نور الدين هراوي
بلغة قحة صحراوية، أطلق عامل إقليم سطات الصحراوي المخضرم “أبو زيد إبراهيم”، النار على جمعيات المجتمع المدني بالاقليم، وهو ينتقد بقوة قطاع الصحة المريض والمختل، أثناء ترأسه أشغال الدورة العادية لمجلس العمالة المنعقد مؤخرا (دورة يناير)، والتي تضمنت مجموعة من النقط ضمن جدول أعمالها، من بينها مناقشة وضعية قطاع الصحة بالاقليم، والمشاكل التي يشهدها المستشفى الاقليمي”الحسن الثاني” على الخصوص، والذي كان فيه السبق الصحافي للجريدة في تناولها سلفا لموضوع”قطاع الصحة” ورصدها لأهم اختلالاته.
وبلغة نفس المصادر، وبلغة صارمة وجه عامل سطات انتقادات شديدة اللهجة بنكهة ولغة صحراوية مبسطة ومفهومة الى جمعيات المجتمع المدني وما دورها المجتمعي التنموي وقيمتها المضافة، متساؤلا عن أدوراها الحقيقية، وماذا قدمت للسكان على مستوى تنظيم حملات طبية لفائدتهم كأبسط دور يمكن القيام به، الشيء الذي اعتبره البعض رسالة مشفرة بعث بها “أبو زيد” إلى بعض الجمعيات التي دبجت مؤخرا بلاغا تنتقد فيه العمالة من إقصاءها من دعم السنة الفارطة، مع العلم تضيف المصادر ذاتها، أنها ذات أنشطة باهتة وبدون مقرات وتفرخت كالفطر في عهد حزب البيجيدي الذي كان يحكم بلدية سطات، وأصبحت تلجأ الى أساليب الابتزاز والمقايضة والبلاغات الفضفاضة وأنشطتها ضعيفة جدا على مستوى الاقليم، إذ لم يفوت الفرصة كذلك “أبوزيد” خلال كلمته، أثناء ترأسه أعمال دورة يناير للمجلس الاقليمي، وهو يضع نقطة قطاع الصحة على طاولة التشريح، إذ لخص مجمل الإكراهات للقطاع من خلال تسجيل النقص الحاصل في الموارد البشرية وفي التجهيزات، داعيا المندوب الاقليمي والجماعات الترابية بفتح مباريات التوظيف في وجه الأطباء والممرضين من أجل سد الخصاص، ملتمسا أيضا من العمالة الطبية تفعيل الاجراءات القانونية والزجرية والعقابية في حق الموظفين “السلايتية” والمتغييبين باستمرار بدون مبرر شرعي، حيث ركز عامل سطات على القلة والفعالية وخدمة المرضى والمرتفقين، خير من كثرة العاملين بالصحة ولا يخدمون مصالح المواطنين، حيث رمى بكرة تحمل المسؤولية لمندوبية الصحة، ومذى فعالية رقابتها على القطاع المعتل، كما طالب رؤساء الجماعات بتدبير فوضوية حظيرة أسطول سيارات الاسعاف والمقدرة ب81 سيارة.
الاشكالات البنيوية لمجال الصحة والانتقادات الموجهة إليه لم تقف عند حدود عامل الاقليم، بل حتى بعض الأعضاء من مجلس العمالة قطروا الشمع عليه، وانتقدوا الطبقية والمحسوبية والزبونية التي بعرفها لمستشفى الإقليمي على الخصوص، كما جاء على لسان العضوة البارزة “الخضراء الداودي”، عن” حزب النخلة”، وهي تدافع بشراسة وبقوة عن الفئة الهشة والمعاناة اليومية التي تتكبدها من أجل استفادتها من الخدمات الصحية والتمريضية الاساسية، حيث عبرت كباقي الأعضاء المتدخلين عن عدم رضاهم عن الفوضى والارتجالية والمشاكل التي تحصى بالجملة التي يتخبط فبها المستشفى الإقليمي على الخصوص، وباقي المراكز الصحية بسطات.
التعليقات مغلقة.