:
نعم أنا ابنة مدينة “الوطية” بإقليم “طانطان”، هي مدينة صغيرة تمتاز بالهدوء وجمالية الجو و رائحة البحر، كل هذا ساعدني في الإبداع وإعداد اللوحات، لأن جل لوحاتي مرسومة عند البحر، وبالأخص وقت الغروب، وكل هذا ساهم في بناء شخصيتي كفنانة.
جريدة أصوات:
طبعا نعلم ان المجتمع الصحراوي وعاداته وتقاليده بكل ما يتعلق بالمرأة، والأكيد الذي يعرفه الكثير أن المجتمع يعطي للمراة مكانة مميزة مما جعل هذا ربحا لصالحك ودعمك بكل تأكيد؟
الفنانة نجاة داود:
طبعا مجتمعنا يعطي للمرأة مكانة خاصة، بالنسبة لي الحمد لله الدعم موجود من أهلي أولا والأصدقاء، وكل من يؤمن بموهبتي يحفزونني لاستمر في المجال، فبالنسبة لي كفنانة، فالمرأة مطروحة دائما في مجال عملي، فوجودها يأخد حيزا مهما، وحضورها في اي عمل فني مثل حضورها في المجتمع.
جريدة أصوات:
كل سنة تنظم الفنانة “نجاة داود” معرضا سنويا بالمكتبة الوسائطية ب”طانطان”، ما هدفك من هذه الخطوة؟ وما هي الاستنتاجات التي تخرجين بها في ذلك الأسبوع؟ (مثلا ورشات للأطفال أو أي شي آخر)
الفنانة نجاة داود:
معرض “طانطان” الذي كان بالخزانة الوسائطية هو منظم من طرف المديرية الجهوية لقطاع الثقافة بجهة “كلميم واد نون”، تمت دعوتي لإقامة معرض هناك سنة 2019، ولم يكن الاتفاق عليه سنويا.
فبالنسبة للورشات فأنا أنظم دائما ورشات للأطفال بدور الشباب ودار الأطفال (للأيتام )، لكوني أحب أن أشاركهم تجربتي، وأعلمهم الفن الذي أحبه، فأنا أيضا كنت طفلة شغفها الفن وحبها للألوان والصباغة.
جريدة أصوات:
المرأة هي الموضوع الذي يغلب على لوحاتك هل هو دائما رسالة من المرأة الصحراوية خصوصا، أم من المرأة عموما بحكم زيارتك ولقاءك مع النساء المغربيات والعربيات بجميع ربوع المملكة؟
الفنانة نجاة داود:
الفن رسالة، وهو لغة الحوار الأولى بالنسبة للفنان، فكل لوحة من لوحاتي تحمل رسالة معينة وموضوعا معينا، لأنني أنثى وأكثر شخص يمكنه أن يشعر بالمرأة هي المرأة نفسها، فأنا أسعى إلى التطرق لمختلف قضايا المرأة الإنسانية، مثل ” التحرش، الاغتصاب، العنف بشتى أنواعه، الإهمال …”
وأي موضوع تعانيه المرأة أهدف إلى التطرق له وطرحه في أعمالي حتى نجاحات المرأة إبداعاتها وأكثر.
فلقائي بالنساء المغربيات عامة، وكل امرأة ومجال عملها وثقافتها، فهن يتميزن بالقفطان المغربي، وأنا أتميز بالملحفة الصحراوية.
جريدة أصوات:
أكيد أنك ومنذ بداية عملك وأنت تعشقين لوحة مميزة مع الأخذ بعين الاعتبار أن جميع لوحاتك بحكم لقائي مع بعض الفنانين المغاربة، أن اللوحات كأطفال لكم لا تخيرون واحدة عن الاخرى؟
الفنانة نجاة داود:
طبعا حب الفنان للوحاته حب خاص، وكل لوحة لها طعم خاص، كلوحة عنوانها “الصراع بين القلب والعقل”، فهي عميقة جدا، وتأثير الصراع على جهة الدماغ وجهة الصدر يعني موقع القلب، وعندما ينفصل الرابط بينهما ينطفئ الشخص، فهنا تكمن تلك العلاقة، فلا بد للإنسان أن يوافق بين قلبه وعقله، فهي أكثر لوحة مؤثرة بالنسبة لي.
جريدة أصوات:
هل الفنانة نجاة تستعمل بعض المواد الطبيعية المعروفة في الصحراء لرسم لوحاتها ( كالنيلة والحجر الملون )
الفنانة نجاة داود:
كنستعمل فقط “رملة البحر” و “الحميرة” و “طروفة الملاحف” بالكولاج.
جريدة أصوات:
من هو الفنان أو الفنانة الذيي تأترث به الفنانة “نجاة داود”؟
الفنانة نجاة داود:
منذ بدايتي، من وأنا طفلة تأثرت بالفنان الإسباني “بابلو بيكاسو” بحكم أنني أنتمي إلى المدرسة التجريدية، فأحسه قدوتي في الفن منذ بدايتي.
جريدة أصوات:
الفنانة “نجاة داود” والمشاركات في المعارض الدولية؟
الفنانة نجاة داود:
بالنسبة للمعارض الدولية، فأنا في البداية، والسير يكون خطوة بخطوة، إن شاء الله أصل بفني وأمثل الأقاليم الجنوبية بإذن الله.
جريدة أصوات:
بالنسبة لوزارة الثقافة والشباب والتواصل، هل من التفاتات اتجاهك، ودعوات لك للمشاركة في ملتقيات ومعارض وطنية مبرمجة خصوصا بعد التحرك الواضح للوزارة بعد جائحة كرونا؟
الفنانة نجاة داود:
طبعا هناك اتفاقيات مبرمجة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، لأنني أعتبر فنانة سفيرة المرأة الصحراوية، وأتمنى الالتفاتة لهذه الفئة في الأقاليم الجنوبية لأنها تخزن مواهب مميزة في العديد من المجالات.
جريدة أصوات:
هل هناك علاقات عمل مع فنانين تشكيليين مغاربة؟
الفنانة نجاة داود:
علاقتي بالفنانين التشكيلين المغاربة بحكم أني كنت أعرض أعمالي بالمناطق الجنوبية فقط، فلم يكن لي معهم اي عمل مشترك، ولكن حين بدأت أعرض لوحاتي بمعارض مدن أخرى تعرفت على فنانين محترفين مما جعلني أثق في مسيرتي الفنية، وما يشجعني أكثر هي تعليقاتهم ونصائحهم لي.
جريدة أصوات:
علمنا أن إقليم “طانطان” سيعرف مولودا جديدا في الميدان الثقافي، والأمر يتعلق بافتتاح مركب ثقافي مميز، هل في اعتقادك أنه سيكون بادرة خير لإبراز مواهب الإقليم؟ أم سيكون بناية شبح؟
الفنانة نجاة داود:
نعم ستعرف مدينة “طانطان” مولودا جديدا يتمثل في فتح فضاء ثقافي يضم المواهب، فهذا شيء يفرح لأن شباب الإقليم سيجدون متنفسا يفرغون فيه طاقاتهم وإبداعاتهم الشبابية الكبيرة، فقط يحتاجون لمن يدعمهم ويحفزهم ويحتضنهم ويثق في مواهبهم.
جريدة أصوات:
كلمة اختتامية؟
الفنانة نجاة داود:
التعليقات مغلقة.