ج بوهني
توصل فريق دولي من علماء الآثار الى اكتشاف حليا في المغرب هو الأقدم في تاريخ البشرية ، إذ يعود أصله إلى نحو 150 ألف عام.
ووفقا لما أورده الباحث الأركيولوجي “عبد الجليل بوزوكار” ، عضو في الفريق الذي اكتشف هذه الحلي ، فإن القطع الأثرية التي عثر عليها مصنوعة من قواقع بحرية ، وقد اكتشفت في مغارة تدعى “بيزمون” قرب مدينة الصويرة.
وأضاف “بوزوكار” في مؤتمر صحافي لوزارة الثقافة ، مساء أمس الخميس 18 نونبر الجاري بالرباط ، أن هذه القطع الأثرية “هي أقدم حلي في العالم ويقدر عمرها بما بين 142 ألف و150 ألف عام”.
وأشار ذات المتحدث إلى أن “الأهمية البالغة للقطع التي عثر عليها تكمن في احتمال بروز لغة للتواصل بين أفراد المجموعة البشرية التي كان أفرادها يمتلكون تلك الحلي ، قبل 150 ألف عام”.
وأوضح الباحث نفسه أن حليا مشابهة تماما سبق أن عثر عليها في الجزائر (تعود إلى 35 ألف عام) وجنوب إفريقيا (75 ألف عام) وإسرائيل (135 ألف عام)، مضيفا أن “ذلك يعني أن كل هؤلاء الناس تقاسموا شيئا ما”.
ولفت الباحث الأركيولوجي “بوزوكار” إلى أن المغرب يتوفر أيضا على واحد من أقدم الآثار للإنسان العاقل.
ويعد الإكتشاف الأثري بمغارة “بيزمون” إقليم الصويرة إنجازا أركيولوجيا يكشف النقاب عن أقدم الاستعمالات للرموز من طرف الإنسان ، وأحد أقدم عناصر الحلي المكتشفة إلى يومنا هذا.
وتتألف القطع الأثرية التي تم اكتشافها من 32 صدفة بحرية في مستوى أركيولوجي مؤرخ على أقل تقدير ما بين 142 ألف و 150 ألف سنة مضت. وهي قطع أثرية مصنوعة من أصداف “تريتيا غيبوسولا”. وقد تم ثقب هذه الأصداف البحرية بشكل متعمد من قبل إنسان ما قبل التاريخ ليتم ارتداؤها كقلائد ، وأساور ، وكانت تشد بالملابس ، كما كانت تميل الى اللون الأحمر الذي قد يرمز إلى الدم، أو الحياة أو الروابط الأسرية. وقد ظهر هذا النوع من الحلي في عصور ما قبل التاريخ بكثرة في المغرب أكثر من أي مكان آخر في إفريقيا والشرق الأوسط .
ويقدم اكتشاف “بيزمون” معلومات في غاية الأهمية عن أصل السلوك البشري الرمزي، والذي قد تكون له عدة معان، أي أدلة على العلاقات بين أفراد المجموعة البشرية نفسها، أو مع مجتمعات أخرى، أو عن وجود لغة وهوية مشتركتين.
ويرجع الفضل في اكتشاف موقع بيزمون لفريق بحث دولي متعدد التخصصات يضم باحثين من معهد علوم الأركيولوجيا بالمغرب وجامعة أريزونا بالولايات المتحدة وإيكس آن بروفانس بفرنسا ، يرأسه أستاذ علم الآثار لفترة ما قبل التاريخ في المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، عبد الجليل بوزوكار.
جدير بالذكر أن المغرب أرض الحضارات والثقافات وتاريخ الأسلاف، لم يتوقف يوما عن إرواء فضول الإنسان حول الأصول البشرية. وهكذا تم تحديد العديد من الاكتشافات التي تعود الى العصر الحجري القديم ، ولا سيما النشاط البشري الأول في موقع طوما بالدار البيضاء ( 1.3 مليون سنة)، والإنسان العاقل في جبل إيغود باليوسفية (300 ألف سنة)، وأول ابتكار رمزي في العالم في موقع بيزمون ( الصويرة)، وأقدم حمض نووي للإنسان العاقل في إفريقيا في كهف الحمام (تافوغالت 15 ألف سنة).
التعليقات مغلقة.