أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

عاملات المنازل، معاناة خلف الأبواب الموصدة.

الحلقة الاولى.
لطيفة زهرة المخلوفي

شكل ارتفاع تكاليف العيش، وما يرافقه بالضرورة من ضعف القدرات الشرائية للأسر، وصعوبة الولوج للخدمات العمومية، سببا لتدفع الأسر ببناتها الى الخدمة المنزلية، في اطار هجرة داخلية من القرى نحو المدن الكبرى بشكل خاص، أغلب الفتيات يبدأن العمل في سن صغيرة، تهاجر القرويات الفقيرات نحو المدن لتحمل جزء من تكاليف اعالة الأسرة، وأحيانا تكون الصغيرات هن المسؤولات عن أهاليهن بشكل كامل، وبفعل هذه المهام تفرض عليهن المغادرة القسرية لمقاعد الدراسة.

تعمل العاملة المنزلية داخل الأسرة، وتسمى في الدارجة المغربية “خدامة”، وطبيعة العلاقة مع الطرف المشغل توضحها عبارة (سيدي / لالة).

تقوم العاملة بعدة خدمات منزلية من توفير الرعاية للأطفال والمسنين إلى مهام التنظيف والطبخ، ، وقد تشمل مسؤولیات أخرى كالتسوق لشراء الطعام والمستلزمات المنزلیة الأخرى.

تتكفل بهذا العمل الصعب جسديا، مقابل أجر زهيد واحتقار يومي ، وغياب حماية قانونية حقيقية، اضافة الى الصورة النمطية التي رسخت حولها، حيث واظبت قنوات الاعلام الرسمي على اظهارهن في موقع المتهمات دون أن يماط اللثام عن حجم الحيف الذي يطالهن.

تعيش العاملات المنزليات في أغلب الحالات داخل منازل أرباب العمل، ويقمن بالأعمال السالفة ليس في اطار علاقة تعاقدية بين عاملة ومشغل بل في نسق قوامه الطاعة لولي النعمة، فيغيب التقدير الكافي لهن رغم أهميتهن في تدبير فضاء عيش الأسرة المشغلة.

في سياق المعاناة اليومية، والنزر القليل من التشهير بمعاناتهن تم فرض احداث تشريع يحميهن في كثير من البلدان( سنتناول في الحلقات القادمة النمودج المغربي ) ، الا ان غياب ضمانات الأجرأة لليسير الذي جاءت به تلك القوانين هو العنوان العريض. ومن المهم هنا أن نشير الى ما تتعرض له العاملات المنزليات من عنف وانتهاكات جسيمة (اقتصادي/ جنسي /جسدي/ معنوي ….)، كل هذا يتم بشكل يومي تتعايش معه هاته الفئة من النساء، دون أن يرافقه رفض اجتماعي صريح، لأن الحس المشترك يتصالح معه، فوضعهن كمتضررات فقيرات ومنقطعات عن الدارسة أو أميات نازحات باختلاف أعمارهن لبحث سبل العيش، كل هذا بجعلنا نصرح أن ظروف اشتغالهن أشبه بحال المملوكات؛ غالبا ما يطردن من عملهن في غياب التدخل المطلوب لوقف هذا النزيف اليومي كأحد اشكال الاسترقاق المعاصر ، وقد أشارت منظمة العفو الدولية في عدة تقارير وبيانات صحفية الى تدهور اوضاع اشتغالهن في عدة بلدان من بينها المغرب.

التعليقات مغلقة.