أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

طقوس الزواج في محافظة ريمة – اليمن (عادات وتقاليد وموروث شعبي)

✍️ /هارون إبراهيم الواقدي

تختلف محافظة “ريمة” عن غيرها من المحافظات، اليمنية، بانفرادها بعادات وتقاليد طقوس الزواج، المتفردة الخاصة بها، والذي يميزهاعن باقي الموروثات، الشعبية اليمنية .

تقع محافظة ريمة وسط سلسلة الجبال الغربية بين درجتي (14.36ْ – 14) شمالاً وبين درجتي (43.50ْ – 44ْ) شرقاً وتبعد عن العاصمة صنعاء بحوالي (200) كيلو متراً وتتصل المحافظة بمحافظة صنعاء وجزء من محافظة الحديدة من الشمال، محافظة الحديدة من الغرب، محافظة ذمار من الجنوب، محافظة ذمار وجزء من محافظة صنعاء من الشرق.

“الموروث الشعبي”الريمي” له نكهة خاصة ومميزات قد لا يعرف عنه البعض، وهذه الخصوصية فريدة تتعلق بالتراث الريمي، القديم تعاقبت عنه الأجيال.

وفي الأعراس للمجتمع “الريمي” عاداته وتقاليده بل وطقوسه الخاصة وخصوصا عند العروس (ريمة) وحفلات النساء في الزواج.

في البدايه، تبدأ بمرحلة الخطوبة بإرسال أحد المقربين من أهل العريس ” أمه”أو أخته” إلى أهل الفتاة المراد خطبتها لابنهم،
وعند إبداء الموافقة المبدئية من والد العروس، وإشعار أهل العريس بذلك يتم تحديد يوما يسمونه يوم (الخطبة)لحضور العريس ووالديه وإخوانه لمقابلة العروس وأهلها، حاملين معهم (القات) كهدية، مع إطلاق الرصاص والألعاب النارية، فرحا وابتهاجا وترحيبا
أما النساء فيقدمن للعروس طقماً كاملاً من الملابس والأحذية مع
تقديم ذهب يسمى”بالذبلة” المعرف خاتم الخطوبة، وبعد ذلك يتم تحديد موعد العقد بحضورأهل العروسين في منزل الفتاة ، ويتم تجهيز أكياس من الحلوى لنثرها فوق
الحاضرين عند إكمال العقد الشرعي من المأمون، أو القاضي.

ويطلق على الخطوة التي تلي الخطوبة بـ “اتفاق المهر” وفيها يعقد أهل الخطيب والخطيبة لقاء مشتركا يتم فيه تحديد المهر ويختلف المهر من منطقة لأخرى على حسب العادات.

وفي نفس اللقاء يتم “ما يسمى بـ “الذبلة” وهو أن العريس يقوم بتلبس العروس، الذبلة، بيدها عبارة عن خاتم يسمى (الذبلة) وهذا يجري غالباً وإذا لم يتم تقديم الخاتم يتم استبداله بمبلغ معين وهو نادراً.

والمرحلة الثانية تتعلق بالزفاف وتجري من خلالها خطوتين وهي زواج الرجال وزواج النساء.

وتتنوع أوقات الزفاف عند الرجال منهم من يحدد الزفاف يسمى المقيل_والسمرة”من الصباح إلى المغرب والبعض الآخر يفضل أن يكون الزفاف ليلا” وفي كلتا الفترتين تكون المراسيم والعادات والتقاليد واحدة.
وتبدأ مراسيم الزفاف في صباح يوم العرس يستمعون لأغاني “الزفه” قبل حضور الضيوف، إلى منزل العريس، وفي تمام الساعة الحادية عشر قبل الظهيرة، يبدأ الضيوف الإقبال رويدا رويدا من قرى مختلفة، وكذا ترحب قبيلة الزوج بالضيوف وتستقبلهم أثناء قدوم كل قبيله وهم يرفعون زامل يسمى زامل قدوم الضيف، وكذلك بدق الطبول، (الطاسة والمرفع)، ويتم استقبالهم والترحيب بهم بالزامل الريمي العريق.

ثانيا: يبدأ العريس”بالجلوس، وفيها يتقدم كل شخص يصافح العريس ويرفده بالمال وقد وضعه بظرف فلا يطلع عليه أحد حتي العريس نفس لا يعلم كم مقدار هذا المال الذي وضع في ذلك الظرف كي لا يسبب الاحراج لدى البعض الذي يمتلك قليلا من المال، وبعده تقدم القهوة والشاي وبعد استراحة قصيرة للضيوف يبدأ بتجهز الغداء تُقدم وجبة الغداء عبارة عن فتة و أرز ولحم الضأن أو البعير ……

المرحلة الثالثه، يبدأ المقيل وتوزع عليهم القات، ثم أذا مضى من الوقت ساعتان أو أكثر وأحس أهل العريس بنفاد القات عند الضيوف ، يقومون بتزويدهم بالقات، حتى يشعر الضيف بالراحة والكيف وفي أثناء هذا الجو الذي تسوده الفرحة والنشوة يبدأ أهل الأصوات الشجية “بالمدائح”الدينية تذكر فيها الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم ،وذكرالله، ويمدح فيها العريس والضيوف، يستمر إلى المغرب إذا كان مقيلا فقط،أما إذا كان مقيلا، وسمرا، فيستمر إلى منتصف الليل، فلا يقوم أحد من مكانه أبدا حتى يقوم أبو العروس، “أبو البنت”يخرج،،،،ويطلق الرصاص إيذانا بالخروج، وهنا يعرف الضيوف أنه حان الوقت للخروج.

في يوم الثاني للعرس/هنا يكون خاص بالنساء

وفيها تأتي النساء من جميع انحاء المنطقة للمشاركة في الزفاف ولرؤية “العروس”
ويسمىالفرجةأو المفراج، عندما تأتي النساء من كل قبيلة… يكون بعد الساعة الثانية، ظهرا_ماعدا أم العروس وبعض ضيوفها يذهبن الى بيت العريس من الصباح ….
وهكذا تتم، مراسيم الزفاف في أوساط النساء في ريمة وهي الأخرى تتميز بعادات وتقاليد متفردة ….

وبعد اكتمال عدد الحاضرات من المنطقة تُقدم لهن “مراسيم ” وهي عبارة عن حلوى وقهوة وبعض العصائر والماء
وتسمى المرحل الثانية بـ “الفرجة” وتبدأ فور الانتهاء بالمرحلة الأولى وفيها تدق الطبول وتبدأ المغنيات بالتغني لكل راقصة ب(زيِ) محدد وهو الاسم الذي يرمز لقبيلة الراقصة وعلى هذا النحو إلى أن ينتهي المفراج….

وتسمى المرحلة الثالثة بـ “رد الجد” وهي آخر مراحل الزفاف ويتم في اليوم “الثامن”نهاية الأسبوع يقوم الزوج، والزوجة برفقة أبيه وأخيه وأقربائه، للحضور الى عند عمه، ابي البنت، مع أخذ كميه من القات الألعاب النارية والرصاص …..

ومن العادات الغريبة والطريفة والظريفة، في ريمة، 5ان العروس( البنت) في يوم زفافها، تبيت عندها واحدة تكون كبيرة السن من اقربائها إلى الصباح حتى تأتي النساء كي تزيل وحشتها وقلقها وحتى تدخل على زوجها وهي مطمئنة لا تشعر بقلق وخوف
وتظل تلك المرأة المصاحبة للعروس بين النساء من أهل العريس حتى اليوم الثانية وتعود إلى منزلها بعد أن تكون قد ودعت العروس في عشها الجديد …
وهذا غيض من فيض وقليل من كثير مما ذكرنا من تلك العادات والتقاليد الموروثة كابر عن كابر وتميزت بها محافظة ريمة عن سائر المحافظات اليمنية ولك محافظة عاداتهم وتقاليدهم الخاصة التي تميز كل محافظة عن غيرها ..

التعليقات مغلقة.