أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

عندما أصبح نور الدين عيوش مفتيا في المقرر التربوي.

عندما تصبح “لالة نمولة ووليدتها وراجلها” مقرر تربوي نعلم به أجيالنا، آنذاك نستطيع أن نقول هنيئا لنا بدمار التعليم وليس فشله.
صحيح أن نور الدين عيوش طالب “أدرجة” مقرراتنا لكن لم نتوقع أن تتحقق أحلامه بشكل يسائل المسؤولين عن مقررات وزارة التربية الوطنية.
إذ سبق و أن فتح النقاش في موضع اللغة المستعملة داخل الأقسام المدرسية وإدراج العامية كوسيلة للتعلم.
لكن يبقى السؤال ماهي الأيادي الخفية التي تحاول جعل مادة التعليم وخاصة منها اللغة العربية رمزا مبتذلا.
فبعد أن انتفض عبد الله العروي غير ما مرة ضد فتاوى نور الدين عيوش في “أدرجة” التعليم، مخبرا إياه أن كل ما ينادى به هو أجندات لجعل دول العالم الثالث أيادي عاملة لا تستطيع أن تصل لأن تكون أدمغة مؤهلة للإبتكار، دافع نور الدين عيوش عن أفكاره المستوردة وعن نظريات اليونيسكو وعقليات المثقف المستورد الذي يبغبغ بكل ما يأتي من الخارج باستماتة.
ليفوز في آخر المطاف ويعلن سعادته بتحقيق مراده وادراج “لالة نمولة والشربيل و باك مشا لسباتة” وايصال التعليم الى الحضيض أكثر و أكثر.
ففي الوقت الذي ينادي فيه جلالة الملك محمد السادس إلى أهمية اللغات الحية والانفتاح على أكبر عدد منها وعيا منه بضرورتها وبالصعوبات التي يجدها الشباب المغاربة في الإندماج في سوق الشغل نتيجة المستوى اللغوي الرديء. نجد لوبي لا نعرف أهدافه يسعى إلى تحطيم ذلك القليل من اللغة العربية التي نسائل عيوش وغيره من المنادين ب “أدرجتها” كيف نستغني عنها في كتابة التقارير و البحوث الأكاديمية.
ثم إن كنا سنتخلى عن اللغة العربية لصعوبتها كان الأجدر أن نتخلى عن الفرنسية و الإنجليزية وغيرها من اللغات،ونتحدث جميعا الدارجة و التي بدورها لا يُحسِن عيوش التكلم بها اللهم بعض الكلمات التي يفصل بها جملا منطوقة بالفرنسية.
إذن هنا نسائل عيوش الذي يفتي ويضع الرؤى و الاستراتيجيات للتعلم، على أي أساس أكاديمي يبني نظرياته؟
أيضا نسائل وزارة التربية و التعليم عن مدى ندرة المثقفين القادرين على وضع مخطط تربوي رصين حتى نُضطر لتتبع توصيات عيوش؟
هي أسئلة وغيرها تحتاج إلى إجابة، توقف العبثية التي يعرفها قطاع التعليم.

سلوى داوود

التعليقات مغلقة.