عادل الزبيري
أتابع باهتمام كبير، كمواطن مغربي، أخبار لجنة النموذج التنموي في المغرب، لأن جيلا جديدا من الآمال، بمغرب اجتماعيا أفضل، تكبر في تفكيري، ولا يمكنني إلا التعبير عن المتمنيات الطيبة بالنجاح المبهر لكل المغاربة، لهذه اللجنة، في تقديم علاجات لأمراض المغرب، في قطاعات استراتيجية في نظري، أي الصحة والتعليم والتشغيل والسكن.
أعتقد أن الاحتجاجات التقليدية، التي تؤطرها الأحزاب السياسية والنقابات، والاحتجاجات غير التقليدية، عبر التنسيقيات، واحتجاجات أخرى في مغرب آخر موازي عنوانه يتواجد في منصات مواقع التواصل الاجتماعي، تعكس أن طنجرة المغرب اجتماعيا تغلي، معلنة عن وجود خلل ما، في أماكن ما.
فصحيح أن الاحتجاج علامة إيجابية، على صحة جسد المغرب، ولكن الاحتجاج بدون إجابات أو حلول، يعني أن اليأس من الممكن، أن يدفع المحتج إلى الاستمرار في الاحتجاج، أو الرفع من جرعة الاحتجاج.
لم تتغير للأسف الشديد، في تقديري طريقة الاشتغال، مع لجنة النموذج التنموي، لأن الإنصات كان إلى نفس الوجوه السياسية والحزبية، التي تتحمل مسؤولية ما، في الأوضاع التي يعيشها المغرب.
وإذا كان المغرب قرر أن يبحث عن حلول مبتكرة لمشاكله الاجتماعية، فلا يمكن أن يقدم حلولا عملية وواقعية، من يتحمل المسؤولية أو تحملها سابقا، وأصبح اليوم معارضا شرسا بعد أن شاب شعره في الوزارات، لأنه عاجز عن تقديم أي شيء.
فالمغاربة مؤمنون بالمشروع الإصلاحي، المتراكم زمنيا منذ 20 عاما، لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ولكن المغاربة يريدون أيضا حلولا لمشاكلهم، مع أمراض التنمية الاجتماعية.
أقترح على لجنة النموذج التنموي، الإنصات لنساء المغرب العميق، ولكيف نجحن في تحويل حياتهن من الفشل الاجتماعي، إلى النجاح المثير للإعجاب، وأعرف عن قرب عشرات منهن، والإنصات لخيرة شباب المغرب المحقق للنجاح داخل وخارج المغرب، لأن النبوغ المغربي معترف به عالميا، وأعرف أيضا عددا منهم، يغردون في العالم.
وأقترح على لجنة النموذج التنموي، الإنصات لرؤساء ناجحين من رجال ونساء الإدارة المركزية في المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وكيف نجح زملاء آخرين لهم، في الاشتغال في أقاليم مغربية، في أصعب الظروف، في أقسام العمل الاجتماعي.
وأقترح على لجنة النموذج التنموي في المغرب، أن تمتلك جرعة غير مسبوقة من الجرأة، اقتداء بصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في تشخيص أمراض المغرب اجتماعيا، وتقديم حلول غير اعتيادية، لأن شعار “العام زين” انتهت صلاحيته، لأننا نواجه شبابا ويافعين، يستهلكون يوميا رسائل مصدرها تطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي، ويصرخون بغضب قاسي، في مدرجات ملاعب كرة القدم.
لاهتمامي الشديد بالتنمية البشرية، اعتقدت أن “لجنة بنموسى”، وفق تسمية الصحافة المغربية، ستشتغل بطريقة مختلفة، فيما ابتكار غير مسبوق، ولكن هذا لم يتحقق بعد، وأتمنى أن يقدم فريق عمل اللجنة ما يثلج الصدر قريبا.
فالكتابة عن لجنة النموذج التنموي، دافعه الأساسي عندي، هو وفاء الانتماء إلى قضايا المغرب، وأيضا تجربة 15 عاما من السفر عبر المغرب، تعرفت خلالها عن قرب شديد، على تجارب ناجحة، في التنمية البشرية، عبر مشاريع ناجحة قدمتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
ففي النهاية، تضم لجنة النموذج التنموي، بحسب وكالة المغرب العربي للأنباء، كفاءات من مغاربة المغرب، ومن مغاربة العالم، بإمكانها إنتاج خريطة طريق جديدة، ستضع المغرب على الطريق السريع للتنمية، شريطة التفكير من خارج الصندوق، والإنصات إلى قضايا المغاربة في الملفات الاجتماعية.
فمغرب اجتماعي آخر يبقى دائما ممكنا بنا جميعا.
التعليقات مغلقة.