عاصفة هوجاء من الأجساد البشرية من مختلف الأعمار والأجناس تشتعل في فضاءات كل المدن المغربية متلهبة سعادة لا حد لها بعد الانتصار التاريخي للمنتخب المغربي على المنتخب البلجيكي وبحصة لا تقبل الجدل نتيجة وأداء، وهي الأجواء التي عاشتها مدينة سلا وننقل صورا منها، فيما تم اختيار “زياش” رجل اللقاء بامتياز.
وهكذا فقد هب السلاويون عن بكرة أبيهم كما إخوانهم في مختلف ربوع المملكة المغربية على أجواء الفوز الكبير الذي حققه الأسود في واقعة الأحد ضد منتخب بلجيكا وحالة الإذلال التي لم يسعفها إدخال “لوكاكو” وتألق كافة النجوم المغاربة وعلى رأسهم زياش ومزراوي وحكيمي رغم إصابتهما والمرابط قائد جوقة الوسط التي ضيقت الخناق على البلجيكيين وأربكت كل حساباتهم، ودهاء حمد الله الذي صنع الهدف القاتل.
وهكذا فقد حقق المنتخب المغربي فوزا تاريخيا وبحصة قوية نتيجة وأداء، بهدفين دون رد، في المباراة التي جمعتهما، اليوم الأحد، على أرضية ملعب “الثمامة” لحساب الجولة الثانية من المجموعة السادسة في كأس العالم قطر 2022.
ومارس البلجيكيون خلال بداية المقابلة ضغطا على النخبة المغربية التي استطاعت تدبير الضغط العالي الذي منح البلجيكيين أكثر من ست ركنيات، مع تسجيل التخوف من التغيير الاضطرار للحارس الأساسي للمنتخب المغربي، ياسين بونو نتيجة وعكة صحية مفاجئة، إلا أن الخلف “منير المحمدي” أدى المهمة بنجاح كبير ليؤكد اللقاء أن حراسة عرين الأسود لا خوف عليها.
ووقع المنتخب أولى أهدافه الإنذارية لكن الحكم رفضه بعد الرجوع للفار بداعي وجود تسلل في حق “رومان سايس” مشكوك في صحته لأن الكرة دخلت الشباك مباشرة ولم تلمس أيا من اللاعبين.
خلال الشوط الثاني، انتفض المنتخب المغربي وكشر عن أنيابه، فارضا سيطرته الكلية على اللقاء ومحتكرا الكرة ومبادرا للتسجيل، في ظل تراجع وانكماش دفاعي بلجيكي، لتكون الدقيقة 73 فاتحة إرسال تحول المباراة من خلال تغيير صنعه الداهية “وليد الركراكي” بواسطة البديل، عبد الحميد الصابيري، من ركلة حرة مباشرة.
وعرفت دقائق اللقاء اللأخيرة تراجعا للنخبة الوطنية، فارضة إيقاعا دفاعيا وقف أمام هجوم بلجيكا، ومع إخراج العملاق “وليد الركراكي” وشكل تغيير المهاجم “الناصري” بالمهاجم “حمد الله” نقطة تحول ثانية، والذي شكل قلقا للدفاع البلجيكي ليمرر كرة للبديل “زكراء أبو خلال” الذي وقع هدف الخلاص الثاني في الدقيقة 92 لينتهي اللقاء بهدفين دون رد، وليصبح في رصيد المنتخب المغربي 4 نقاط، مقتربا من حسم التأهل إلى الدور 16 من كأس العالم، فيما تجمد رصيد المنتخب البلجيكي في ثلاث نقاط.
في ردود الأفعال الدولية عقب هاته النتيجة فقد عنونت قناة “فرانس 24″ مقالتها التحليلية للقاء ب”المغرب يحقق فوزا مثيرا على بلجيكا 2-0 ويعبد الطريق نحو ثمن النهائي” حيث كتبت “حقق المنتخب المغربي الأحد فوزا مثيرا على نظيره البلجيكي 2-0 وهو الانتصار الأول الذي يحرزه بلد أفريقي ضد الشياطين الحمر”.
من جهتها عنونت “سكاي نيوز عربية” مقالتها بسؤال “بعد 28 عاما.. كيف رد المغرب الدين لبلجيكا؟”، حيث كتبت “بفوزه اليوم بهدفين نظيفين، رد المغرب الدين لبلجيكا بعد 28 عاما على خسارته أمامها في دور المجموعات في مونديال 1994 في الولايات المتحدة”.
وأضافت “سكاي نيوز “بهاته النتيجة “وضع المنتخب المغربي لكرة القدم قدما في الدور ثمن النهائي بفوزه على بلجيكا، ثالثة النسخة الأخيرة والمصنفة ثانية عالميا، 2-صفر، الأحد على ملعب الثمامة في الدوحة، في افتتاح الجولة الثانية من منافسات المجموعة السادسة في مونديال قطر لكرة القدم 2022″.
الداهية “وليد الركراكي” قال عقب اللقاء والفوز ردا على سؤال متعلق باستبدال الحارس “بونو”: “بعد الإحماء لم يكن ياسين بونو على ما يرام، ففضلت أن يشارك من هو جاهز بنسبة 100%”.
وللإشارة فقد كان من المقرر أن يشارك “بونو” في اللقاء، لكن جرى استبداله بمنير المحمدي قبل ثوان قليلة من إعطاء صافرة البداية.
وعن النتيجة قال مدرب “أسود الأطلس“: “في هذا النوع من المسابقات بين العرض والفوز اخترنا الفوز، يمكننا تحقيق أمور جميلة، ومن دون الجماهير لم نكن قادرين على تحقيق هذا الإنجاز”.
عقب اللقاء تم تتويج المهاجم المغربي ونجم تشيلسي الإنجليزي، الدولي المغربي “حكيم زياش” بجائزة أفضل لاعب في مباراة المغرب أمام بلجيكا.
التعليقات مغلقة.