أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

على الهامش! خطاب العرش والجدل اليساري

يوسف بوستة

عذرا اخواني اخواتي، رفيقاتي رفاقي الاعزاء،
هذه التدوينة ليست من اجل استعراض المواقف والبيانات، او لابراز راي مخالف للرد على الكثير من التدوينات سواء بالدفاع الفج او بالهجوم اللادع على المواقف المعبر عنها في بيانات الاحزاب البسارية على هامش خطاب العرش، وعرضها في مزاد التجدر والصراخ المزلزل، بل الغاية منها هو محاولة لتحرير النقاش من التفكير العنيف والمتكلس بعيدا عن اعادة انتاج مواقف جاهزة وسطحية سرعان ما تفقد بريقها بمجرد ما ينكشف قصورها،.
انها دعوة لاعادة طرح الأسئلة من جديد بناء على التطورات والمتغيرات الحاصلة في الدولة والمجتمع، وانعكاساتها على الذات المناضلة وما اصبح يلازمها من قلق عميق وتعرضها لتمزقات نفسية واجتماعية مؤلمة، وهي فرصة للتفكير الهادئ والعميق بدون مزايدات او تنطعات، حتى نتمكن من تقديم اجوبة منطقية للواقع الموضوعي المركب، وخلق جسور للتواصل والتفاعل بين وجهات النظر المتباعدة داخل الذات الحزبية الواحدة اولا، وبين كل قوى اليسار المتعدد والمختلف تانيا، فالجميع أصبح وجها لوجه امام خصوم الديمقراطية واعداء الحرية، وسهام العدو تاتي من كل الجهات الاربع، خاصة بعد الفرز الذي خلفته تطورات احداث الحسيمة على الاقل في المواقف المعلنة بين قوى الفساد والاستبداد من جهة، وبين وقوى التغيير الديمقراطي التقدمي من جهة اخرى.
أن الوضع يفرض على اليسار المناضل الانتقال من مرحلة النقد والتنديد والبحث عن التميز بغية حشد أنصار جدد، الى مرحلة البناء السياسي والتنظيمي لادوات الصراع، والتسلح بالوضوح في المواقف والاهداف، وخلق الانسجام بينها وبين الوسائل والاليات، وفق برنامج نضالي حد ادنى قابل للتحقق، ليشكل قاطرة للنضال الجماهيري العام في افق قلب موازين القوى، كشرط اساسي لتحقيق التغيير الديمقراطي المنشود !

التعليقات مغلقة.