عثمان أشقرا
اتصل بي بعض الاصدقاء من خريبكة مستغربين عدم عرض فيلم ولولة الروح لا ضمن المسابقة ولا على هامشها. كما أن الصديق عبد الإله الجوهري (مخرج الفيلم) نشر مقالا اتفق مع جل ما جاء فيه لكن لابد من تقديم التوضيح التالي: اتصلت تلفونيا مع السيد رئيس المهرجان وأحد مسيريه النافذين وبعد الحديث تفهمت عدم إمكانية عرض الفيلم ضمن المسابقة لأن ثمة حرص على عرض أفلام مغربية تدخل نطاق المسابقة لأول مرة (وهذا حال الفيلمين المغربيين المعروضين حاليا واللذين أتمنى لهما حظا سعيد)، لكن تم اقتراح عرض الفيلم خارج المسابقة. وفي هذا الإطار حضرت أنا و مخرج الفيلم إلى مدينة خريبكة للقاء المسؤولين المحليين ومناقشة شروط العرض. لكن المفاجأة كانت قوية: مرات عديدة حاولت الاتصال باثنين من هؤلاء المسؤولين (هناك شهود على ذلك) لكن التلفون يرن ولا رد. فرجع المخرج إلى الرباط وبقيت أنا في خريبكة على أمل أن يتصل بي أحد المسؤولين لكن بدون فائدة. فاقلعت تماما عن المحاولة مقتنعا بان ثمة نية مبيتة ضد عرض الفيلم أصلا وصاحبيه. وهذا يجرني إلى قول ما يلي:
– المهرجان هو مكسب كبير لخريبكة وللسينما المغربية وأعتز أنني من مؤسسيه ويلزم أن يكبر ويستمر.
– إدارة المهرجان الحالية تسيء إليه من خلال أن الرئيس الحالي نقل إليه صراعاته الشخصية مع جهات كثيرة وجعله منغلقا على نفسه لا يحظى بالدعم والانتشار اللازمين له كأقدم مهرجان سينمائي في المغرب. (كاد ألا يعقد هذه السنة لولا تدخلات آخر ساعة).
– مدير المهرجان الذي هو فنان رقيق تنقصه تماما مؤهلات تسيير مهرجان في هذا الحجم.
– تسلط فئة من الانتهازيين وتحويلهم المهرجان إلى ريع سنوي يحضرونه من أجل “السياحة” وأغراض أخرى.
– ضعف مستوى المسيرين المحليين الذين لا يمثلون أية سلطة رمزية ثقافية او غيرها وبالتالي انكماشهم محليا ووطنيا واكتفاؤهم بلعب دور التابع الذي ينفذ الأوامر العليا مقابل الحصول على بعض المكافآت المادية أو المعنوية.
وعليه لم يعرض فيلم ولولة الروح الذي رفع اسم مدينة خريبكة عاليا في مهرجانات وطنية وعربية كبرى ولم أحضر هذه الدورة كما لن أحضر اية دورة قادمة إذا استمرالحال على ما هو عليه…مع تحية خاصة للفنان محمد خويا المكرم في هذه الدورة.
التعليقات مغلقة.