فرنسا تسحب قواتها من تشاد
أصوات
سحبت فرنسا قواتها العسكرية من تشاد، يوم الثلاثاء الماضي ، حيث غادرت طائرتين مقاتلتين من طراز “ميراج” من العاصمة نجامينا، بعد أسبوعين من إعلان تشاد إنهاء اتفاقية التعاون الدفاعي مع باريس، بحسب مجلة “نيوزويك” الأمريكية.
وغادرت طائرات ميراج 2000-دي، وهي جزء أساسي من الوجود العسكري الفرنسي في تشاد، إلى نانسي بفرنسا، بعد حفل وداع شارك فيه مسؤولون عسكريون تشاديون.
وقال المتحدث العسكري الفرنسي العقيد غيوم فيرنيه، إن المفاوضات مع حكومة تشاد مستمرة لتحديد الجدول الزمني واللوجستي لانسحاب الألف جندي الفرنسي المتبقين في البلاد، وفق المجلة الأمريكية.
وقال وزير الخارجية التشادي عبدالرحمن كلام الله، إن القوات البرية الفرنسية ستنسحب تدريجيًا، خلال الأسابيع المقبلة.
وتأتي هذه الخطوة في أعقاب إنهاء تشاد لاتفاقية التعاون الدفاعي مع باريس، الشهر الماضي. وأكدت تشاد أن قرار إنهاء الاتفاق الدفاعي لا يقلل من العلاقات التاريخية مع فرنسا، وأنها تسعى إلى الحفاظ على التعاون في القطاعات غير الدفاعية.
وقرر رئيس تشاد محمد إدريس ديبي، الشهر الماضي، إلغاء اتفاق التعاون الدفاعي بين بلاده وفرنسا، مبررًا تلك الخطوة بأن الاتفاق “عفا عليه الزمن”.
وقال ديبي، إن الاتفاق لم يعد يتماشى مع احتياجات تشاد الأمنية أو الجيوسياسية، مضيفًا أنه “يأتي هذا الانسحاب من الاتفاق في إطار إرادتنا لبناء جيش تشادي أكثر استقلالية وأكثر التزامًا وأكثر مسؤولية في الدفاع عن الوطن”.
وقد يجبر قرار ديبي كل القوات الفرنسية على الرحيل بعد أن ظلت متمركزة هناك لأكثر من 6 عقود منذ استقلال تشاد.
وتتصدى تشاد لجماعات إرهابية منذ أكثر من عقد، ولم ينجح الدعم المقدم من القوات الفرنسية والأمريكية في تحقيق الاستقرار. وقال “ديبي” إن الاتفاق لم تكن له قيمة عسكرية كبيرة للبلاد، وسط تحديات مختلفة، منها الهجمات الإرهابية، بحسب تقرير المجلة.
وينهي رحيل فرنسا من تشاد عقودًا من الوجود العسكري الفرنسي في منطقة الساحل وينهي العمليات العسكرية الفرنسية المباشرة ضد المسلحين هناك.
وسبق أن انسحبت فرنسا من دول الساحل الإفريقي مالي وبوركينا فاسو والنيجر، وسط مزاج شعبي مستنفر ضد باريس التي فشلت في إظهار دورها في مكافحة الإرهاب بالمنطقة. واتهمت العديد من الحكومات الإفريقية والمدنيين فرنسا بالفشل في تحقيق مكاسب أمنية ذات مغزى مع الحفاظ على وجود استعماري جديد، وفق ما ذكرت مجلة “نيوزويك” الأمريكية.
ولعبت تشاد دورًا بارزًا في مكافحة الجماعات الإرهابية والمتطرفة، مثل بوكو حرام وتنظيمات داعش والقاعدة الإرهابية. وكان الوجود الفرنسي في تشاد جزءًا من عملية “برخان”، وهي مبادرة واسعة النطاق لمكافحة الإرهاب أطلقت عام 2014، لتحقيق الاستقرار في منطقة الساحل الإفريقي.
وأعلنت فرنسا، مارس الماضي، أنها ستحتفظ بقواتها في تشاد على الرغم من سحبها لأخرى من دول بإفريقيا. وقال جان ماري بوكل، مبعوث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إفريقيا والمكلف ببحث الانتشار العسكري الفرنسي الجديد في القارة، إن باريس ستبقي على قواتها البالغ قوامها قرابة 1000 جندي في تشاد.
التعليقات مغلقة.