إعداد د. مبارك أجروض
يغلب على الناس عادة عدم مراجعة الطبيب إلاّ في الحالات التي تصل إلى مرحلة متقدمة من المرض. هي ثقافة يرفضها الأطباء ويشددون على أنّ الاكتشاف المبكر لأيّ مرض، يساهم في علاجه بشكل فعّال أكبر، وصولاً إلى الشفاء منه. لكن، حتى وإن لم يخضع الشخص لفحوص سنوية شاملة، فإنّ هنالك على الأقل العديد من المؤشرات المرتبطة بالأمراض يجدر به أن يتنبه إليها.
إن السرطان هو أحد أكثر الأمراض الخطرة الشائعة التي تصيب الرجال والنساء على حد سواء، لذا لا بد من التنبه لأية علامات أو مؤشرات غير طبيعية قد تظهر على الجسم وفحصها لاكتشاف المرض في وقت مبكر والحصول على فرصة أفضل لعلاجه، وفيما يلي أهم مؤشرات الإصابة بالسرطان والتي قد يتجاهلها الكثير من الرجال:
* صداع مزمن
ليس الحديث هنا عن صداع عادي، بل صداع قوي يضرب فجأة أعماق الرأس ولا ينفع معه أيّ مسكّن اعتيادي. قد يكون دليلاً على ورم في الدماغ.
* صعوبة التبول
إذا كان التبول صعبًا باستمرار، أو كان هناك دم في البول أو السائل المنوي، أو إذا كنت تعاني من ضعف الانتصاب غير المبرر، فاستشر طبيبك، قد تكون هذه أعراض لسرطان البروستاتا. ويقول موشيه شيك، طبيب أمراض الجهاز الهضمي في مركز ميموريال سلون كيترينج للسرطان في مدينة نيويورك: “لسوء الحظ، لا توجد أعراض ملحوظة لسرطان البروستاتا حتى المراحل الشديدة، إلا أن صعوبة التبول أو ظهور الدم في البول قد تكون مؤشراً على الإصابة بالمرض”.
* تبدّل في شكل الخصيتين
إذا لاحظت تغيراً في الحجم، أو شعرت بتورم أو ثقل أو أوجاع غير مبررة قد يكون سرطان الخصية، وهو الأكثر شيوعاً في مرحلتي الشباب ومنتصف العمر.
* تغيرات ملحوظة في الجلد
الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان الجلد والوفاة منه بمعدل ضعف النساء، وفقاً لمؤسسة سرطان الجلد الأمريكية. ومن السهل عدم ملاحظات علامات الإنذار المبكر لسرطان الجلد، كما يقول ريتش ويندر، كبير مسؤولي مكافحة السرطان في جمعية السرطان الأمريكية. ويعتقد الكثير من الناس أن النمش أو الشامات أو البقع الداكنة مع تقدم العمر هي أمر طبيعي، ولكن إذا لاحظت أن الشامة تزداد قتامة أو ازداد حجمها فقم بفحصها. مع سرطان الجلد، غالبًا ما تكون البقع غير منتظمة الشكل (ليست دائرية)، أو أغمق في اللون بشكل ملحوظ.
* حكة في الجلد
يصنف الجسم السرطان كالبكتيريا او أي جسم غريب، مما يدفع بالجهاز المناعي ليقاتله من خلال خلايا الدم البيضاء. وهذا يؤدي إلى زيادة تدفق الدم في المناطق التي تنمو فيها الخلايا السرطانية، مما يسبب حكة في الجلد.
* تقرحات أو ألم في الفم
من المحتمل ألا يكون هناك ما يدعو للقلق من تقرحات الفم التي تنتج عن البرد، أو من ألم الأسنان الذي يزول بعد رحلة إلى طبيب الأسنان. ولكن إذا لاحظت تقرحات لا تلتئم، وألمًا مستمراً في الفم، وبقعًا بيضاء أو حمراء على اللثة أو اللسان، وأي تورم أو تنميل في الفك، فقد يكون ذلك علامة على بعض سرطانات الفم. يقول الدكتور ماركمان إن الرجال الذين يدخنون أو يمضغون التبغ لديهم مخاطر متزايدة للإصابة بسرطان الفم.
* صعوبة البلع
التهاب الحلق الذي يستمر بضعة أسابيع ويزداد سوءاً يمكن أن يكون أحد أعراض سرطان الحلق أو سرطان المعدة، وكذلك إشارة مبكرة لسرطان الرئة.
* السعال المزمن
قد يكون السعال الذي يستمر لمدة ثلاثة أسابيع أو أكثر، بدون أعراض أخرى، مثل البرد أو الحساسية، من الأعراض المبكرة لسرطان الرئة. ويمكن أن يؤدي سرطان الرئة أيضاً إلى أعراض تشبه التهاب الشعب الهوائية. يقول الدكتور ماركمان: “إذا كان الأمر مختلفًا عن سعالك المعتاد وإذا استمر، أو كنت تسعل القليل من الدم، فهذا أمر خطير”.
* دم في البراز
يمكن أن يكون ظهور الدم في البراز من أعراض البواسير أو شيء حميد، لكنها قد تكون أيضًا من أعراض سرطان القولون. ويبدأ الفحص الروتيني عادةً في سن الخمسين، ولكن الحالات تصبح أكثر شيوعًا لدى البالغين الأصغر سنًا، ولهذا السبب من المهم مراجعة الطبيب بحثًا عن أي أعراض مريبة.
* آلام في المعدة أو الغثيان
نادرًا ما تكون الضائقة الهضمية اليومية عبارة عن سرطان، ولكن يجب أن ترى الطبيب إذا لاحظت تقلصات مستمرة في المعدة أو بدأت تشعر بالغثيان طوال الوقت. وقد يكون شيئًا بسيطًا مثل القرحة، ولكنه قد يشير أيضًا إلى سرطان الدم أو سرطان المريء أو الكبد أو القولون والمستقيم أو البنكرياس.
* فقدان الوزن غير المبرر
يعجب هذا البعض، خصوصاً من يعانون من الوزن الزائد، لكنّه قد يكون أثراً جانبياً لسرطان الدم أو الغدد اللمفاوية.
* تعب مستمر
جميعنا نتعب، لكن أن يتعب الواحد منّا يومياً طوال أكثر من شهر، فإنّه مؤشر ربما على سرطان الدم، أو سرطان الغدد اللمفاوية.
* كثرة الحمى أو الالتهابات
إذا كنت بصحة جيدة ولكنك تلاحظ أنك تمرض أو تصاب بالحمى بشكل متكرر، فقد يكون ذلك علامة مبكرة على سرطان الدم. ويحفز سرطان الدم الجسم على إنتاج خلايا دم بيضاء غير طبيعية، مما يضعف قدرات الجسم على مكافحة العدوى والالتهابات. احترس من الأعراض الشبيهة بالإنفلونزا التي لا تختفي.
<<< في الختام
من المهم أن تتنبه لأي عرض غريب قد يصيبك وتحترس من أي علامات غير عادية قد يرسلها جسمك لك فإذا كان الورم يتطور داخلك فاكتشاف ذلك مبكراً يمكنك من اتخاذ إجراءات تساعد في إنقاذك من خطر الموت.
التعليقات مغلقة.