في الوقت الذي أعطيت فيه الانطلاقة الرسمية -من طرف وزيرة التضامن والادماج الاجتماعي بمعية شركائها- لبرنامج “جسر التمكين والريادة” في العديد من جهات المملكة؛ لا يزال هذا البرنامج يعرف نوعا من التعثر بجهة طنجة- تطوان- الحسيمة؛ مما يثير التساؤلات عن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء تاخر وتعثر انطلاق هذا البرنامج بشمال المغرب؛ وعما اذ كانت وكالة التنمية الاجتماعية بالجهة قادرة على تعبىة الشركاء والموارد المالية في ظل المشاكل التي تتخبط فيها وفشل العديد من البرامج التي اشرفت على تنفيذها بمدن واقاليم الجهة.
وفي هذا السياق عبر العديد من المراقبين والجمعيات النسائية عن تخوفهم من فشل هذا البرنامج بجهة الشمال لغياب مقومات النجاعة في الأداء وإدارة البرامج والمشاريع التنموية بوكالة التنمية الاجتماعية؛ والدليل على ذلك -حسب رأيهم- غياب مؤشرات دقيقة توضح نسب ونجاعة انجاز البرامج الموكولة الى هذه المؤسسة.
ومما زاد من تخوف هؤلاء المراقبين ان العديد من البرامج الاجتماعية بوكالة التنمية الاجتماعية بالجهة تفتقد لرؤية استشرافية رصينة؛ سواء في التخطيط او في آليات التعبئة التي من شانها ان تفتح آفاقا اوسع للشركاء حتى تصل البرامج الاجتماعية لكل تراب الجهة وينعكس أثرها على الفئات المستهدفة.
وقال نفس المراقبون أن لجان الافتحاص والتفتيش والتدقيق المرسلة الى هذه المؤسسة؛ وكذلك التقارير التي حرّرتها بشأن مسؤوليها هي دليل ادانة واضح لاسلوب التدبير الممنهج بها؛ حيث رصدت أكثر من مرة الخروقات الجسيمة والاختلالات التدبيرية المتعلقة بفشل وتعثر البرامج والمشاريع بهذه الجهة منذ سنة 2011.
وفي سياق متصل يتسائل المراقبون والمتتبعون للشأن العام عن سبب تأخر قرارات الوزيرة عواطف حيار تجاه مسؤولي الوكالة بهذه الجهة عكس جهة سوس ماسة، بحيث أن الوضعية التي آلت لها تستدعي، كأولوية، تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة تجنبا لهدر المال العام في هذا البرنامج “جسر التمكين والريادة” الذي خصص له مبلغ 230 مليون درهم.
تجدر الاشارة الى انه في إطار الانخراط في التنزيل الترابي للاستراتيجية الجديدة لوزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة المستمدة من البرنامج الحكومي 2021-2026، أسندت لوكالة التنمية الاجتماعية تنفيذ مجموعة من البرامج من خلال اتفاقيات خاصة؛ تهم الشراكة في مجال التمكين الاقتصادي والاجتماعي وبرنامج جسر للتمكين والريادة يستهدف النساء والأشخاص في وضعية إعاقة وكذا النهوض بالحاضنات الاجتماعية.
التعليقات مغلقة.