أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

فاس تتنفس سموم التلوث: الصراع المستمر بين التنمية والبيئة

بقلم الأستاذ محمد عيدني – فاس

تواجه مدينة فاس، بتاريخها العريق وتراثها الثقافي الغني، اليوم أزمة بيئية متفاقمة تهدد صحة سكانها ومستقبلها الحضري. فقد ارتفعت مستويات التلوث بشكل غير مسبوق، حيث تلوثت السماء بكميات هائلة من غازات العوادم والأتربة، نتيجة لانتشار وسائل النقل غير الملائمة والمعامل الصناعية التي لا تتفق مع المعايير البيئية.

هذا الوضع يثير مخاوف حقيقية على سلامة السكان، خاصة أن الآثار الصحية للتلوث باتت تظهر بشكل واضح، مع تزايد حالات الأمراض التنفسية والجلدية بين الفئات العمرية المختلفة.وفي ظل تدهور منظومة جمع النفايات وتراكمها في العديد من الأحياء، زادت الحالة سوءا، مما أدى إلى انتشار الروائح الكريهة وتكاثر الحشرات، الأمر الذي يعكس فشلا واضحا في إدارة النفايات بشكل مستدام.

المؤتمرون والخبراء يناشدون الجهات المختصة بوضع خطة عاجلة وشاملة تستهدف تحسين الوضع البيئي، من خلال وضع قوانين أكثر صرامة، وتعزيز الوعي العام بأهمية حماية البيئة، باعتبارها مسؤولية مشتركة، لضمان مستقبل نظيف وصحي يعكس عراقة المدينة وجمال تراثها. إن استمرار الحال على ما هو عليه يهدد ليس فقط حاضر المدينة، ولكن أيضا تراثها الذي يربط بين ماضيها العريق ومستقبل أجيالها القادمة، وهو ما يتطلب تضافر الجهود بسرعة وفعالية للمواجهة.

التعليقات مغلقة.