عجز أمني في محاربة ظاهرة الشيشة بالدار الحمراء سلا
بقلم الأستاد محمد عيدني
تُعتبر مقاهي الشيشة في منطقة الدار الحمراء بسلا جزءًا من النسيج الاجتماعي للعديد من الشباب، حيث توفر لهم فضاءً للالتقاء والاستمتاع بأوقات الفراغ.
إلا أن ظاهرة الشيشة قد تأخذ دلالات أعمق من مجرد التنزه، إذ ترتبط بشكل متزايد بظواهر سلبية مثل الفساد وتجارة المخدرات، مما يثير قلق الجهات المختصة والمجتمع المحلي.
على الرغم من الجهود المبذولة لمكافحة هذه الظواهر، تُظهر التقارير أن الحملات الأمنية لا تزال عاجزة عن التصدي الفعّال لتفشي مقاهي الشيشة.
يُعزى ذلك إلى عدة عوامل تساهم في استمرارية هذه الأنشطة غير القانونية.
أولها، قلة التنسيق بين الجهات المعنية، مما يؤدي إلى عدم تنفيذ العمليات الأمنية بشكل متسق.
وثانيها، ضعف الموارد البشرية والمادية المخصصة للحملات الأمنية، التي تعيق قدرتها على التدخل بفاعلية
تواجه السلطات أيضًا تحديات تتعلق بالعوامل الاقتصادية، حيث يعيش العديد من الشباب في ظروف تعزز من توجههم نحو الأنشطة غير القانونية.
فالفقر والبطالة تعمق من الأزمة، مما يجعل بعض الأفراد يلجؤون إلى بيع الشيشة والمخدرات كوسيلة لكسب العيش. وهذا الوضع يزيد من أعداد المرتادين لمثل هذه المقاهي، مما يجعلها بيئات خصبة لتفشي الفساد والممارسات غير القانونية.
من جهة أخرى، تلعب العوامل الاجتماعية دورًا رئيسيًا في تفشي ظاهرة الشيشة. فالكثير من الشباب، تحت تأثير أصدقائهم أو رغبتهم في الانتماء، يجدون أنفسهم ينغمسون في هذه الأنشطة، مما يعرضهم لمخاطر صحية واجتماعية خطيرة.
وتأثير هذه الأجواء يمتد إلى العائلات والمجتمع ككل، مما يستدعي تدخلًا سريعًا وفعّالًا من الجهات المختصة.
في ضوء هذه التحديات، يُؤكد الخبراء على ضرورة تفعيل الحملات الأمنية وتكثيف الجهود للحد من تفشي ظاهرة الشيشة. يتطلب الأمر استراتيجيات شاملة تشمل التوعية، وتوفير بدائل اقتصادية للشباب، وتعزيز التنسيق بين مختلف الإدارات المعنية.
إن معالجة هذه الظاهرة تحتاج إلى رؤية واضحة وعملاً جماعياً لمواجهة التحديات بشكل فعال، وضمان سلامة المجتمع وصحة أفراده.
التعليقات مغلقة.