أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

عدوى Coronavirus ونمو السرطان

إعداد د. مبارك أجروض

 

لا يزال فهم الخبراء لعدوى Covid-19 والعوامل المؤثرة عليها غير مُكتمل، ما دفع الباحثين من جميع أنحاء العالم للسعي من أجل كشف مزيد من أسرار هذا المرض ومكافحته. فلقد وجد فريق بحثي – بقيادة باحثين في جامعة “نيويورك لانجون هيلث” و”مركز بيرلماتر للسرطان” التابع لها – أن العلاج المناعي للسرطان لا ينتج عنه زيادة في معدل الإصابات بـ Covid-19 والوفيات الناتجة عنه.

 

واستبعدت الدراسة – التي تُعرض نتائجها في الاجتماع السنوي لـ”الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري (ASCO)”، الذي يُعقد عبر الإنترنت في 4 يونيو القادم – أن تتسبب أدوية السرطان القادرة على إضعاف الاستجابة المناعية للجسم في زيادة خطر الإصابة بعدوى Covid-19 أو الوفاة، مقارنةً بعلاجات سرطان الثدي التي لا تُضعف جهاز المناعة. وفي المقابل أظهرت دراسة حديثة أن الإصابة بفيروس Covid-19 ربما تزيد حالة مرضى السرطان سوءاً وخاصة مرضى السرطانات الدموية.

 

تناولت دراسة بلجيكية، تم إجراؤها في جامعة انتوربن البلجيكية، كيفية تأثير عدوى Coronavirus على المؤشرات الالتهابية المعروفة باسم cytokines وchemokines وعوامل نموvaisseaux sanguins ، والتي تكون مستوياتها مرتفعة (variable) لدى مرضى Malignités solides ou hématologiques، واهتمت بتحديد ما إذا كان لارتفاع هذه المؤشرات لدى مرضى السرطان دور مفيد في تقليل أعراض الإصابة بـCorona virus أم أنها تزيد من سوء الحالة.

 

وقبل الخوض في هذه الدراسة ونتائجها، لا بد من فهم أولاً ما هي هذه indicateurs chimiques وما هو دورها الطبيعي لدى الأشخاص غير المصابين بمرض السرطان، واختلاف هذا الدور عند إصابة الإنسان بمرض السرطان، لكي يتم التمكن من فهم النتائج بصورة صحيحة.

 

* السيتوكينات  cytokinesوالكيموكينات chemokines وعوامل نمو الأوعية الدموية vaisseaux sanguins:

هي composés protéiques تنتجها خلايا مختلفة في الجسم تحرك الاستجابة المناعية وتنظم البيئة الداخلية للجسم للمشاركة في عملية الالتهاب. وقد وجد أن لها دوراً معقداً في تطور السرطانات الصلبة وسرطانات الدم، بما في ذلك تكاثر الخلايا الخبيثة وتكوين الأوعية الدموية التي تغذي الورم.

 

* كيفية الدراسة

تمت دراسة مستويات 55 من تلك المؤشرات الالتهابية، بصورة متكررة لمدة ثلاثة أشهر، في عينات الدم التي تم أخذها من عدد من مرضى السرطان الذين يتلقون العلاج بصورة دورية في المستشفيات دون الحاجة إلى البقاء فيها. وكان من بين هؤلاء المرضى:

ـ 52 مريضاً أصيبوا بـCorona virus قبل إجراء الدراسة.

ـ 54 مريضاً لم يصابوا بهذا الفيروس مسبقاً.

وخلال الفترة نفسها تم أخذ عينات دم أخرى بالطريقة نفسها من مجموعة من العاملين في المجال الصحي ممن لم يصابوا بأي نوع من الأمراض السرطانية، وتمت دراسة مستويات الـ55 مؤشراً التهابياً التي تمت دراستها في العينة المصابة بالسرطان، ومقارنة النتائج في كلا المجموعتين. علماً أن المجموعة الأخيرة شملت:   

ـ 12 شخصاً أصيبوا بعدوى Covid-19 مسبقاً.

ـ 42 شخصاَ لم يصابوا بهذا الفيروس.

 

* النتائج الرئيسية

أثبتت النتائج أن:

ـ مرضى السرطان غير المصابين بالفيروس مسبقاً:

لديهم مستويات أعلى في 39 مؤشرا من تلك المؤشرات الالتهابية مقارنة مع مجموعة الأشخاص غير المصابين بالسرطان، مع عدم وجود فروق أخرى ذات دلالة إحصائية بين المرضى الذين يعانون من السرطانات الصلبة وسرطان الدم.

ـ مرضى السرطان المصابين مسبقاً بـCovid-19:

ارتفعت عندهم مستويات سبعة مؤشرات التهابية بصورة كبيرة ولفترات طويلة امتدت إلى 3 شهور، مقارنة مع مستويات تلك المؤشرات لدى مجموعة الأشخاص غير المصابين بالسرطان، ومن بين هذه العوامل، TNF-alpha وIFN-beta وTSLP وsVCAM-1، والتي تعرف بكونها عوامل محفزة لنمو الأورام، وأن مستوياتها تكون مرتفعة لدى مرضى السرطانات الدموية.

ـ كشف التحليل النهائي للبيانات بعد مرور 3 أشهر:

أن المؤشرات الالتهابية مثل TNF-alpha وIL-2 وMCP-3 ظلت مرتفعة لدى مرضى السرطان، وخاصة سرطانات الدم عند المصابين مسبقاً بـCovid، ولكن ليس لدى مرضى السرطان غير المصابين بـ Covidأو مجموعة الأشخاص غير المصابين بالسرطان.

 

* أهمية هذه الدراسة

قد تساعد هذه النتائج في تفسير النتائج السيئة التي لوحظت لدى مرضى السرطان المصابين بـCorona virus، لا سيما المصابين بأورام الدم الخبيثة، وتشير إلى حاجة هؤلاء المرضى إلى المتابعة المستمرة بعد تعافيهم من الإصابة بـCorona virus.

 

وأضاف الدكتور سمير كومار سينغ، المشرف على الدراسة في جامعة أنتويربن: “يشير تحليل cytokines في الدم إلى أن عدوى Corona virus تهيئ بيئة معززة لنمو الأورام لدى مرضى السرطان”. لكن، من المهم معرفة أن هذه الدراسة أولية، ولم تتم مراجعتها من قبل خبراء في هذا الموضوع، ولم تنشر في مجلة علمية بعد.

التعليقات مغلقة.