أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

فرقة مسرح الأفق بتطوان تستعد لعرض مسرحيتها “أوبريت بائعة الكبريت”

جريدة أصوات : مكتب تطوان 

جريدة أصوات : مكتب تطوان 

تستأنف فرقة مسرح الأفق بتطوان تقديم عرضها المسرحي الجديد الموجه للطفل بعنوان “أوبرا بائعة الكبريت” من تأليف الكاتب الدنماركي “هانز كريستيان أندرسون” وإخراج الفنان “طارق الشاط”، و الذي يندرج في إطار برنامج العروض المسرحية بعدد من دور المسارح والمراكز الثقافية بدءا من مدن جهة طنجة تطوان الحسيمة ثم إلى مختلف مدن وجهات المملكة.

 

وقال الممثل المسرحي “عبد السلام الصحراوي”، في تصريح خص به جريدة “أصوات” :

إن هذه الجولة تأتي بعد النجاح الباهر الذي حققه العرض الأول في أواخر فبراير من سنة 2020 بمسرح “لالة عائشة” بالمضيق، والذي كان بمثابة الانطلاقة نحو جولة محلية وجهة ووطنية بعدد من مدن المملكة لإيصال الرسالة السامية التي يحملها العرض وصوت حماية الطفولة لكل أطفال الوطن وللمؤسسات المهتمة برعاية الأطفال والمنظمات الحقوقية والسياسية. 

وأوضح المصدر ذاته، أن جائحة كورونا شكلت مانعا لاستمرارة الجولة المسرحية  بعدما توقفت كل الأنشطة الفنية والثقافية نتيجة تفشي الوباء الذي شكل مانعا، مضيفا:
“إننا اليوم كفرقة، عازمون على ركوب أمواج المغامرة ومواصلة برنامجنا الصعب وإيصال رسالتنا إلى أبعد نقطة رفقة عدد من الشركاء والمساهمين والغيورين”. 
وضرب للأطفال والمتتبعين موعدا مع عرض ممتع يوم الأحد 28 نونبر 2021 بالمركز الثقافي بتطوان صباحا ومساء، إلى جانب عرض آخر يوم الأحد 19 دجنبر 2021 بمسرح سينما “اسبانيول” بتطوان صباحا ومساء.

 

من جهة أخرى، اعتبر مخرج العرض المسرحي الفنان “طارق الشاط”، أن مسرحية “أوبرا بائعة الكبريت” تعد تجربة جديدة وفريدة في مساره الفني مع الفرقة لكونها أول عمل مسرحي يخرج في مجال الطفل، وهو يضاف إلى قائمة رصيد تجاربه المتراكمة المتنوعة كمخرج لعدد من المسرحيات أهمها  : بيك نيك، كوجيطوو، ستيكاج، غيرة المخدوع، قصة حديقة الحيوان .

 

وحول هذا العرض المسرحي  قال “الشاط” :
إنه أطلق عليه اسم “أوبرا بائعة الكبريت” في إشارة قوية منه إلى عوالم الأوبرا وإلى رغبته في توظيف تقنيات الاحتفال والمرح والغناء في مأساة القصة المشهورة بائعة الكبريت كما في مسرحية أوبرا القروش الثلاثة للمؤلف الألماني برتولد بريخت ذات شخوص تتشابه من حيث الهشاشة والفقر والحرمان، وزاد بالقول ” اعتمدت كذلك أسلوب التغريب من خلال التسلية والمتعة والغناء والتوجيه في إيصال مأساة القصة”. 

وأشار المخرج طارق الشاط إلى أن مسرحية أبرا بائعة الكبريت هي قصة مسرح داخل المسرح، مؤكدا أنه أراد أن يدخل المشاهد في نوستالجيا عالم المسرح الجوال بين القرى والمدن مستحضرل زمنا كانت فيه الفرق الجوالة تقدم قصصا من التراث الشعبي المغربي القديم من خلال الحلقة والبساط والحكايات الشعبية، مع الربط بالتراث العالمي القديم كما في كوميديا دي لارتي او كوميديا الارتجال الجوال بأوروبا،  لكون فضاء “الفرقة الجوالة” الذي اختير لعرض المواقف وأحداث العرض المسرحي يعد فضاء غنيا وممتعا ومفتوحا على كل فنون السرك والرقص والغناء والارتجال والتواصل المباشر وغير المباشر مع المشاهد، والانتقال بين الأحداث، وحركات الدخول والخروج، لإعطاء بعد آخر للقصة الأصلية بعنوان بائعة الكبريت دون إغفال البعد الدرامي للقصة.

 

وتابع المتحدث ذاته أن طاقم الفني والتقني المشارك في العرض المسرحي شجعه أكثر على ركوب هذه المغامرة نظرا للطاقة الحيوية والنشيطة التي يتصف بها الممثلون وهم الفنان الكبير عبد السلام الصحراوي ونجيب عبو وريما غزونة وندى غزولة وفاتن بنعبد الوهاب، بالاضافة إلى التقنيين الفنان انوار اهريكاس ومصمم السيوغرافيا الفنان هشام عبو، وفي التنسيق النشيط محمد العاقل، مشيدا بما يتمتعون به من تجربة طويلة ومن طاقات فكرية وإبداعية وحيوية وأصوات غنائية مختلفة بالإضافة إلى التنوع في الأصوات والبنيات الجسدية، وإيمانهم وتبنيهم الفكرة والتجربة وتضافر جهودهم في إخراج ثمرة العمل الجماعي بشكل أكثر قوة ونضجا.  

 

وعن موضوع العرض المسرحي  قال: إن العرض عبارة عن عالم من الموسيقى والغناء والرقص والحماس وكذا التعبير والتأمل، إنه قصة مسرحية وسط مسرحية، تطرح مواقفا وقضايا تروم حماية الطفولة عن طريق مناهضة العنف ضد الطفل وتندد بانتهاكات لمختلف حقوق الطفل من التعذيب والإهمال والاستغلال الاقتصادي والثقافي والنفسي والجسدي … وتدعو مقابل ذلك إلى الحب والدفء الاجتماعي أفرادا وجماعات ومؤسسات كبديل خاصة تجاه الفئات الهاشة والمحرومة … بالإضافة إلى عدة رسائل وتأثيرات أخرى في محيط التعامل مع الطفل والمراهقين بصفة عامة …

 

وأضاف أن  العرض عبارة عن فصلين مسرحيين، يطرح كل منهما معادلة ومفارقة تكشف للمتلقي باب المقارنة والتأمل بين قصتين، قصة شخوص الفرقة الجوالة الذين يعيشون الدفء والسعادة والمرح واللحمة الواحدة فيعوض ذلك حرمانهم الأسري، بينما في القصة الثانية (قصة بائعة الكبريت المشهورة) العكس تماما ينعدم الدفء ويطغى الحرمان والقسوة والاستغلال في مجتمع/شخوص يعيش معاناة حياة/موت طفلة بائعة الكبريت باعتبارها مثالا للعديد من الأطفال والفئات المحرومة في المجتمع وخاصة الفئات الهاشة والأيتام. 
وكخلاصة حول رسالة العرض، يستطرد الشاط، فإن الحرمان يقوم في أي مكان ومع من كان، قريب وبعيد، قليل وكثير، بينما الحب والعناية والرعاية والحاجة للحب أولا وثانيا وثالثا يمكن أن يتجاوز كل الحدود والظروف ويتخطى كل الصعاب.    

 

من جانبه أكد كل من الفنان الممثل نجيب عبو، و السينوغراف الفنان هشام عبو،  وهما من أعمدة فرقة مسرح الأفق، أن إخراج هذا العمل للوجود ومتطلباته الكبيرة من ديكور وملابس واكسسورات … لم يكن سهلا، باعتباره انتاجا ذاتيا من مال الأعضاء الغيورين بالفرقة في غياب أي دعم انتاج خارجي. مشددين على أنهم عازمين على المضي في ترويج هذا العمل في العديد  المناسبات والتظاهرات بدور المسارح والمراكز الثقافية والمؤسسات، وإيصاله الى ابعد نقطة. وفتح دعوة إلى المهتمين والثقافيين والمؤسسات السياسية والمنظمات الحقوقية للمساهمة في  دعم هذا العمل  ولم يفتهما أن يتقدما بالشكر لكل المساهمين والشركاء والداعمين الإعلاميين للعرض من بينهم المديرية الإقليمية للثقافة بتطوان، المركز الثقافي بتطوان، محلات بريميرو 1، حلويات دالاس، مقهى حلويات باندي، افريقيا للألعاب، قهوة مكسيك. شركة شمال آرت للإنتاج .

التعليقات مغلقة.