عرفت رحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس فاس، تقديم ومناقشة أطروحة جامعية لنيل شهادة الدكتوراه في علوم الإعلام والتواصل، قدمها الباحث الزميل الصحافي مصطفى قشنني في موضوع وسائل التواصل الاجتماعي وآليات تشكل الهوية الرقمية، دراسة ميدانية لمستخدمي الفايسبوك في المغرب.
وقد أشرف على هذه الأطروحة الجامعية، التي تمت مناقشتها، يومه 15 يوليوز الحالي، الدكتور المصطفى عمراني، أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، سايس فاس.
وقد تكونت لجنة المناقشة من كل منالدكتور محمد القاسمي، أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، سايس فاس، بصفته رئيسا، والدكتور إدريس الذهبي، أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، ظهر المهراز، بصفته مقررا، والدكتور يحيى عمارة، أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الأول بوجدة، بصفته مقررا.
وقد حاولت أطروحة الإعلامي مصطفى قشنني، كاتب فرع النقابة الوطنية للصحافة المغربية بجهة الشرق إشكالية، مقاربة موضوع تشكل الهوية وتحولاتها في البيئة الرقمية.
حيث اعتبر الباحث أن التحولات المتسارعة التي باتت تعرفها الهوية الفردية والجماعية في الواقع؛ وتشكلاتها المبهمة داخل البيئة الافتراضية، نتيجة الطفرات والتغيرات التي صارت ميزة هذا العصر المعلوماتي؛ حيث سلطان التقنية؛ وجبروت الصوت والصورة، قد غيرت من المحددات الأساس للهوية الواقعية، بل أعادت تشكيلها في المواقع وفق ضوابط جديدة؛ وآليات قلبت المفاهيم الكلاسيكية والنظريات المؤطرة للهوية في بعدها السوسيولوجي والأنثروبولوجي والفلسفي أيضا.
تجدر الإشارة إلى أن الرسالة الجامعية تضمنت فصلين، عالج فيها الطالب الباحث مصطفى قشنني الإطار النظري والتأصيل المفاهيمي للهوية والإعلام الجديد وفق مقاربة فلسفية وسوسيولوجية حدد فيها محددات الهوية الواقعية، وأسس الإعلام الجديد وأبعاده، وكذا جغرافية المجتمع الافتراضي.
وفي الفصل الثاني وقف الطالب الباحث عند تجاذبات العلاقة بين الهوية والإعلام الجديد في البيئة الافتراضية، حيث أبرز مجموعة من التمظهرات الحديثة للهوية الرقمية من قبيل التقمص والاغتراب الهوياتي، وكذا الهوية السائلة والهجانة وغيرها…
أما الباب الثاني فقد خصصه للدراسة الميدانية وفق دراسة استطلاعية لآليات تشكل الهوية الرقمية وتجلياتها لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بجهة الشرق: الفايس بوك أنموذجا.
في حين خصص الفصل الثاني لدراسة نقدية ورؤية استشرافية اقترح فيها الطالب آليات تحقيق مناعة هوياتية اتجاه الحتمية التكنولوجية من خلال الحتمية القيمية والتربية الإعلامية.
جدير بالذكر أن الزميل مصطفى قشنني أكد أن مشروعه البحثي ينفتح أيضا على عوالم جديدة مرتبطة بسياقات فكرية واجتماعية وسياسية أملتها العولمة الثقافية وصراع الحضارات والهيمنة الايديولوجية، وهي محددات ممتدة أيضا في الزمن في إطار صراع الوجود واثبات الذات، فكل هذه العوامل وغيرها تجعل من البحث في تغيرات الهوية مستمرا في ظل التداخل بين الواقع والافتراضي.
التعليقات مغلقة.