أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

فروع “الميزان” بفاس بين الحل و صراع القيادات الاستقلالية 

محمد حميمداني

 عصفت خلافات حادة شهدها حزب الاستقلال ، فرع فاس ، بوضعه التنظيمي ، بعدما قررت قيادة الحزب حل جميع فروعه و تنظيماته بعمالة فاس ، و إخضاع جميع مهام التدبير الحزبي المحلي لإجراءات تنظيمية مؤقتة تشرف عليها اللجنة التنفيذية بشكل مباشر بما في ذلك التزكيات الحزبية للانتخابات المحلية و الجهوية و الغرف المهنية ، إلى حين إعادة هيكلة هاته التنظيمات الحزبية .

 جاء ذلك من خلال بلاغ أصدرته اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال ، اليوم السبت ، وقف على الوضع التنظيمي لفروع الحزب بفاس و ما يشوبه من “توتر و صراع دائمين بين الأجهزة و القواعد ، و بعد استنفاد العديد من المحاولات التي قامت بها قيادة الحزب منذ المؤتمر السابع عشر من أجل المصالحة ورأب الصدع، والتي لم تنجح بفعل تعنت الأطراف المعنية” ، وفق ما ورد في البلاغ .

 وضع دفع قيادة الحزب إلى إصدار قرار قضى ب “حل” جميع فروع الحزب بفاس و “حصر” الترشيحات للاستحقاقات النيابية المقبلة بيد اللجنة التنفيذية .

 صراعات طفت إلى السطح مباشرة بعد عودة “حميد شباط” الأمين العام السابق للحزب إلى فاس و إعلانه عن نيته الترشح للاستحقاقات المقبلة باسم حزب “الميزان” ، الشيء الذي لم يرق للبعض ، مما جعل أغلب المحللين يرون أن قرار حل تنظيمات “الميزان” بفاس تندرج في سياق قطع الطريق على ترشيح “شباط” لهاته الاستحقاقات .

 و كان “حميد شباط” قد أعلن في وقت سابق عن تمسكه بالترشح للاستحقاقات النيابية المقبلة ، معتبرا أن القرار يعود لقواعد الحزب ، و ليس للقيادة ، في تحد واضح لمواقفها ، حيث قال بأنه يرفض فرض مرشحين من “فوق” و أن القرار هو في الأول و الأخير يرجع للقواعد الحزبية في تحد ل “فيتو” اللجنة التنفيذية للحزب .

 و للإشارة فاللجنة التنفيذية لحزب “الميزان” كانت قد اتهمت “شباط” بما أسمته “خلق تنظيمات موازية” ، و بأنه المسؤول عما أسمته “الوضع الكارثي” الذي يعيشه الحزب بفاس ، في إشارة إلى خرجات “شباط” الأخيرة بفاس و تصريحه بقيادة الحزب للإطاحة ب “ادريس الأزمي” العمدة الحالي عن حزب “المصباح” .

 و يبدو أن الوضع التنظيمي داخل حزب الاستقلال مرشح للمزيد من التصعيد في القادم من الأيام ، و لن يبقى حبيس فاس  بل سيتعداه لمجموع من القلاع “الاستقلالية” ، خاصة و أن حرب “التزكيات” قد بدأت و تعد بسخونة مشهد “استقلالي” قادم ، و ربما أن قيادة الحزب استشعرت الخطر القادم من “حميد شباط” فقررت قطع الطريق عليه و على أنصاره في حرب استباقية للدفاع عن المصالح لإخوان البارحة أعداء اليوم .

التعليقات مغلقة.