أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

“عبد الرحيم الحافيظي” يطرح كناش تحملاته بعد انتخابه رئيسا للاتحاد العربي للكهرباء

س / كما تعلم ففاتورة الكهرباء مدعومة من طرف الحكومات العربية، والآن ومع ارتفاع أسعار الطاقة وتكاليف الإنتاج. هل تخشون من رفع اليد عن دعم فاتورة الكهرباء وكيف تنظر الى انعكاساتها على الاقتصاد بشكل عام؟

 

ج / لقد أكدت على موضوع إشكالية الدعم في تدخلاتي بالمؤتمر وخلال الورشات، إشكالية الدعم من بين العوائق الكبيرة التي تعوق تنافسية الكيلوواط/ ساعة العربي.

 

اليوم نشتغل على هذا الورش بهدف واضح وصريح..، الدعم اليوم يعد بمثابة حاجز كبير في وجه تطوير سوق الكهرباء العربي..؛ الدعم اليوم لا يساعد على إنشاء سوق عربية للكهرباء تحظى بالتنافسية..، صحيح أن الدعم ضروري في معظم الدول العربية، لكن لماذا يوجه اليوم الدعم للكيلواط/ساعة..؛ المسار الصحيح هو أن الدعم يجب أن يوجه للفئات المعوزة، للفئات التي تحتاج الدعم حتى لا نعطي الفرصة للفئات التي تتوفر على إمكانيات مهمة كي تستفيد كذلك من الدعم، وهذا يعطي الوضوح التام حول كلفة الإنتاج، ويفتح إمكانية التبادل بين أسواق البلدان العربية باعتماد كلفة واقعية لإنتاج الكهرباء.

س / كما تعلم فإن القطاع الخاص كانت له بصمات حول مستوى النقل والإنتاج والتوزيع، كيف تنظر الى الانسحاب الحكومي حاليا لصالح القطاع الخاص في القطاع الكهربائي؟

 

ج / صراحة هذا ليس انسحاب..، هذه مواكبة لتطور يعرفه العالم فيما يتعلق بالمنظومة الكهربائية.

اليوم تشجيع الشركات الحرة يعطي نفسا جديدا، أولا فيما يتعلق بالتكنولوجيات الجديدة، إنجاز محطات الانتاج، خطوط النقل، وفيما يتعلق بمنظومة التوزيع، وأنا لا أسميه انسحاب للدولة، بل هو ذكاء كبير للسلطات لتطوير هذه المنظومة الكهربائية، مع المحافظة على الشركات الوطنية وعلى المؤهلات الوطنية من أجل الأخذ بزمام الأمور.

الطاقة الكهربائية التي يتم انتاجها في المنطقة العربية مصدرها الطاقة الأحفورية (الفحم، الغاز)، بينما تبقى الطاقة المتجددة متواضعة وخاصة الطاقة الشمسية، علما أن المنطقة تعتبر منطقة استقطاب كبير للأشعة الشمسية؟

لا أعتقد أن الخبراء في ميدان الطاقة يختلفون حول أهمية الطاقة المتجددة، فالطاقات المتجددة هي طاقات المستقبل، كما أن خبراء الطاقة في العالم يؤكدون بأنه لا يمكن الاستغناء عن الطاقات الأحفورية ولابد أن تكون لدينا نظرة واقعية حول الموضوع. الطاقات المتجددة اليوم وصلت إلى مستوى هائل جدا في ما يتعلق بمستوى الكلفة، فمن كان يعتقد قبل 10 سنوات بأننا سنصل إلى هذا المستوى في ما يتعلق بكلفة الإنتاج سواء تعلق الأمر بالطاقة الريحية أو الطاقة الشمسية، لا أحد كان يتخيل أنه من الممكن أن ننتج الكيلواط/ساعة من الطاقة الريحية بأقل من 2 سنتيم من الدولار لكل كيلواط/ ساعة..إنه تطور كبير جدا، الطاقات المتجددة وصلت إلى مستوى رفيع جدا، لكن التحدي اليوم هو التقلبات التي يعرفها إنتاج الكهرباء، ونحن بحاجة اليوم إلى إدخال مرونة تقنية وتكنولوجية كبيرة في المنظومة الكهربائية من أجل امتصاص هذه التقلبات..هذه المرونة يمكن أن نحصل عليها من عدة أمور، من بينها الغاز الطبيعي مثلا. الغاز الطبيعي يعطي مرونة كبيرة للمنظومة الكهربائية، ولا يمكن اليوم التخلي عن الغاز الطبيعي اذا أردنا أن نطور الطاقات المتجددة في بلداننا، وهذه أمور تقنية تمت تجربتها. النقطة الثانية وتتعلق بالتكنولوجيات الهيدروكهربائية أو ما يسمى اليوم بمحطات الضخ ونقل الكهرباء عبر تقنية الهيدرو إلكتريك. الربط الكهربائي يعتبر اليوم من أنجع الوسائل لإمتصاص التقطعات التي تنتجها الطاقات المتجددة، اذن الربط الكهربائي يلعب دورا كبيرا في تطوير الطاقات المتجددة في الدول العربية..

س / المواطن العربي في العراق وسوريا ولبنان أو السودان تنقطع عنه الكهرباء لأكثر من 20 ساعة في اليوم، ويتابعون اليوم مؤتمركم، ماذا تقول لهم، وماذا تقول للصناعيين الذين يعتمدون على الكهرباء في تطوير القاعدة الصناعية الخاصة بهم ؟

أنا كمهندس اشتغلت في الطاقة لمدة 40 سنة، وكجميع المهندسين في العالم العربي، حلمنا اليوم أن نرى سوقا عربية مشتركة للكهرباء، ما الذي قمنا به لمدة 40 سنة؟ كان هناك اشتغال، ولا يمكن أن ننكر بأنه لم يكن هناك أي شيء، كانت هناك دراسات، لكن السرعة التي كنا نمشي بها هي اليوم غير مقبولة، المواطن العربي اليوم يحتاج الى الاستفادة من كل الطاقات المتواجدة في كل الدول العربية، ولكي يستفيد المواطن العربي من هذا الفائض الموجود لا بد أن يكون هناك ربط كهربائي قوي وسوق عربية مشتركة، شريطة وضعه تحت قواعد تقنية واضحة، وقواعد تجارية واضحة يلتزم بها الجميع، وهذا من الأوراش الكبيرة التي نشتغل عليها في الاتحاد العربي.

س / الى أي حد ترى بأن التحديات المطروحة في العالم العربي قد أضرت بإمكانية قيام صناعة أو سوق صناعية في المنطقة العربية؟

ج / الإدماج الصناعي لقطاع الطاقة بصفة عامة، وللكهرباء بصفة خاصة، كان من المحاور الأساسية التي تحدثنا عنها خلال المؤتمر.

اليوم، العالم العربي بحاجة الى تطوير صناعة عربية لكل المعدات الكهربائية، وهذا سيعطي إضافة مهمة جدا للكيلواط/ ساعة، لما تنتج كل المعدات في الوطن العربي، فأنت تخفض من كلفة إنتاج الكيلواط/ساعة، زيادة على كون المحروقات لها حيز كبير في كلفة الإنتاج، والتقلبات التي يعرفها العالم اليوم في سوق المحروقات تؤثر مباشرة على كلفة الكيلواط/ ساعة، وعلى القدرة الشرائية للمواطن العربي.

وكما قلت فالطاقات المتجددة تعطينا رؤية على المدى المتوسط والبعيد فيما يتعلق بكلفة إنتاج الكهرباء، وهذا العمل نشتغل عليه اليوم بجدية، ونطمح أن يكون العالم العربي من المناطق الإقليمية التي تصدر الكهرباء الأخضر النظيف إلى الدول الأوروبية والأسيوية والدول المجاورة إن شاء الله.

التعليقات مغلقة.