فساد قناة العرايشي و انتظار تدخل المجلس الأعلى للحسابات لفك هذا اللغز ( الحلقة 5: صفقتان ضخمتان في طلب عروض واحد)
بقلم الدكتور أحمد الدافري
لازال الخبير في الإعلام والتواصل وعضو لجنة انتقاء برامج تلفزيون العرايشي الدكتور أحمد الدافري يواصل فضح الفساد المستشري بالقناة الأولى وذلك بعرضه لأدلة قاطعة مرفوقة بأرقام صحيحة لملايير صرفت من أجل إنتاج أعمال تلفزية يغلب عليها طابع النسخ واللصق ورداءة المنتوج الذي يتم توجيهه للمتفرج المغربي دون احترام لوعيه و خصوصية تربيته التي اتسمت بالمحافظة على القيم والأخلاق التي ورثها عن الأجداد لقرون خلت، ومن أجل هذا و ذاك يعرض الأستاذ الدافري كشوفاته للرأي العام كي يتدخل شرفاء هذا البلد والجهات المختصة للحد من هذه الممارسات التي أضحت تشوه سمعة بلدنا عن طريق تبذير المال العام بينهم والضحك على الذقون وكأننا في غابة بدون حارس، وتناسوا أن لهذه الدولة مؤسسات لها هبتها الخاصة و التي تسهر على حمايته من المفسدين سيرا على نهج وخطى ملك البلاد محمد السادس نصره الله، وإليكم أهم التفاصيل التي عرّت واقع تلفزيون العرايشي الذي فاحت رائحته للعيان.
أواصل اليوم من خلال هذا الكشف الخامس الحديث عن عدد من الاختلالات والتجاوزات التي يشهدها الإنتاج التلفزي في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، انطلاقا من عدد من الوقائع التي أنتظر أن يقوم المجلس الأعلى للحسابات بالبت فيها وبطلب استفسارات حولها، وإلا فلا مجال للحديث لا عن حسابات ولا عن محاسبة ولا هم يحزنون… وهي اختلالات وتجاوزات موثقة بالمستندات..
في طلب العروض رقم 1 لسنة 2018، الخاص بإنتاجات شبكة البرامج وبرامج رمضان 2019، تقدمت الشركة المعلومة التي تحدثت عنها في الكشف 2 والكشف 3 للمنافسة على صفقة إنتاج مسلسل ميزانيته مليار و80 مليون سنتيم، وفازت به. وهذه الشركة المتعودة على الفوز بصفقات إنتاج مسلسلات بهذه الميزانية، فازت في طلب العروض هذا ذاته، بصفقة إنتاج مسلسل ثان، أي في الوقت نفسه، ميزانيته هي مليار و314 مليون سنتيم. يعني أنها فازت بصفقتين اثنتين في طلب عروض واحد، المبلغ المخصص لهما هو ملياران و394 مليون. والغريب هو أن قانون صفقات طلب العروض هذا يشير إلى أن كل مسلسل يجب إنجازه في مدة 6 أشهر. بمعنى أن المسلسلين معا ينبغي أن يتم إنجاز الحلقات الثلاثين لكل واحد منهما وتقديم الحلقات الستين لمديرية الإنتاج في أجل هو ستة أشهر.. وهذا أمر مستحيل في المغرب. والدليل على ذلك، أن المسلسل الذي تبلغ ميزانيته مليار و314 مليون مازلنا لا نعرف مآله. أما المسلسل الذي ميزانيته مليار و80 مليون سنتيم فيقال بأنه سيتم بثه في القناة الأولى في رمضان 2020.
هذا المسلسل الأخير، كل من اطلع على مشروعه المكتوب، سيلاحظ بأن ملفه رديء جدا من حيث الشكل، وهو الأمر الذي اعتذر عنه صاحبا الشركة بعد ان طالبتهما واحدة من الأعضاء الداخليين بأن يهتما بالملفات التي يتقدمان بها في طلبات العروض ويجتهدا أكثر على مستوى الشكل.. أما على مستوى المضمون، فإن الحلقات الثلاث الأولى من السيناريو التي ينص القانون على أن تكون ضمن الملف التقني والفني للمشروع، فإن الحلقة الأولى منها تتكون من 16 مشهدا، والحلقة الثانية تتكون من 17 مشهدا، والحلقة الثالثة تتكون من 18 مشهدا.. وكل خبير في مجال كتابة السيناريو، أو في مجال الإخراج أو الإنتاج أو المونطاج، إن أعطيته أي حلقة من هذه الحلقات الثلاث، وطلبت منه استعمال الكرونومتر، لا يمكن أن يصنع منها حلقة مدتها ثلاثين دقيقة وفق ما هو مطلوب في الصفقة. بمعنى ان هذه الحلقات غير تامة..
وللإشارة، فإن هذا المسلسل الأخير، شاركت في كتابته شقيقة السيدة مديرة مديرية البرمجة بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة التي سبق لها أن كانت واحدة من أعضاء لجنة انتقاء المشاريع.
وهذا ما كان
(يُتبع)
التعليقات مغلقة.