أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

عبور

كان قد رابط عند شجرة صفصاف تطل على شرفتها ، و بغرورها المعتاد قابلت اهتمامه بالتجاهل.. ومضت تباهي بالعناد بينما أصر على استجداء الوصال..
جميلة كانت ، في عينيها أمتزج السحر بالخيال ، و كحل ثائر  يحرر القلوب من أقفاصها فتهيم في الطرقات..و تأسر كل عابر.
فكان العشق يلقي به كورقة خريف على رصيف كبريائها..ناثرا شظايا قلبه المتعب في الطرقات..

و بكلمات عجلى أخرست دقات قلبه الولهى..و مضى وحيدا مرتشفا الألم في طرقات الوحدة القاتمة..فداهمه ليل يكتم أنفاس الحياه و يلف أحلامه بالضباب.
و على مقربة من الجسر صرخ الفناء عاليا فأغراه بالرحيل..
عاجزا كان عندما سبق أوراق الخريف في انهيارها..مستسلما للتيار..
و ها قد لفته الوحدة و علق بين لحظتين..بين موت و حياة.
لا الموت أراد ، بل الخلود كشهيد في ذاكرتها أبد الدهر..
و مضى يسقي غرورها بدمائه مستسيغا العدم.
و ها قد تنفس بعمق للمرة الأخيرة بعد انسلاخه عن ماضيه..و ها قد توقفت أنفاسه تسمرت نظراته..
و استسلم بعد أن أعياه الأمل في النجاة فلم يتبق له سوى العبور.

التعليقات مغلقة.