فرنسا تثمن جهود سلطات جهة العيون في الحد من الهجرة غير الشرعية وتعزيز التعاون مع إسبانيا
جريدة أصوات
شهدت الأونة الأخيرة تصاعدًا في الحملات والمنجزات التي تقوم بها سلطات جهة العيون الساقية الحمراء بهدف تقليل تدفقات المهاجرين غير الشرعيين إلى جزر الكناري، وذلك بالتنسيق مع السلطات الإسبانية. وفي تقرير حديث نشرته إذاعة فرنسا الدولية، أشادت فرنسا بالجهود المبذولة على مدار العامين الماضيين، معتبرة إياها نموذجًا للنجاح في مواجهة تحديات ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي باتت تمثل أزمة إنسانية واستراتيجية على مستوى المنطقة.
السياق والأهمية
تعتبر جهة العيون الساقية الحمراء من المناطق الرئيسية التي ينطلق منها المهاجرون غير الشرعيين، خاصة من دول أفريقيا جنوب الصحراء، بالإضافة إلى دول أخرى بعيدة مثل سوريا وباكستان. وتعد المنطقة بمثابة نقطة انطلاق حيوية للقوارب التي تمر عبر ساحل المحيط الأطلسي، مع توفير الظروف التي تسمح بعبور الملايين نحو جزر الكناري، التي تعتبر بوابة أوروبا الجنوبية.
لكن التحديات التي تفرضها هذه الظاهرة، لا تقتصر على الأرقام المتزايدة للمهاجرين الذين يفقد بعضهم حياتهم خلال الرحلة، بل تتجاوز ذلك إلى المخاطر الإنسانية، والآثار الاجتماعية والأمنية التي تؤثر على المنطقة بشكل مباشر.
جهود السلطات وأبرز الإنجازات
إلى جانب العمليات الأمنية والرقابية المكثفة التي تنفذها السلطات المغربية، شهدت المنطقة تحسينات في آليات التعاون مع إسبانيا والاتحاد الأوروبي، من خلال برامج مشتركة وأجهزة مراقبة حديثة، بهدف إحباط محاولات تسلل المهاجرين، وتقليل أعدادهم المتجهة نحو الشواطئ الإسبانية.
وفي عام 2024، أظهرت التقارير أن أكثر من 46 ألف مهاجر غير شرعي وصلوا إلى جزر الكناري، وهو رقم قياسي يعكس حجم الظاهرة، إلا أن جهود السلطات في العيون، خاصة عمليات الصد والرقابة، تزامنت مع تراجع نسب تلك العمليات بشكل ملحوظ، ما يدل على نجاح كبير في الحد من تدفق المهاجرين، رغم استمرار وجود التحديات.
من جهة أخرى، سمحت السلطات المحلية مؤخرًا بتسلل حوالي 6000 مهاجر إلى مدينة العيون، حيث تمكنوا من الاستقرار مؤقتًا، لكن عمليات المراقبة والتصدي لا تزال مستمرة، مع تأكيد على أن التعاون مع الشركاء الإسبان ساهم في إحباط العديد من محاولات تسلل واسعة النطاق.
الأبعاد الإنسانية والحد من الكوارث
تُعد الظروف الإنسانية من أبرز المعايير التي تحرص عليها السلطات، حيث أشار التقرير إلى أن أكثر من 10400 شخص فقدوا حياتهم في مسيرات العبور خلال العام 2024، بينهم حوالي ألف شخص مغربي. ولا يخفى على الجميع أن الصور والمشاهد المؤلمة لضحايا الغرق أو الموت على الشواطئ تظل ماثلة في أذهان الرأي العام، وهي تذكر بمخاطر الظاهرة واستمرار الحاجة إلى حلول علمية وإنسانية مستدامة.
يُنظر إلى الجهود التي تبذلها سلطات العيون الساقية الحمراء، خاصة عبر التنسيق مع إسبانيا، على أنها خطوة مهمة نحو الحد من مظاهر ظاهرة الهجرة غير الشرعية. إذ تزيح تلك الجهود، التي تتسم بالصرامة والتنسيق، الغطاء عن واقع معقد يتطلب مقاربة متعددة الأوجه، مع التركيز على التعاون الأمني والإنساني، للحد من الكوارث، وتوفير بيئة أكثر استقرارًا للمنطقة ولمجتمعاتها.
وفي النهاية، تُبدي فرنسا إعجابها بالتعاون المستمر، وتؤكد على ضرورة مضاعفة الجهود لتحقيق نتائج أكثر فعالية، لضمان أمن واستقرار المنطقة، ومنع تكرار الكوارث الإنسانية، مع مراعاة حقوق الإنسانية وكرامتها
التعليقات مغلقة.