يواجه مجلس مدينة طنجة وضعا غريبا. ففي الوقت الذي عبر فيه اعضاء المجلس عن رغبتهم في تخليد ذكرى بعض الشخصيات التاريخية لمدينة البوغاز لاسيما ابن بطوطة وهرقل وذلك عن طريق نصب تماثيل خاصة بهم. على انه بالرغم من بساطة واعتيادية مثل هذه العملية الا ان عمدة مدينة طنجة وجد نفسه في وضعية غير مريحة بحيث ارتأى ان يطلب استشارة العلماء في هذا الامر حتي يتفادى كل ما من شأنه ان يثير الجدل بخصوص هذا الموضوع.
وفي هذا الصدد ذكر احمد الطلحي، وهو احد اعضاء مجلس طنجة عن حزب العدالة والتنمية ان مثل هذه المشاريع التي يعتزم المجلس ادراجها ضمن سجلات التهيئة الحضرية لمدينة البوغاز ستعم مختلف ساحات ومدارات المدينة، كما ان اختيار تخليد هذه الشخصيات لم يكن امر اعتباطيا، فالجميع يعلم ان ابن بطوطة هو طنجة وان طنجة هي ابن بطوطة.
واضاف نفس المتحدث قائلا ان المسالة تثير الكثير من الحساسيات لاسيما وان طنجة قد عرفت في السابق حدثا مماثلا، ويتعلق الامر بنصب تذكاري لعلي باي والتي قررت السلطات بعد استقلال المغرب تهديمه وذلك لاعتبارات دينية. على ان الوضع اليوم قد تغير وكذا الافكار قد تطورت الامر الذي يفرض الانفتاح على مختلف الاشكال لتعبيرية.
ان المسالة بالنسبة لمسيري المدينة من الاسلاميين هي مسالة رهانات اقتصادية، ففي حالة انجاز المشروع فان طنجة ستحصل على استثمارات هامة من الصين وذلك لان الكثير من الصينيين يعتقدون ان ابن بطوطة صيني، وبالتالي فان اقامة نصب لابن بطوطة سيحقق تقاربا كبيرا بين المغرب والصين على المستوى الثقافي.
لكن هل سيستجيب المجلس الاعلى للعلماء لطلب عمدة مدينة طنجة سيما وان هذا الطلب قد رفع اليه منذ عدة شهور.
التعليقات مغلقة.