أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

عمال شركة “الكرامة” للنقل الحضري بخنيفرة يدافعون عن الحق في الشغل و الكرامة

محمد حميمداني

 يخوض عدد من عمال شركة حافلات النقل الحضري “الكرامة” في خنيفرة ، مند ليلة الثلاثاء لهذا الاسبوع ، اعتصاما مفتوحا داخل مقر الشركة المتواجد بنفس المدينة دفاعا عن الحق في الشغل و الكرامة .

 

يأتي هذا الاعتصام ، حسب مصادر “جريدة أصوات″ ، على إثر تقدم العمال بشكاية لمفتشية الشغل ، حول خروقات سجلت تتمثل في “إرغامهم ، تحت الضغط ، و الإكراه ، و التهديد ، على توقيع استقالات ، قبل مباشرة العمل في اليوم الموالي ، مع طرد كل من رفض المصادقة على هذه الاستقالة ، التي تقدم لهم وفق نموذج معد سلفا من طرف الإدارة” .

 

جاء هذا التصعيد بعد فشل جولة حوار حاولت إعادة مجريات تطور الملف النقابي إلى الصفر ، أي ما قبل اجتماعات اللجنة الإقليمية للبحث و المصالحة ، و تشبث إدارة الشركة بموقفها غير المؤسس على أسس قانونية .

 

اعتصام يتم تنفيذه إجبارا رغم الظروف المناخية الصعبة داخل مقر الشركة ، و هم يفترشون الأرض ، للدفاع عن الحق في الشغل و الكرامة و احترام الضوابط القانونية المعمول بها في سوق الشغل في المغرب ، في ظل جائحة كورونا و آثارها التدميرية على الاقتصاد الوطني و الاستقرار الاجتماعي ، دون إعطاء أدنى اعتبار لمعاناة العمال المعيشية و عجزهم عن الإيفاء بمتطلبات أسرهم .

 

صعوبة الأوضاع التي يمر في كنفها اعتصام عمال شركة “الكرامة” بخنيفرة ، نتج عنها تسجيل حالة إغماء لأحد المعتصمين ، مساء يومه الأربعاء ، بعد قضائه ليلة كاملة في العراء و البرد و الجوع ، مما استلزم حضور أفراد الوقاية المدنية لتقديم المساعدة .

 

فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بخنيفرة ، في بيان أصدره بتاريخ 27/01/2020 ، و الذي تتوفر الجريدة على نسخة منه ، دق ناقوس الخطر مما يمكن أن يجره هذا الاعتصام من أخطار على صحة العمال و حقهم في الحياة ، و دعا لفتح حوار جدي و مثمر مع العمال المضربين و المعتصمين ، مؤكدا أن الملف يعود للصيف الماضي بعد أن قامت الشركة بطرد مجموعة من العمال (سائقين و مراقبين) ، و الذين لجأوا لفرع الجمعية بعد انسداد أبواب كل الحلول الممكنة ، و أن كل محاولات الجمعية لدفع الباطرونا لاحترام مقتضيات قانون الشغل على علاته باءت بالفشل ، و أشار البيان أنه “بعد جولتين من اجتماعات اللجنة الإقليمية للبحث و المصالحة و التي وقفت على الخروقات الكثيرة للشركة و التدبير القرسطوي لإدارتها ، و بعد اجتماع آخر مع رئيس المجلس الحضري بخنيفرة و الذي أكد للعمال بأن كل مراسلاته لوزارة الداخلية بشأن خروقات هذه الشركة تظل دون جواب و لا تدخل”

و دعا البيان إلى “فتح حوار جدي و مسؤول مع العمال المعتصمين من طرف رب العمل بحضور مفتش الشغل ، خصوصا بعد تردد أخبار على اقتراح مسؤول معين على ممثلي العمال مقايضة رفاقهم مقابل تسوية وضعيتهم”

 

و أدان البيان “منع العمال من إدخال أفرشتهم و طعامهم و دوائهم للمعتصم عبر إقدام الشركة على تلحيم باب مقرها مكان الاعتصام و نحذر من خطورة هذا السلوك الذي قد يدفع لتفاقم الوضع” .

 

التعليقات مغلقة.