أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

طنجة تسعى لإنهاء “عقدة المراحيض” بمشروع جديد بتكلفة 15 مليون درهم

جريدة أصوات

أصوات من الرباط

تتحرك مدينة طنجة نحو معالجة واحدة من أبرز مظاهر الهشاشة الحضرية المرتبطة بالبنيات الصحية في الفضاءات العامة، من خلال إطلاق صفقة جديدة تهدف إلى تجهيز مراحيض عمومية ذاتية التنظيف في عدد من المواقع الأساسية. تأتي هذه الخطوة في إطار الجهود الرامية لتقليص الفجوة المزمنة في هذا النوع من الخدمات، حيث تقدر كلفة المشروع بحوالي 15 مليون و552 ألف درهم، مع تحديد مبلغ الضمان المؤقت في 280 ألف درهم.

 

رغم الطابع التقني لهذه الخطوة، إلا أن خلفيات المشروع تشير إلى أحد الملفات المعقدة المتعلقة بجودة الحياة في المدينة، حيث عانى سكان وزوار طنجة من غياب المراحيض العمومية، التي تُعتبر ضرورية في المحاور السياحية وساحات الاستقطاب مثل الكورنيش والحدائق الكبرى والمدينة العتيقة.

على الرغم من تجربة المدينة السابقة مع عدة نماذج “ذكية” للمراحيض، فإن معظمها لم يدم طويلاً في الخدمة، مما أثار تساؤلات وسخطًا عامًا بشأن الجدية في معالجة القضية. وبدون بلاغات توضيحية بشأن أسباب تعطل هذه المشاريع، بات الرأي العام يشعر بعدم الثقة.

تنص وثائق الصفقة على توفير تجهيزات ذاتية التنظيف مدعومة بنظام تشغيل آلي يلبي معايير النظافة والسلامة، ولكن يبقى التساؤل قائمًا حول كيفية إدارة هذه الخدمة بعد التنفيذ، ومن سيتولى مسؤوليات التشغيل والصيانة.

تأتي هذه الصفقة في وقت تسعى فيه طنجة لتعزيز موقعها كوجهة سياحية رائدة ومركز جذب استثماري في شمال المملكة. ومع اتساع النقاش حول جودة المرافق العمومية، يعتقد الفاعلون المدنيون أن أي تدخل يجب أن يتضمن نظام تواصل فعال، يشمل علامات إرشادية ووسائل مساعدة، مع احترام شروط الولوج لذوي الاحتياجات الخاصة وتفعيل آليات الشكايات والتقييم الدوري للخدمة.

إذا لم تُرافق هذه المبادرة برؤية شاملة، فقد تظل مجرد تكرار لتجارب سابقة لم تنجح في تقديم حلول فعالة لمشاكل عمرها عقود، بينما طنجة، على الرغم من تحولات العمران السريعة التي شهدتها، لا تزال تواجه تحديات كبيرة في توفير أساسيات العيش الكريم، مثل المرافق الصحية العامة.

التعليقات مغلقة.