“عمر هلال” يفند أضحوكة أطروحات الجزائر ويقول تاريخيا لا وجود ل “صحراء غربية” ولم يكن ولن يكون هناك أبدا سوى الصحراء المغربية
قلب السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، الطاولة على أطروحات الجزائر المتآكلة والادعاءات المفبركة السيئة الإخراج التي تروج لها فيما يتعلق بوحدة المغرب الترابية، أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي هذا السياق استغل المندوب المغربي عصبية المندوب الجزائري أثناء إلقائه لكلمته، ليؤكد من خلالها أنها تعكس الطابع الثنائي للملف، حيث قال إن قضية الصحراء المغربية هي “قضية جغرافيا سياسية وأطماع الهيمنة الإقليمية لبلده وليست بقضية تقرير المصير”.
فالاندفاع الجزائري والشراسة التي تصل حد الهستيريا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تعكس بكاء دولة حول “مصير شعب”، بل ضياع أحلام رصدت لها الجزائر أموالا وأنفقت واحتضنت ترابيا وعسكريا وسياسيا واقتصاديا الانفصاليين لتحقيق هاته الاحلام، التي تتبخر أمام عينيها وبالتالي إحساسها بضياع الأحلام والمشروع هو الذي عكسه المندوب الجزائري من خلال حالة الانفعال التي سيطرت عليه أثناء إلقائه لكلمته.
وقطع ممثل المغرب لدى الأمم المتحدة الأمر باليقين جازما بأن المغرب حسم أمر عودة الصحراء لأصحابها بعد سنوات من الاحتلال الإسباني ووفق القواعد المتعارف عليها دوليا، وبموجب ميثاق الأمم المتحدة، وقرارات مجلس الأمن الدولي والقانون الدولي، وأن هستيريا التباكي والنذب الممارسة من قبل الجزائر لا تعكس إلا ثنائية الصراع.
ووقوفا حول ادعاءات ممثل الجزائر وتباكيه، اعتبر “عمر هلال” أن الجزائر سخرت مبدأ دوليا في إطار نظرة أحادية، والحال أن هذا المبدأ هو كوني ويسري على كافة القضايا بما فيها القضايا المرتبطة بالداخل الجزائري وخارجه وليس تسخيره بنظرة أحادية في نزاع الصحراء المغربية فقط، حيث قال: “ألم يكتب سفير الجزائر في رسالة إلى مجلس الأمن، يوم 13 يوليوز الماضي، أن لجميع شعوب العالم الحق في تقرير مصيرها؟ غير أن الجزائر، يستطرد الدبلوماسي المغربي، لا تقوم بأي شيء حتى تتمتع جميع شعوب العالم يوما ما، ودون استثناء، بهذا الحق”، مضيفا باستهجان “فإذا كانت المرافعة المهووسة للجزائر بريئة، فإن دفاعها أحادي الهوس عن مبدأ تقرير المصير يجب ألا يركز حصريا على قضية الصحراء المغربية لوحدها، بل يجب أن يولي اهتماما لكل القضايا في العالم”.
وكشف المندوب المغربي المستور معريا هوس الجزائر وهذيانها الذي ليس في قاموسه سوى المغرب حيث قال “ما يهم الجزائر، بطبيعة الحال، هو المغرب والمغرب فقط. فأجندتها الوحيدة والنهائية ليست سوى الصحراء المغربية”.
وواصل المندوب المغربي عارضا وكاشفا تحول الجزائر من مدافعة عن “تقرير المصير” إلى منفدة لشريعة الغاب ومكرسة لحالة عداء لدولة ذات سيادة بل وممولة لحالة العداء هاته حيث وضع “عمر هلال” تساؤلا منطقيا أمام أعضاء اللجنة قائلا هل “الدفاع عن ميثاق الأمم المتحدة يسمح لبلد، الجزائر في هذه الحالة، أن تنصب نفسها منفذا لهذا المبدأ، خاصة من خلال اللجوء إلى جماعة انفصالية مسلحة؟ بالطبع لا”، مضيفا “هل ما يسمى بالترويج الانتقائي لمبدأ أممي يعطي تفويضا لبلد، لإنشاء جماعة انفصالية مسلحة، واحتضانها، وتفويضها جزءا من أراضيها لتخطيط وتنفيذ هجماتها المسلحة ضد المغرب؟ من البديهي أن الجواب يظل بالنفي”.
والخلاصة التي نقلها السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، أن الممارس من قبل الجزائر يعكس حالة عداء وليس حالة دفاع عن مبدأ أممي، لأن فعلها حولها إلى طرف أساسي في الصراع وحاضن لأعداء المغرب على أراضيها، وممولة للانفصاليين بكافة الإمكانات وهو ما يبطل ادعاءها بالدفاع عن مبدأ أممي حيث قال “تكرس دبلوماسيتها “أي الجزائر”، حصريا، للترويج والدفاع عن مجموعة تم تأكيد صلاتها الوطيدة بالإرهاب، وتقوم بحملات بتمويلات ضخمة، معادية للمغرب، بهدف وحيد يتمثل في إضفاء المصداقية على خدعة دولة وهمية نصبت نفسها في الصحراء في تندوف، وتعرقل المسلسل السياسي الأممي لتسوية هذا النزاع”.
واستغرب السفير المغربي “كيف تستطيع الجزائر الادعاء دون خجل أنها ليست طرفا رئيسيا؟”، متسائلا “ألم ترفض الجزائر الاتفاق الإطار الذي اقترحه جيمس بيكر في 2001؟ بأي صفة قامت بذلك؟ ألم تقترح الجزائر تقسيم الصحراء المغربية في نونبر 2001، وهو ما رفضه المغرب بشدة”، متسائلا “بأي صفة اقترحت هذا التقسيم؟ ألم تتدخل في اختيار المبعوثين الشخصيين والممثلين الخاصين للأمين العام؟ بأي صفة قامت بذلك؟ ألم تتدخل الجزائر، مؤخرا، في مسلسل تعيين قائد قوة المينورسو؟ وهذا سبب بقاء هذا المنصب شاغرا منذ أزيد من سبعة أشهر؛ بأي صفة اعترضت على هذا التعيين؟”، مضيفا في السياق ذاته “ألم تكن الجزائر البلد الوحيد في العالم الذي رفض القرار 2602 لمجلس الأمن من خلال بيان رسمي لوزارة شؤون خارجيتها؟ بأي صفة قامت بذلك؟”.
وخلص “هلال” إلى تعرية الحضور الجزائري في النزاع المفتعل من خلال عرقلتها لجهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان ديميستورا، للعودة للموائد المستديرة، حيث قال “الجزائر تواصل عرقلة جهود المبعوث الشخصي لإعادة إطلاق مسلسل الموائد المستديرة، كما نص على ذلك القرار 2602. ألم ترفض هذه الموائد المستديرة من خلال رسالة إلى مجلس الأمن على الرغم من مشاركتها مسبقا في هذه الموائد من خلال اثنين من وزراء خارجيتها، تواليا؟ بأي صفة تعترض على هذا المسلسل؟”.
وجزم “عمر هلال” أن هذا النزاع الإقليمي لم يكن ليطفو على السطح لو احترمت الجزائر حسن الجوار وميثاق الأمم المتحدة.
وأسف ممثل المغرب لدى المنتظم الدولي أن يقابل دعم المغرب للجزائر من أجل تحررها إبان المرحلة الاستعمارية بحالة جفاء وتحامل ضد المغرب ووحدته الترابية، حيث قال موجها حديث للمندوب الجزائري “لم يكن هناك قط “صحراء غربية” حتى مع مجيء الاستعمار الإسباني عام 1884، لم يكن ولن يكون هناك أبدا سوى الصحراء المغربية”، مذكرا الجزائر والانفصاليين ومن يدور في فلكهم بقول صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله إن “المغرب سيظل في صحرائه والصحراء في مغربها، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها”.
على المستوى الإنساني عرض الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، السفير عمر هلال، للوضع المأساوي في مخيمات تندوف، جنوب غرب الجزائر، مبرزا مبرزا معاناة الساكنة المحتجزة في هذه المخيمات قائلا “يقاسون أبشع الانتهاكات لحقوقهم الأساسية وما يزالون الوحيدين في العالم الذين لم يتم تسجيلهم وإحصاؤهم، وذلك في انتهاك للقانون الإنساني الدولي ولقرارات مجلس الأمن، بسبب اعتراض الجزائر على عملية إحصائهم”.
التعليقات مغلقة.