عامل إقليم تازة يستقبل عبير عزيم، أصغر كاتبة وروائية في الوطن العربي
جريدة أصوات
أصوات من الرباط
في ظل التحديات التي يفرضها العصر الرقمي، والذي أصبح فيه الاعتماد على التكنولوجيا يزداد يومًا بعد يوم، برزت تجارب أدبية تلقي الضوء على أهمية القراءة ودورها في تنمية قدرات الطفل وإعادة مكانة الكتاب إلى مرتبتها الحقيقية. من بين هذه النماذج الملهمة، تبرز الطفلة عبير عزيم، التي تعتبر أصغر كاتبة وروائية في الوطن العربي، وتحولت إلى رمز حيّ لقوة الحرف والكلمة في تغيير حياة الأطفال والمجتمع.
ولدت عبير عزيم بمدينة تاهلة، في بيئة محفزة، دعمها أسرتها منذ الصغر، وكونت حبًا عميقًا نحو القراءة والكتابة. لم يكن صدفة أن تصل إلى هذا المستوى المتميز، بل هو ثمرة لجهود متواصلة، وإيمان بموهبتها، وبيئة تشجع على الإبداع. نجحت عبير في إصدار روايتها الأولى بعنوان “شمس بحجم الكف”، والتي لاقت نجاحًا كبيرًا وأثارت إعجاب الكثيرين، ثم تلتها برواية ثانية بعنوان “معبر زواج أبطال”، مؤكدة أن الموهبة، إذا ما صقلت بالمثابرة والقراءة، يمكن أن تتحول إلى إنجازات حقيقية وملموسة.
وفي هذا الأسبوع، حظيت عبير عزيم بتكريم خاص، حيث نالت وسامًا ملكيًا شريفًا من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وذلك للمرة الثانية، اعترافًا بجهودها وإنجازاتها. كما استقبلها مصطفى المعزة، عامل إقليم تازة، في حفل رسمي راقٍ، عبّر فيه عن اعتزازه الكبير بها، وحيّا إبداعها، وشدد على أنها نموذج يحتذى به للشباب والأجيال الصاعدة في الإقليم والمغرب بأسره.
هذا التقدير الرسمي هو رسالة تدعو إلى تمكين الأطفال من فضاءات الإبداع، وتشجيعهم على القراءة والتعبير، كوسيلة فعالة لبناء مستقبل أكثر إشراقًا. عبير عزيم ليست فقط طفلة متميزة بمواهبها، بل هي شهادة حية على أن الطفولة المغربية قادرة على الإبداع والتميز، حين تتوفر لديها الفرص والدعم الصحيح.
وفي النهاية، يُوجه هذا الحدث رسالة إلى الأسر والمجتمعات المغربية، بأهمية توفير الكتب وتوجيه الطفل نحو القراءة قبل الاعتماد على الأجهزة الإلكترونية، لأن القصص الصغيرة التي تخترعها عقول الأطفال اليوم، قد تكون إنجازات عظيمة في الغد. فالفرصة في يد الطفل، ودعم الأسرة هو المفتاح الحقيقي لإشعال شرارة الإبداع في كل طفل.
التعليقات مغلقة.