أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

مع استمرار الهجمة على المصالح ساكنة فجيج ترفع التحدي وتشق عصا الدفاع عن الحق

تعيش مدينة فجيج حالة من الغليان ساهم في تصعيده غياب أية استراتيجية للإنصات للمطالب وإيجاد حلول لها. علما أن المشاكل لا تتوقف إلا لتتفجر من جديد. فبعد مشكل المياه الذي أرخى بظلالها على المنطقة. طفت على السطح مشاكل الصحة وإقبار مشروع صحي كانت الساكنة تنتظره. لتتفاجأ لاحقا بتصريح الوزير المعني. ناقلا عبره بشرى إقبار هذا المشروع. ومقدما في ذلك مبررات لا قيمة مادية لها. بدعوى رفض العنصر البشري العمل بالمنطقة. فضلا عن مشاكل أخرى.

 

 

 

وهي مشاكل خلقت لحمة رافضة ومواجهة لهاته الاستهدافات. ومعبرة في الوقت نفسه عن إصرارها على التشبث بالحق والدفاع عنه في إطار الوحدة المجتمعية. وطلب حوار جدي لإيجاد حلول واقعية لمطالبها.

وهكذا وبعد فض الاعتصام المركزي الذي سبق أن تم تنظيمه قبالة بلدية المدينة. انتقل الفعل النضالي لمستوى تنظيم مجموعة من الحركات الاحتجاجية المتنقلة مكانيا. سرعان ما توسعت على المستوى الكمي. معبرة عن وحدة المطالب ضد كل الاستهدافات القاتلة للتنمية. 

هاته المشاكل اخرجت نساء فجيج بالجنوب الشرقي من المملكة المغربية في وقفات احتجاجية مطالبة بوقف تحويل مياه الواحة المستعملة من قبل الساكنة. والتي تعتبر مصدرا رئيسي للحياة في المنطقة لمجموعة الشرق للتوزيع.

وكانت السلطات قد قررت، في وقت سابق، منح صلاحية تذبير مياه واحة فجيج لشركة الشرق للتوزيع. وهو ما تعتبره الساكنة خطوة لإلحاق الضرر بمصالحها المباشرة. اعتبارا لأهمية المياه في حياة ساكنة الواحة وأثرها على العديد من الأسر.

المعاناة لم تتوقف عند هذا الحد بل تعدته لخروج وزير الصحة، خالد آيت الطالب، ليبشر الساكنة بتحويل مشروع مستشفى القرب المقام بالمدينة. ومنح تدبيره لإحدى الجمعيات. وهي الخطوة التي اعتبرتها الساكنة لا تعكس السياسات العمومية المنتهجة في إطار الدولة الاجتماعية. علما أن المنطقة تعاني من خصاص في المجال الصحي.

تأتي هاته الخطوة لتزيد الطينة بلة وتوسع دائرة الاحتقان. علما أن الساكنة كانت تنتظر المشروع لنفعه العام. بل أن وزير الصحة قدم تبريرات لا صلة لها بأرض الواقع. معللا القرار برفض الأطر الصحية العمل في المنطقة. دون أن يتم إغفال قيام الوزارة بتنقيل أطباء نحو وجهات أخرى. وترك الساكنة مع المعاناة من الأمراض والنقص الحاد في الخدمات الصحية.

وضع أجبر الساكنة على الانتقال لمناطق بعيدة لتلقي العلاج. بما يعنيه كل ذلك من مضاعفة التكاليف المترتبة ومعاناة الساكنة في نفس الوقت.

وقفات احتجاجية متحركة شاركت فيها نساء المنطقة وبعض الرجال حملت شعارات تطالب بوقف التعدي على مياة الواحة. وإيجاد حلول جذرية لمشكلة نقص الخدمات الصحية في المدينة. التي تعتبر حقاً أساسياً للعيش الكريم وضمان سلامة وصحة المجتمع. وإتمام فتح مستشفى القرب المقبور.

السلطات وبدل الإصغاء لمطالب الساكنة وإيجاد حلول واقعية لها. تحقيقا للعدالة والتنمية المستدامة في المنطقة.  قررت ركوب موج المقاربة الأمنية. وفي آخر الأنباء المتواثرة من المنطقة فقد تم استقدام تعزيزات أمنية.

فيما الساكنة وضمنهن النساء قررن عبر هاته الوقفات الاحتجاجية مواجهة ما يسمونه ب “الظلم والظروف الصعبة التي يعيشونها”. مؤكدين الإصرار على حماية حقوقهم وضمان حياة كريمة لهم ولعائلاتهم.

وقفة اليوم الجمعة عنونها المحتجون  ب”تعبئة الجمعة”. والتي ستشكل مقدمة لسلسة وقفات تعبوية مؤطرة لمعركة مركزية لاحقة سيخوضها المجتجون دفاعا عن الواحة. والحق في المياه والصحة وتقريب الإدارة من المواطن الفيجيجي. وهي معارك تعبر عن تمسك الساكنة بحقوقها وعزمها الدفاع عنها في إطار برنامج تصعيدي لاحق.

التعليقات مغلقة.