فشل المعارضة في مجلس النواب في توحيد صفوفها بشأن ملتمس الرقابة على حكومة أخنوش

لم تتمكن المعارضة داخل مجلس النواب من توحيد كلمتها حول تقديم ملتمس الرقابة الذي كانت تعتزم من خلاله محاولة إسقاط حكومة عزيز أخنوش، حيث أعلن فريق الاتحاد الاشتراكي رسميًا انسحابه من أي تنسيق حول المبادرة، معتبرًا أن غياب إرادة حقيقية والصراحة اللازمة لإخراجها إلى حيز التنفيذ أدى إلى تعثرها.

وفي بيان صدر عنه اليوم الجمعة، صرح الفريق أن توقفه عن التعاون بشأن ملتمس الرقابة جاء نتيجة اعتماد بعض مكونات المعارضة على تفاصيل ذاتية وتقنية لا تتوافق مع الأعراف السياسية والبرلمانية المعمول بها، والتي كانت تستهدف ووقف المبادرة من العمل بشكل مسؤول.

وأضاف الفريق أن بعض الأطراف استعانت بالتسريبات الإعلامية التشويشية، التي تخدم أهدافًا خاصة، وحرصت على تضليل الرأي العام، إضافة إلى إحداث حالة من الانتظارية التي أهدرت الزمن السياسي، وهو ما يعكس عدم احترام لقيم التنسيق والتداول المسؤول بين مكونات المعارضة.

وطالب الفريق الاشتراكي بتقييم جدي للمبادرة، مؤكدًا أنه لم يلمس رغبة حقيقية في تفعيلها، وأن بعض الأطراف انصبّ اهتمامها على الجوانب الشكلية والمصالح الضيقة، الأمر الذي يعكس نوعًا من الاستهتار وانعدام الجدية في التعامل مع الآليات الدستورية الرقابية، وهو أمر لا يراعي التطلعات الشعبية وحقوق الرأي العام.

واعتبر ذات الفريق أن طرح المبادرة لفت أنظار الرأي العام قبل تقديمها بشكل رسمي، حيث لاقى اهتمامًا من مختلف فئات المجتمع، الحكومة، البرلمان، ووسائل الإعلام، معتبرًا أن المعارضة الوطنية تحتاج إلى الجدية والمسؤولية لمواجهة الاختلالات التي تعرقل أداء الحكومة سياسياً، واقتصاديًا، واجتماعيًا.

وفي سياق تقييمه، أكد الفريق أن الحكومة الحالية تعاني من اختلالات متكررة أثرت سلبًا على الأداء الحكومي، وتعثرت في تنفيذ الإصلاحات الكبرى على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، كما أدت إلى إختلال التوازن المؤسساتي المنصوص عليه في الدستور، نتيجة لممارسات متغولة، وتدهور الثقة في المؤسسات.

وأشار إلى أن نجاح ملتمس الرقابة يتطلب تصويت الأغلبية المطلقة من النائبين، وهو ما يُعد أمراً غير محتمل في ظل التوازنات الحالية، إلا أن طرح المبادرة يظل فرصة لإشعال نقاش سياسي مسؤول وهادئ يخص مختلف التحديات التي تواجه المغرب، ويؤكد على أهمية الإصلاحات الضرورية لترسيخ الديمقراطية وتعزيز المسار التنموي للمملكة