أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

على هامش تدوينة “حنان رحاب”: “الشياطين وحدهم يعتقدون أن الحروب مقدسة” ..

حميد باها

جاء في تدوينة جديدة صباح اليوم للنائبة البرلمانية “حنان رحاب” أن
“الشياطين وحدهم يعتقدون أن الحروب مقدسة” ..
مع كل الاحترام، يمكن لأي واحد أن يعقب بالتساؤل: أي الجهات تضع نفسها في صف الشياطين، أو في طرف الملائكة ،؟
بالعكس سيدتي، فمنذ انطلاقة الازمة السورية وإلى حدود تدوينتك السابقة التي لا تشرف إنسانا سويا، أحرى أن يحسب نفسه على “مدرسة الاتحاد الاشتراكي” أو ثقافة وقيم اليسار، أنت من البداية كنت لصالح الأجندا القطرية الخليجية والتحالف الدولي لأزيد من 60 دولة بقيادة أمريكيا من أجل العدوان على سوريا وإسقاط نظامها، وتدمير كيانها، ومسح وجودها من الخريطة عبر جحافل الارهابيين المستقدمين من كافة أصقاع الارض، حتى أنك سافرت مع أول أشهر الأزمة إلى اسطنبول على رأس وفد شبيبي، (العالم الله من قام بتمويل رحلته ومقامه بتركيا ) للتعبير عن دعمك “للائتلاف الوطني السوري” وللعدوان من طرف التحالف الدولي على دولة عضو بالامم المتحدة ضدا على القانون الدولي، فيما لم تكن حينها أية دولة او جهة قد أعلنت الوقوف إلى جانب سوريا أو تدعم جيشها،
ولا أعتقد سيدتي أنك في وضع يجعلك تجهلين أن هذه الحرب كانت تدار من غرفة “الموك” للعمليات العسكرية التي كان مقر قيادتها بالاردن، وكانت تقوم بتنسيق وتدير نشاطها كل من الولايات المتحدة الأمريكية مع كل من فرنسا وبريطانيا والأردن وبعض دول الخليج، وقد اعترف أحد رجالات الدولة القطرية (حامد بن جاسم) بأن كل شيء في هذه الحرب كان مشترى، وكان له ثمن محدد بأموال البترودولار: العتاد، المقاتلون، الولاءات، تجنيد عناصر الجيش السوري التي كونت “الجيش الحر”… ، بحيث بلغت تكلفة العدوان قبل عام من الآن أزيد من 130 مليار دولار …
وليس فقط أن الجيش السوري ملزم بأن يدافع على أرضه ووطنه، بل ولا يحق له، مهما كانت الظروف، أن يبقى مكتوف الأيدي ولو في وجه قطعة سلاح واحدة توجه إلى صدر الوطن وشعبه ومؤسساته.
ومن كان يجد في نفسه الحاجة إلى تبرير اعتداءات الارهابيين بوطنه أو خارجه، فهو لا يختلف في شيء عن جماعة الارهبيين الذين يتولى الدفاع عنهم ويبرر لهم شر أعمالهم..
ثم سوريا لا تزال حتى اليوم ترزح تحت الاحتلال الامريكي بغرب الفرات، وتحت الاحتلال التركي بشمال شرق سوريا ومنطقة عفرين، فيما تتواصل سيطرة الجماعات الارهابية على محافظة إدلب، الأمر الذي يسفه أية محاولة للتلاعب بالادلة أو تحريف الأنظار عن مصادر الاجرام الممارس بحق سوريا وأراضيها وشعبها، بمثل ما وقع مع العراق، أو بمثل ما يقع أيضا مع اليمن …
فمن ذا الذي يقدس الحروب ويضع نفسه في صف الشياطين ؟
وحتى عندما أسقط الجيش السوري مدعوما من أبناء شعبه والقوى الحليفة كافة الرهانات بتغيير النظام عبر العدوان الخارجي وتفتيت الكيان السوري بين كنتونات وغنائم مقسمة بين أمراء الحرب الارهابيين، وحتى والعالم أجمع أصبح يعدل مواقفه ويتخلى اليوم عن أجنداته الاصلية، أنت سيدتي لا زلت على الحقد نفسه تجاه الدولة السورية وجيشها وشعبها بطريقة تدعو للرثاء، وصولا إلى التشفي بالسيدة أسماء الاسد لإصابتها بمرض السرطان لا لسبب سوى لكونها زوجة الرئيس، مع العلم أنها لا دخل لها لا من قريب ولا من بعيد بقرار السلم والحرب أو بالعمليات العسكرية الجارية بسورية …
فهل سيدتي ستتمنين لي أنا أيضا الإصابة لداء السرطان لمجرد أنني وآخرين نخالفك جذريا رأيك في هذه الحرب الاستعمارية القذرة منذ أزيد من 7 سنوات على سوريا وشعبها؟

التعليقات مغلقة.