أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

طنجة: ترحيل افارقة يقابل بالقوة

احتجاجات وقوات عمومية تتدخل من اجل تهجير افارقة في طنجة قابلتها ردود عنيفة من هؤلاء.
و ان صح القول هي احداث تسائل المسؤولين المغاربة حول خطورة الوضع وتحملنا على التعامل بجدية مع نقاشات حول هذا الملف والتي أثارها العديد من المهتمين قبلا.
إذ رغم أننا نضع أنفسنا محل هؤلاء المهاجرين فنحن أيضا لنا إخوان في ديار المهجر. لكن يبقى السؤال هو هل لنا القدرة على امتصاص هذا الكم الهائل من الوافدين.
هل نحن مؤهلون اقتصاديا لادماج وافدين جدد في الوقت الذي تتخبط فيه البلاد في مشاكل اقتصادية وحتى مواطنوها غير راضين ولم يستطيعوا تحقيق متطلباتهم الأساسية.
هذا ناهيك عن كون هذه الوفود هي حاملة لثقافة ونمط عيش خاص، تميزه القوة وأخذ حقه بيده ما عدى فئة قليلة، إذ أغلب الوافدين تجدهم لا يجيدون شيئا سوى بعض الحرف الشعبية أو يعملون مياومين في البناء او تلك الاشغال الشاقة كل ذلك من اجل حلم العبور الى الضفة الاخرى،
لكن عندما لا يستطيعون يتحول المغرب الى بلد اقامة في الغالب. حيث تكون الأمور هادئة مادام لم يوقفهم احد لكن بمجرد ان تحاول القوات العمومية ان تمنع مبيعاتهم او المساس باحدهم حينها يكون الخطاب جماعيا واعلانا للحرب والتحدي حيث يصبح الوضع قابلا للإشتعال في اي لحظة على غرار ما قالهم احدهم في استجواب له ” مكاينش فراشة كاين la guerre”. طبعا ليس لنا ان نعمم فهناك من الوافدين على المغرب من يتممون دراستهم ويعملون واستطاعوا تأسيس عائلات في اندماج متميز.
لكن يبقى الأمر متعلقا بارادة الأشخاص وليس لسياسة تنهجها الدولة.
حيث يتضح التخبط السياسي في تدبير هذا الملف من خلال طريقة التعامل معه. فتمكين الوافدين من بطائق للاقامة هو عمل امني اكثر منه تدبير ادماجي. لكن المطلوب اليوم هو تحمل المسؤولية في تصريف ملف المهاجرين ووضع قراءة وحلول حقيقية، مع توقع ما يمكن أن يحدث في حالة الاستهتار بهؤلاء الوافدين فهم قادرون ان يكونوا قوة ويدا عاملة ومنتجة في الاقتصاد المغربي لكن في الآن نفسه إن أسيء تدبير هذا الملف قد يتحول هؤلاء المهاجرون إلى تهديد حقيقي للمغرب واستقراره.

التعليقات مغلقة.