ذ/الونسعيدي بدر الدين
عندما فاز المنتخب الجزائري بكأس إفريقيا سنة 2019، خرجت الجماهير المغربية تجوب الشوارع وتهتف باسم الجزائر، و اكتمل الوفاء للجار عندما استحضر جلالة الملك محمد السادس في خطابه السامي بمناسبة عيد العرش المجيد لفرحة المغاربة بفوز الجارة باللقب، واليوم يلاحظ العكس تماما الغالبية العظمى من الشعب الجزائري ينتظر سقوط المغرب في الكان وفي غير الكان، ويقتنص الهفوات للتشفي لكن هيهات.
المشهد في تعارض الصورة التي يحملها دليل قاطع على أن هذه الغالبية تكره المغرب والمغاربة معا، ويزعجها سماع اسم المغرب، لأن الفكر العسكري ساد واستوطن العقول، والاسطوانة الشنقريحية تغلغلت في كيان ووجدان الشعب المغلوب على أمره، فأعمى الحقد بصيرته.
الأكيد أن النظام العسكري وإعلامه المسعور نجح في عمله الحقير، وحقق أهدافه الدنيئة في غسل دماغ الشعب الجزائري، وغرس فيه قيم الحقد و تسويق المغرب كعدو، متآمر عليه، حتى أصبح الشعب الجزائري يخال و ينظر إلى المغرب وكأنه هو سبب كل مآسيه ومشاكله، لكن على خطأ من يظن ذلك فسبب فقر و مآسي ومعاناة الشعب الجزائري هو النظام العسكري الحاكم الذي يتفنن في تفقير شعبه و استحماره، لأنه ينتعش في مستنقعات المكر و التباكي وخلق الذرائع الواهية، والمشاكل مع المغرب ليستمر في نهب ثرواته لا غير، لأنه غير قادر على مجابهة الشارع و عاجز كل العجز عن تحقيق مطالب الشعب، لذا يلجأ دوما إلى سياسة التباكي والتوسل، ويظل يطبل لتصديقه عبر إعلامه الفاسد، ولكن ويا للمؤسف فالشعب الجزائري يدرك كل هذا لكنه مغلوب على أمره، بالمقابل نجد جزائريين يتحلون بروح الوفاء، يشجعون المنتخب الوطني المغربي لأنهم يدركون تمام الإدراك حق الجار على جاره، وحق رد الدين والوفاء .
التعليقات مغلقة.