فاغنر والغرب وأوكرانيا والمؤامرة الكبرى ضد موسكو
محمد حميمداني
تتابع تطورات الأحداث في روسيا تكشف عن مؤامرة كبرى تستهدف موسكو وتبقى “فاغنر” مجرد أداة من أدوات تدمير الدولة الروسية، لقلب التوازنات الدولية التي اختلت لصالح الأمم والشعوب ومحاولة فرض القطبية الواحدة من جديد والسيطرة على العالم، الأمر لم يعد حبيس المكاتب والأماكن المغلقة فتطورات الاحداث وتحول “فاغنر” لمقاتلة روسيا، وخروج الاستخبارات الأميركية مؤكدة أنها كانت تراقب الوضع منذ نحو 6 أشهر، وفق ما كشف موقع “سي إن إن” يعكس الضلوع الغربي وعلى الخصوص الأمريكي فيما يجري.
الولايات المتحدة الأمريكية حاولت تحويل المؤامرة إلى “صراع داخلي” لكن الوقائع على الأرض مند إشعال الحرب الروسية الأوكرانية والسخاء المادي والعسكري للإضرار بروسيا يؤكد أن الغرب حاضر من خلال “فاغنر”، والأمريكيون يتحدثون عن اكتشاف الوضع منذ يناير الماضي.
وأكدت الولايات المتحدث حضورها الاستخباراتي في الأزمة القائمة ولو أنها حصرتها في جانبي المراقبة وجمع “المعلومات الاستخباراتية عن كثب”.
موسكو تحذر الغرب من عواقب التدخل
موسكو وعت الدرس/المؤامرة حيث حذرت،السبت، عبر الناطقة الرسمية باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الغرب من أيّ محاولة لاستغلال الوضع لتحقيق أهدافه المعادية لروسيا، مؤكّدة أنّ التمردّ لن يمنعها من “تحقيق أهدافها”.
وفي هذا السياق، قالت وزارة الخارجية الروسية من خلال بيان أصدرته “نحذّر الغرب من أيّ محاولة لاستغلال الوضع الداخلي في روسيا لتحقيق أهدافها المعادية لروسيا” مضيفة أن “مثل هكذا محاولات ستفشل”، ومشدّدة في الوقت نفسه على أنّ “كلّ أهداف العملية العسكرية الخاصة (في أوكرانيا) ستتحقّق”.
وهكذا تتبدى خيوط تحولات جد استراتيجية بعدما تحولت “فاغنر” من مجموعة مقاتلة تحت العلم الروسي في أوكرانيا إلى مجموعة تحارب موسكو.
الرئيس الروسي الذي استشعر عمق الوضع وخطورته ارتباط بالمحيط المعادي لروسيا الاتحادية اعطى أوامره بسحق “فاغنر”.
“كييف” الطرف المرتبط بالأزمة تحاول استغلال تمرد يفغيني بريغوجين، والتصعيد في اتجاه “باخموت”، هذا الأخير رفض الاستسلام، والولايات المتحدة إحدى الدول التي لها مصلحة في دفع “فاغنر” للتمرد على موسكو تراقب الأحداث، حيث قال البيت الأبيض “نراقب الوضع في روسيا وتم إطلاع بايدن على تحركات فاغنر ضد روسيا”.
بريطانيا كما فرنسا تراقبان الوضع، فلندن، عبر وزارة الدفاع البريطانية قالت إن “ولاء القوات الروسية خاصة الحرس الوطني هو ما سيحسم شكل الصراع”، وباريس تتابع أيضا ما يحدث، حيث قال القصر الرئاسي في فرنسا إن الرئيس إيمانويل ماكرون يتابع الوضع في روسيا عن كثب.
وارسو أيضا تسير على نفس النهج، حيث قال الرئيس البولندي، أندريه دودا، اليوم السبت، إنه أجرى مشاورات مع رئيس الوزراء ووزارة الدفاع حول الموقف في روسيا، مضيفا أن وارسو تراقب الموقف، فيما برلين، وعبر المتحدث باسم المكتب الإعلامي للحكومة الألمانية، الذي قال، اليوم السبت، إن حكومة المستشار الألماني، أولاف شولتس، تراقب الوضع في روسيا عن كثب، مضيفا نحن “نراقب الأحداث في روسيا عن كثب”.
في واشنطن أكبر المعنيين بما يحدث تم عقد اجتماعات مفتوحة لـوزير الدفاع ورؤساء الأركان لمتابعة التطورات الحاصلة، حيث قال المتحدث باسم البنتاغون، الجنرال باتريك رايدر: “وزير الدفاع لويد أوستن وطاقمه يراقبون الأزمة في روسيا، وسيستمرون في إطلاعهم على أي تطورات مهمة”.
وأضاف: “لم يتضح على الفور كيف سيتم استشارة الحلفاء والشركاء، لكن من المحتمل جدا أن تبدأ الاستشارات”.
بريطانيا من جهتها ستعقد حكومتها، خلال الساعات المقبلة، “اجتماع كوبرا” برآسة وزير الخارجية، جيمس كليفرلي، لمناقشة الوضع المتطور في روسيا.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث عن “ضعف روسيا” رابطا الأحداث بما يحدث في أوكرانيا.
في الجهة المقابلة، تلقى الرئيس فلاديمير بوتين التأييد والمساندة من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان في مواجهة التمرد المسلح الذي أطلقته مجموعة فاغنر ضد القيادة العسكرية الروسية.
التعليقات مغلقة.