عداد د. مبارك أجروض
تسبب وباء “الفطر الأسود” champignon noir ويسمى أيضا Champignons moisis أو champignons muqueux القاتل، في عدوى نادرة في الوفاة في نحو 50% من الحالات، وقد يُنقذ بعض المرضى فقط بعد إزالة عظم الفك أو العين، فلقد شهدت الهند في الأشهر الأخيرة آلاف الإصابات بهذا الوباء الذي أثّر بمرضى Covid-19 المتعافين، وكذا بمن هم في طور التعافي.
وفي هذا الصدد يشتبه الأطباء بأن يكون لذلك صلة بالستيرويدات المستخدمة في علاج Covid-19.. فبعد إصابة الآلاف بمرض Covid-19 في الهند بعدوى “الفطر الأسود”، أصبح هذا المرض مثار جدلٍ في الأوساط الطبية، وسط تداول معلومات غير دقيقة أثارت اللغط حوله.
أوضحت الدكتورة منى كيال، الاستشارية في الأمراض الجرثومية في مستشفى براغ الجامعي، أن “الفطر الأسود” لا يسبب المرض إلا نادراً، لكن الأشخاص ضعيفي المناعة معرضون أكثر من غيرهم للإصابة، مثل مرضى نقص المناعة المكتسبة، وذلك نتيجة استخدام مثبطات المناعة والكورتيزون لمدة طويلة، كما أكدت أن مرضى السكري الذين يتناولون أدوية الكورتيزون، أكثر عرضة للإصابة من غيرهم.
وأفادت بأن “هذا الفطر معروف ومتواجد في الطبيعة، ولا يسبب الضرر للأشخاص العاديين، إذ يمكن للأشخاص استنشاق “أبواغ” (غبار) هذا الفطر مع الهواء، حيث تساعد الأهداب والمخاط في أنف الإنسان على التخلص منها بسهولة”.
كذلك أشارت إلى أن مرض “الفطر الأسود” غير معد، أي لا ينتقل من شخص لآخر، ويمكن الوقاية منه بالحد من استخدام أدوية الكورتيزون والمضادات الحيوية لفترات طويلة، بالإضافة إلى ضبط سكر الدم المرتفع والحد من التلوث والرطوبة في المستشفيات.
ويضاف هذا المرض، وفق كيال، إلى سجل المضاعفات الخطيرة لمرض Covid-19، وبالتالي يجب التأكيد على أهمية التطعيم ولبس الكمامات والالتزام بالإجراءات الاحترازية للوقاية من الإصابة بـ Covid-19في المقام الأول.
* هل يحدث بعد 12 يوماً من الشفاء ؟
أما بشأن إصابة الأشخاص به بعد شفائهم من Covid-19، فقالت إن هذه معلومة غير دقيقة، مشيرة إلى أنه قد يصيب الأشخاص ضعيفي المناعة، وهم عادة مرضى Covid-19 ذوو الحالات الحرجة، والذين وإن تخلصوا من الفيروس فإنهم يعانون من فشل في أعضاء الجسم المختلفة وجهاز المناعة.
* هل يسبب داء “الفطر الأسود” العمى ؟
وعند سؤالها عن إمكانية أن يسبب العمى، قالت “عندما يصيب الفطر الأسود العين فهو يؤثر على الرؤية، ويمكن أن يصيب الجيوب الأنفية وقد يصل إلى الدماغ وهي حالات خطيرة ومميتة”.
كما نبهت إلى أن الأطباء قد يلجأون في بعض الحالات لاستئصال الأنسجة المصابة، بما فيها العين لإنقاذ حياة المريض.
* العلاج من داء “الفطر الأسود”
وأما عن العلاج، فأوضحت أن المرض يعالج بمضادات الفطر مثل “amphotéricine B”، واستئصال النسيج المصاب لمنع انتقال الفطر للأنسجة السليمة المجاورة.
كما شددت استشارية الأمراض الجرثومية، على أهمية التشخيص المبكر وبدء العلاج بأسرع وقت، حيث أن نسبة الوفيات في الحالات المتقدمة تتجاوز 50%.
يذكر يحدث بسبب عفن موجود في التربة والمواد العضوية المتحللة مثل الأوراق المتعفنة، وفقاً للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
ويصاب الناس بداء الفطريات الذي توجد منه عدة أنواع عن طريق استنشاق الخلايا الفطرية (الأبواغ) التي يمكن أن تنتشر في المستشفيات والمنازل عن طريق أجهزة ترطيب الهواء أو قوارير الأكسجين التي تحتوي على مياه قذرة.
وتجدر الإشارة إلى أن “الفطر الأسود” يؤثر على الجيوب الأنفية والمخ والرئتين ويمكن أن يهدد حياة المصابين بالسكري أو المصابين بنقص المناعة الشديد مثل مرضى السرطان أو المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة (السيدا).
التعليقات مغلقة.