“سفير فوق العادة”، بعيون مساحة واسعة من مفكرين وباحثين ومبدعين داخل الوطن العربي وخارجه؛ وفضلا عن صورة هؤلاء، هو مؤرخ وأديب وكاتب وباحث أكاديمي عربي بتفرد تجربة وفسيفساء حياة، لِما كان عليه من إسهامات عدة، تقاسمتها إدارة وتشريعا ودفاعا وعلما وتأطيرا وبحث تأليف وكتابة، جمعت بين تاريخ وأدب وسياسة وغيرها.
ويسجل أنه رغم زخم ما تقلده الرجل من مناصب، وما قام به من مهام هنا وهناك داخل بلاده وخارجها، لم يكن لذلك أي تأثير على قناعاته ومواقفه ووعيه وتدافعاته وترافعاته، فكان بما كان من غنى مبادرة، وإبراز وصدى ونقاش وصور وعي وخصوصية عربية، ومن ثمة من ذات ممتدة وتعبير ومكانة في الثقافة والحضارة الانسانية.
هو من مواليد خمسينات القرن الماضي، رئيس “مؤسسة الإبداع للثقافة والآداب والفنون” و”مؤسس منتدى المثقف العربي”، ورئيس تحرير مجلة “المثقف العربي” ومجلة “تواصل الفصلية”.
وهو أيضا صاحب عشرين كتابا توزعت تيمته بين شعر وأدب وثقافة وسياسة وتاريخ؛ أستاذ محاضر بمؤسسات جامعية عدة داخل بلاده وخارجها، وعضو مؤسس لأزيد من عشرين مؤسسة ومنتدى وجمعية في ربوع الوطن العربي وخارجه، بإسهامات وأنشطة فكرية وأكاديمية وتفاعل ثقافي وزيارة لعشرات الدول.
وقد قال ذات يوم إن القلم والحبر والورق ومجالس الأسمار والاستماع للثقافة السماعية وادخار الكتب والمؤلفات، هو جامع العلوم الخالدة عبر الزمن، وإن المكتبة هي يَنبوع كل معرفة وثقافة منذ ألهم الله الإنسان بالقلم والحروف.
وُصف ب”صاحب علم صقيل وبيان أنيق وأدب رفيق وشعر رقيق”، وبكونه حفيد من حفدة الشاعر “أبي تمام”، ولعه من الشخصيات العربية والإسلامية المتميزة والمتفردة الصدى التي انفتح وعيها على قضايا الأمة العربية، والذود عنها في زمن عزّ فيه الرجال وانتكست فيه الهمم، وهو ما أعطى فيه الكثير، وأجزل العطاء ولا يزال مبدعا حاميا للفعل الإبداعي الرصين هنا وهناك وفي صمت.
ذلكم هو ضيف كلية الآداب والعلوم الانسانية “سايس فاس”، ومن خلالها ضيف جامعة “سيدي محمد بن عبد الله”، وضيف جماعة فاس الحضرية، شخصية هذه السنة الشاعر السفير اليمني المؤرخ والأديب العربي الكبير “الدكتور عبد الولي الشميري”، رئيس “مؤسسة الإبداع للثقافة والآداب والفنون” ورئيس “منتدى المثقف العربي” بالقاهرة.
ذلكم هو ضيف كلية الآداب والعلوم الانسانية “سايس” بفاس، ضمن حفل تكريم خاص له بعاصمة المغرب العلمية والروحية حيث عبق تاريخ وتراث وحضارة وقرويين وإنسانية إنسان.
وقد ارتأت له الجهات المنظمة احتفاء خاصا، من خلال برنامج بفقرات عدة ومتكاملة جامعة بين ثقافة حضن ودبلوماسية ثقافة ومسار صورة، بعيون باحثين ومثقفين ومبدعين فضلا عن أدب وأدباء وشعر وشعراء فاسيين شامخين.
احتفاء فاس بالمؤرخ والأديب “عبد الولي الشميري”، يؤثثه منتدى جامعة دبلوماسية وشعار وطن ومساحة صورة وشريط مسيرة طبعت حياة محتفى به، فضلا عن مؤسسات وإطارات جمعوية مدنية، وشخصيات وكلمات رمزية بالمناسبة، من قبيل كلمة كل من رئيس جامعة “سيدي محمد بن عبد الله”، وعمدة مدينة فاس، وسفير الجمهورية اليمنية بالمغرب، وعميد كلية الآداب والعلوم الانسانية “سايس فاس”، وعميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بالجامعة “الأورومتوسطية” بفاس، ورئيس “بيت الشعر” بالمغرب، وعدد من الأصوات والتجارب الشعرية الشامخة بفاس، فضلا عن مساحة تعبيرات فنية موسيقية مغربية أصيلة.
ولعل موعد فاس هذا الذي ستحتضنه قاعة الجماعة الحضرية “القاعة الكبرى”، يوم السبت 3 يونيو 2023، بقدر ما يحتفي بالسفير والمؤرخ والأديب العربي الكبير “عبد الولي الشميري” باعتباره شخصية السنة الثقافية، بقدر ما يدخل ويرتب ضمن تجليات دبلوماسية ثقافية موازية رافعة ومعززة لأواصر أخوة عربية، ومحبة وعلاقات ممتدة في الزمن، تلك التي هي غاية كل المغرب ملكا وشعبا.
وموعد فاس هذا، هو أيضا عرفان وتقدير وتثمين ووقوف وقراءة وفخر وتعريف بمنجز “الأستاذ عبد الولي الشميري” العلمي والأدبي والدبلوماسي، لفائدة الثقافة العربية، ومنها الثقافة المغربية، نظرا لِما كان له فيها من تتبع وحضور ومواقف وآراء، ولا يزال عبر عدد من أعماله الأدبية والفكرية، تعميقا لِما هناك من إرث تواصل وتفاعل وروابط وذاكرة “مغربية يمنية” منذ القدم، فضلا عما هو عليه من وعي عميق بتاريخ المغرب وحضارته.
ولا شك أن هذا وذاك من أعمال وأنشطة وإسهامات مثل هؤلاء الأدباء والمفكرين والمؤرخين والدبلوماسيين العرب، يفتح مساحات تفاعل رحبة واعدة وآفاق لفائدة باحثين ومبدعين ومثقفين “يمنيين ومغاربة” على حد سواء، لاستثمار ما هنالك من موارد زمن تاريخي مشترك وذاكرة “يمنية مغربية” وأرشيف رمزي، خدمة لقضايا وراهن ومستقبل الأمة والبلاد العربية والإسلامية وللعلاقات “المغربية اليمنية” الضاربة في القدم.
التعليقات مغلقة.