1. الفِراسة
تعد الفِراسة من العلوم العجيبة التي تفوق فيها العرب، حيث كان يتمكن الأفراد من قراءة هيئة الإنسان من خلال ملامحه، لونه، صوته، وحركاته. كانت هذه المهارات تُستخدم لاستنتاج أخلاق الأفراد وطبائعهم، حتى فضائلهم ورذائلهم. لقد كان العرب يقرؤون الأشخاص كما نقرأ الكتب، وكأن ملامح الوجه تعد مرآة تعكس النفس.
2. العيافة
العيافة، أو تتبع الآثار، كانت مهارة فريدة في تحديد من مرّ في مكان ما من خلال آثار الأقدام والنعال على سطح التربة. كان العربي يتأمل الأثر ويستنتج، مثلاً، “مرّ رجل على فرس، وهذه امرأة برفقة طفل، وهذا أثر خفّ جمل أعرج!”، وهو علم قد يبدو غريبًا لولا وجود العديد من الشواهد.
3. القيافة
تمثل القيافة خلاصة الفِراسة والعيافة، لكنها تتسم بالعمق والدقة. حيث كان القائف قادراً على التعرف إلى الناس من آثار أقدامهم، وتمييز الأعمى عن المبصر، والشاب عن الشيخ، والمرأة عن الرجل، بل وحتى العاقل عن الأحمق. كما كانوا يربطون الابن بأبيه بناءً على الشبه، ويميزون بين الأخ وأخيه، والغريب وأبناء القبيلة. وتُعتبر قبائل مثل بني مدلج وبني لهب من أبرز القبائل التي اشتهرت في هذا العلم.
إن هذه العلوم المثيرة سبقت علوم الجينات والتحليل النفسي بقرون، مما يفتح المجال للتساؤل: هل آن الأوان لإعادة إحياء هذه العلوم الغنية من التراث العربي؟
التعليقات مغلقة.