أجرى فريق طبي بريطاني أول عملية زرع لرحم في المملكة المتحدة، بعد أن تبرعت أخت المتلقية برحمها لفائدتها.
وحصلت المرأة المتزوجة، البالغة من العمر 34 عاماً، على الرحم، خلال عملية استمرت تسعة ساعات وعشرون دقيقة في مستشفى تشرشل في أكسفورد بالولايات المتحدة، وهو جزء من صندوق مؤسسة مستشفيات جامعة أكسفورد.
وقد أكملت شقيقتها البالغة من العمر 40 عاماً، تكوين أسرتها من خلال ولادة طفلين، وأبدت استعدادها للتبرع برحمها.
بدورها قامت المتلقية التي تعيش في إنكلترا ولا ترغب في الكشف عن اسمها، بتجميد بويضاتٍ جاهزة للتلقيح بهدف الخضوع لعملية التلقيح الاصطناعي في وقت لاحقٍ من هذا العام.
وقال البروفيسور سميث المشارك في هاته العملية، إن التجربة كانت “رائعةً للغاية”، مضيفا أن العملية حققت “نجاحاً باهراً”.
وأضاف: “لقد كان أمراً لا يصدق، أعتقد أنه ربما كان الأسبوع الأكثر إرهاقاً في مسيرتي الجراحية، ولكنه كان أيضاً إيجابياً بشكل لا يصدق؛ والآن أصبحت المتبرعة والمتلقية في غاية السعادة”.
وأضاف: “أنا سعيد حقاً لأن المتبرعة عادت إلى طبيعتها تماماً بعد عملية جراحية كبيرة، وأيضاً تشعر المتلقية، بعد عملية جراحية كبيرة، أن أجهزتها الحيوية تعمل بشكل جيد حقاً وخصوصاً مع تلقيها علاجاً مثبطاً للمناعة، وهي تتطلع إلى إنجاب طفل في القريب العاجل”.
من جانبها صرحت إيزابيل كيروغا، الجراحة الاستشارية في مركز أكسفورد لزراعة الأعضاء، إنها شعرت بسعادة غامرة، مضيفةً أن طاقم زراعة الأعضاء ظلوا فترة ما بعد العملية، يتعاملون مع كل شيء بحذر”.
وقالت: “لقد كانت لحظة فخر كبيرة، لكننا بقينا متحفظين للغاية؛ وكان الأسبوعان الأولان بعد العملية مرهِقَين للأعصاب”.
وقالت كيروغا إن المريضة “سعيدة بشكل لا يصدق”، وأضافت: “لقد كانت في غاية السعادة، وهي الآن تأمل أن تتمكن من إنجاب طفلين وليس طفلاً واحداً”.
وأكدت: “إن رحمها يعمل بشكل مثالي ونحن نراقب تقدمه عن كثب”.
وكانت المرأة التي تلقت الرحم، وُلدت وهي مصابة بمرض ماير-روكيتانسكي-كوستر-هاوزر MRKH، وهي حالة نادرة تصيب امرأة واحدة من بين كل خمسة آلاف امرأة، حيث يكون لدى النساء رحم متخلف أو مفقود. والعلامة الأولى للحالة هي عندما لا تواجه الفتيات فترات المراهقة المعتادة.
ومع ذلك، فإن المبيضين سليمان ولا يزالان يعملان على إنتاج البويضات والهرمونات الأنثوية، ما يجعل الحمل عن طريق علاج الخصوبة أمراً ممكناً.
وخضعت المتلقية قبل أن تستقبل رحمها الجديد، لجولتين من تحفيز الخصوبة لإنتاج البويضات.
ووصلت ثمانية بويضات إلى مرحلة الكيسة الأرومية، ما يعني أنها أصبحت في مرحلة جيدة لنجاح التلقيح الاصطناعي، وتم تجميدها من أجل أن تخضع المريضة للعلاج في عيادةٍ للخصوبة في وقت لاحق من هذا العام.
وقال البروفيسور سميث إن الرحم المزروعة “تعمل تماماً كما ينبغي”، وأن خطط التلقيح الصناعي تسير على الطريق الصحيح.
وستحتاج المرأة إلى تناول أدوية مثبطة للمناعة طوال فترة الحمل المستقبلي المتوقع، لمنع جسمها من رفض العضو المتبرع به.
ومن المنتظر أن تستمر عملية الزرع لمدة أقصاها خمسة سنوات.
التعليقات مغلقة.