أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

طريق الإحتفالات شعار لقاء بين الأديان ب”روبرتسو” بستراسبورغ بفرنسا 

عن جمعية الضفتين بمسجد روبرتسو- 

الأستاذ الحاج نور الدين أحمد بامون ----  ستراسبورغ

 

شهد حي ليل روبرتسو بستراسبورغ، نهاية الأسبوع، نشاطا ثريا، اجتمعت فيه ثلاثة دور عبادة تتعايش على مدى عشرات من الأمتار من بعضها البعض؛ نشاط مكن المؤمنين من الانتقال من مكان عبادة إلى آخر، سواء لحضور صلاة الجمعة، أو قداس السبت، أو عبادة الأحد. 

                 

        أبواب مفتوحة، وجبات غذائية 

أبواب مفتوحة واحتفالات، محادثات وأوقات ودية في برنامج طريق الاحتفال، هو برنامج موعد اللقاءات بين الأديان على مدار ثلاثة أيام الجمعة والسبت والأحد.

  

                                         تحضيرات الاحتفالات

تحضيرا لفعاليات الاحتفالات عقدت اجتماعات بين طاقم الأديان نهاية هذا الأسبوع في حي “ليل روبرتسو”، حيث توجد ثلاثة أماكن للعبادة على بعد بضع عشرات من الأمتار تتعايش مع بعضها البعض، خلال نهاية هذا الأسبوع، في جو يمكن كل واحد الانتقال من مكان إلى آخر، وحضور كل منهم طقوس ديانته سواء بحضور صلاة الجمعة للمسلمين، أو قداس السبت، أو عبادة الأحد. 

كيف نشأت الفكرة؟

نشأت الرغبة في الحوار بين ممثلي الديانات الثلاث (وفرقهم) الذين يتشاركون في نفس قاعدة المجموعة السكانية، ونقاط التقارب بكثير من الاختلافات، كما يؤكدون معا على ذلك. 

تبعد أماكن عبادتهم بضع عشرات من الأمتار عن بعضها البعض، حول ما قاله الأب “أوليفييه بيركل”، راعي “أبرشية سانت برناديت” الكاثوليكية، ما أعيد تسمية الأب “أوليفييه بيركل” كاهن أبرشية سانت برناديت الكاثوليكية منذ سبتمبر 2021 ، باسم “فيا ساكرا” (شارع المرضى). 

الذي لم يعد هناك، لكن روحه ما زالت تنعش الحي، توفي القس “فريديريك سيتودزو” في يوليو / تموز الماضي، حيث كان مسؤولاً عن مهمة إعادة إطلاق الرعية البروتستانتية في حي “ليل” منذ خريف عام 2019. 

على هذا النحو، فقد جعل ديناميكياته بين الأديان والثقافات واحدة من أحصنة معركته، حتى لو كانت المخاوف الصحية وتقلبات الوباء تقف في طريقه؛ تولى راعي “روبرتسو”، زميله “إريك شيفر”، حمل المشعل، وأشار إلى أن العديد من المجتمعات (الغجر، والأرثوذكس الناطقين بالفرنسية، والغانية، المحتفلون بالفعل بعبادتهم في مبنى شارع ليل. 

 مبادرة فريدة  مشتركة: 

في مبادرة جماعية اتحد مجتمع الجالية الإسلامية مع الطائفتين الكاثوليكية والبروتستانتية في حي “الجزيرة بروبرتسو” على تنظيم أيام احتفالاية تحمل شعار “مسار طريق الحفلات”؛ يرحب الكاثوليك بالجالية الفيتنامية، كما يشير “أوليفييه بيركل”. 

نداء لكل من لم يجرؤ على دفع الباب … 

ومن جانب الجالية المسلمة، فإن السيد “عبد العزيز شوكري”، ممثل جمعية الضفتين الدينية، مسجد روبرتسو ، يريد الالتزام في نفس الاتجاه، وبالتالي إبراز قيم التسامح والانفتاح والاحترام التي يدعو إليها، من خلال افتتاح الفضاء الثقافي عام 2019، مؤكدا أن المهم التعرف على بعضنا البعض بشكل أفضل، وكل هذا يسير في اتجاه الحوار بين الأديان في المنطقة، وبالمناسبة يحيي من جانبه المستشار شريك الحدث السيد “جان فيليب فيتر”. 

يؤدي إصطفاف الكواكب إلى هذا الوقت غير المسبوق للقاء، المخصص للمؤمنين، ولكن أيضًا  قبل كل شيء، لكل أولئك الذين أرادوا دائمًا المرور عبر أبواب أماكن العبادة المختلفة دون أن يجرؤوا على ذلك. 

 

إن الهدف هو دعوة الناس إلى تجاوز الصور النمطية والأحكام المسبقة؛ نحن نعيش في وقت تسود فيه الكثير من الأوهام حول الأديان، لكن لا ليس كل الكاثوليك تقليديين، وليس كل المسلمين أصوليين، وليس كل البروتستانت متشددين، يصر على ذلك السيد “أوليفييه بيركل”. 

أردنا أن نتجاوز بالحوار بين القادة الدينيين، الموجود بالفعل، من خلال خلق مساحات للحوار والممارسة لإخواننا في الإنسانية، يوضح “عبد العزيز شوكري”. 

ومن هنا جاء قرار فتح الاحتفالات الدينية، بالنسبة للبعض، فإن دخول مكان العبادة عندما تكون هناك عبادة هو بالفعل خطوة كبيرة. 

 

يأمل “أوليفييه” بيركل صدى ثلاثي للحدث لأفراد المجتمعات المختلفة، وأهالي الحي – وهو قلق يتقاسمه نائب رئيس الرعية، فابيان لوثر، ولكن أيضًا للمدينة بأكملها، التي نرسل إليها إشارة. 

اجتماعات طائفية لمدينة “روبيرتسو”… بحيث قيل حين نمسح الأثار وسنرى كيف يتم تلقي المبادرة، لكننا نفكر بالفعل في الخطوة التالية، كما حدد السيد “عبد العزيز شوكري”، الذي قال سيرى أديان الكتاب إلى تقديم مساهمتهم في بناء ستراسبورغ، عاصمة الكتاب العالمية 2024، على سبيل المثال. أو الربط مع طبعة مستقبلية المجتمع البوذي لمعبد روبرتسو، أو كنيس بيشهايم. 

وتمثلت فقرات برنامج الإحتفالات كما يلي 

إنطلقت فعاليات الاحتفلات من مسجد روبرتسو، عشية الجمعة، على الساعة الخامسة والربع بحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، على شرف الحضور بشاي الأخوة مع الحلويات المغربية والمشروبات المختلفة، استمرت إلى وقت صلاة المغرب سبق درس للإمام حول الأخوة الانسانية والتسامح والتعايش السلمي والتعاون لصالح المجتمع في الإسلام،   وأقيمت صلاة المغرب. 

 

وفي اليوم الموالي، السبت، انطلقت نشاطات الأبواب المفتوحة فتحت أماكن العبادة الثلاثة أبوابها في وقت واحد صباحا من الساعة العاشرة 10 الى الثانية عشر 12، لأماكن العبادات الثلاثة لزيارتها والتعرف عليها. 

 

وبالفترة المسائية يوم السبت على الساعة 6:30 مساء، احتفل السيد “أوليفييه بيركل” بالقداس في كنيسة “سانت برناديت” الكاثوليكية (35 شارع ليل)، تلاه وقت جو بهيج. 

اليوم الثالث و الأخير،يوم الأحد، أقيمت العبادة الساعة 10:30 صباحا في 13 شارع ليل، مع تناول المقبلات ووجبة الكسكس في نهايتها. 

 

وعليه بعد أن توقفت الوفود في كنيسة “سانت برناديت” التابعة لمجتمع “أبرشية جسور التحالف”، أختتام الحفل، بحي كانت عطلة نهاية أسبوع أخوية ممتعة تتكون من التبادلات والاكتشافات التي انتهت أمس في “أبرشية البروتستانت” بمدينة “روبيرتسو”.

فكل الشكر لجميع المتطوعين من أماكن العبادة الثلاثة الذين عملوا على إنجاح هذا الحدث، وكذلك العديد من الأشخاص الذين شاركوا من خلال حضورهم وحماسهم، في جعل هذه اللحظة ممتعة.

 

وختامها فرحة عارمة بنجاح المبادرة واللقاء في جو أخوي بعيدا عن أية خلفية او حساسية على أمل فتح آفاق جديدة للتعايش السلمي بن الساكنة و فضاء أخوي يتسع للجميع بدون استثناء، بعيدا عن العنصرية والجهوية والعنف والكراهية، والعمل على توحيد الصف بين جميع الأهالي. 

 

وعلى واقع تحقيق الهدف المنشود و الصور التذكارية أسدل الستار على طبعة سنة 2022 على أمل العودة مجددًا لنشاط آخر مستقبلًا. 

التعليقات مغلقة.