محاسن الحداد
سلام عليك حبيبتي أما بعد..
خرجت في جيلنا جماعة تنادي بحقوق المرأة و إنصافها..قد تخرج فيكم أيضا…كانوا في جيلنا ينادون الجسد قبل العقل…صرخن كثيرا…صفرن كثيرا..و خرجن صِفرا..
حبيبتي ٱبنتي..كوني ٱنسانة لا نسوية..و إذا وقفت مع حقوق النساء قفي لأنهن إنسان و ليس لأنهن نساء..فحقوق المرأة مهدورة منذ القدم و أعمى من لا يراها و متطرف من لا يقف معها و يغض البصر عليها…لكن لا تقبلي على نفسك التشيء أبدا..و في نفس الآن لا تستخفي ممن والين هاته الحركات..فلعلك أخذت حقوقك بالكامل و هن لا يجدن من يقف معهن سوى الشعارات و المقالات و الصفارات..لم يعلمن عزيزتي حينها أن مجرد التصفير في شارع عام جريمة صارخة في حق أنثى حقيقية..لم يعلمن أن الصفارة في أعناقهن تعني :تحرش بي..شكرا!!…لم تفقهن أن الحياء مرتبط بالأنوثة منذ الأزل و أن المرأة تحتاج قلة حياء خارقة لتصفر أو حتى لتفكر في التصفير لأن مارا تحرش بها..فلا يكون الفرق بينهما إلا الجنس بعد أن ٱنحدرا معا..
“الفمينستات” من بنات جيلي عزيزتي..لم يتوصلن أبدا إلى أن المرأة في مجتمعنا الحلقة الأضعف جدا وأن الله لن يغير ما بنا نحن النساء حتى نغير ما بأنفسنا..حتى ننزع الصفارات من أعناقنا..حتى نرتقي لنكون نساءا و نستحق الحقوق..
ٱعلمي صغيرتي..أنك تستطيعين أن تجعلي شخصا مر ليخبرك بالشارع يوما كم أنت جميلة بعبارة “فين آالزين”..تستطيعين جعل نفس الشخص يخبرك كم أنت ذكية أو مجتهدة..ٱجعليه يخبرك كم أنت قوية و أنه يمكنه الاعتماد على صبرك و تحملك للأزمات و الشدائد…ٱجعلي رجلا يخبرك كم تسعفه ابتسامتك في يومه العصيب….أو يخبرك أنك تحسنين التدبير و التخطيط..أو أنك داهية من دواهي الزمن لكنك تحملين قلبا من ماء الجنة تغفرين عند المقدرة…ٱجعلي رجلا واحدا فقط يخبرك عن تفاصيلك… ليضعك في مكانة تسمو عن الجميع … ليميزك بعقله عن كل من مرهُنَّ بعين الانبهار و الإعجاب في الشوارع….فلا ٱمرأة حقيقية عزيزتي على وجه البسيطة يجب أن ترضى على أن تفرح جداااا عند إخبارها كم هي جميلة… هذا سطحي و مهين لكل سنوات الشقاء التي مرت بها لتكون أكثر من وجه جميل …عوض أن تصفرن و تبحثن عن حلول رخيصة لغزل الشوارع بما لا يد لكن في صنعه .. حققن إنجازا و ٱستحقوا أن يُعجب بكن لما صنعته أعوامكن من نتاج صبر و نضج و علم و أدب..عزيزتي ٱبنتي المستقبلية..ٱعلمي أن نساءا بتن يجازفن باليقين في سبيل اللا يقين..حتى تنلن لقب ٱمرأة بجدارة…و أخريات..صفرن..فوقرن الآذان..و سيصفرن…فهنيئا لهن بالمهانة..
التعليقات مغلقة.