غلاء الأسعار يُحول حلم العطلة إلى رفاهية مستحيلة للمواطنين المغاربة
جريدة أصوات
أصوات من الرباط
تعيش الأسر المغربية حالة من القهر والخيبة مع تصاعد موجة الغلاء التي تلتهم قدرتها الشرائية، مما جعل حلم الاصطياف والتلاقي في العطلات الصيفية بعيد المنال بالنسبة للكثيرين. فريق “إعلام تيفي” تنقل إلى شوارع الرباط لرصد آراء المواطنين حول واقع العطلة الصيفية في ظل تزايد الأسعار.
وفي حديثه للموقع، أكد مواطن متعاقد أن الأوضاع الاقتصادية صارت تحتم عليه إعادة التفكير ألف مرة قبل التفكير في السفر خلال الصيف. وقال إن وظيفته لم تتغير، لكن تكاليف المعيشة ارتفعت بشكل مفاجئ، مشددًا على أن الأجر لم يعد كافيًا لمجاراة التضخم، ويضيف: “لابد من أن يتماشى الراتب مع هذا الغلاء الفاحش، وإلا كيف يمكن أن نحلم بعطلة؟”.
وفي سياق متصل، عبرت ربة بيت عن خيبة أملها، قائلة: “كنت أتمنى أن أسافر مع أطفالي، لكن الواقع المخيب للأمل حال دون ذلك”. وأشارت إلى صعوبة توفير الموارد رغم محاولاتها المتواصلة، مؤملة أن يكون السفر مجرد حلم بعيد المنال.
أما رب أسرة، فاعتبر أن ارتفاع أسعار المحروقات والسفر أدى إلى تراجع القدرة الشرائية بشكل كبير، وقال: “حتى التنقل بالسيارة أصبح من الكماليات، والنقل العمومي لم يسلم من الزيادات”، مضيفًا أن الوضع اليومي صار مرهقًا بشكل لا يطاق.
وفي زاوية أخرى من الشارع، تحدثت أستاذة متعاقدة، لم تعد قادرة على تحقيق حلم السفر منذ سنوات، وأوضحت أن مدخراتها تُسرف على المصاريف الصحية والمعيشية، مشيرة إلى أن أسعار المواد الأساسية، من الأكل والكراء والكهرباء، باتت أعباء لا تطاق. وختمت حديثها بتعبير حزين بالقول: “من يتقاضى مليون سنتيم فقط، يمكنه التفكير في السفر، بينما نحن، الصبر هو خيارنا الوحيد. الحكومة عاجزة عن كبح جماح الأسعار، وتركنا نواجه الغلاء بمفردنا”.
وفي خضم ذلك، يبدو أن موسم الاصطياف لهذا العام سيكون، كالسابق، رفاهية قليلة من يستطيع تحقيقها من الأسر المغربية، التي تتقاسم بين أوجاع الغلاء وأمل محدود في تحقيق متعة قضاء العطلة الصيفية.
التعليقات مغلقة.