فضاء “شروق” ببن جرير ملاذ آمن للنساء ضحايا العنف في المغرب
أصوات
يجسد الفضاء متعدد الوظائف للنساء “شروق”، الذي تم إحداثه سنة 2012 في مدينة بنجرير، الالتزام القوي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية تجاه النساء ضحايا العنف أو في وضعية صعبة.
وتم إحداث هذه البنية الاجتماعية، التي تشرف عليها جمعية “شروق لإدماج النساء في وضعية صعبة”، في إطار البرنامج الثاني “مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة” من المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية 2019-2023.
وتقدم هذه البنية خدمات مهمة ومتنوعة للنساء في وضعية صعبة، بما في ذلك ضحايا العنف الأسري.
ويوفر هذا الفضاء متعدد الوظائف خدمات الاستقبال والاستماع والتوجيه والاستشارة القانونية والإيواء المؤقت لفائدة النساء في وضعية صعبة، بالإضافة إلى الدعم النفسي الاجتماعي والمواكبة القانونية اللازمة.
ويندرج هذا الفضاء في إطار تعزيز البنيات المكلفة برعاية النساء ضحايا العنف على المستويين الإقليمي والمحلي، كما يسعى إلى تأهيل المستفيدات من النساء من خلال ورشات متنوعة (الخياطة، الطبخ والحلاقة والإعلاميات)، بهدف تمكين هؤلاء النساء من اكتساب مهارات في أنشطة مدرة للدخل، وضمان إدماجهن الاقتصادي وتعزيز تمكينهن الاجتماعي والاقتصادي
وتم إنجاز هذه البنية الاجتماعية، التي تضم مركزا للاستماع وقاعة متعددة الوظائف وقاعة للقاءات وبهو وورشات لتعلم أنشطة مدرة للدخل، فضلا عن عدة غرف مخصصة لإيواء النساء في وضعية صعبة، ومرافق أخرى، بكلفة إجمالية تبلغ 3 ملايين درهم.
وأكدت خديجة الإدريسي، رئيسة جمعية “شروق لإدماج النساء في وضعية صعبة”، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا الفضاء متعدد الوظائف للنساء رأى النور بفضل دعم ومواكبة عدة شركاء، من بينهم عمالة إقليم الرحامنة والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ووزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة.
وأشارت إلى أن هذه البنية الاجتماعية، التي تستقبل النساء ضحايا العنف أو في وضعية صعبة من مختلف مناطق المغرب، تروم توفير خدمات الرعاية والمتابعة للنساء في وضعية صعبة، وتعزيز قدراتهن وتكوينهن في الصناعة التقليدية مما يمكنهن من الاندماج اجتماعيا واقتصاديا.
وأبرزت السيدة الإدريسي، أن مركز الاستماع للنساء ضحايا العنف التابع للفضاء يظل مفتوحا بشكل دائم على مدار 24 ساعة في اليوم و7 أيام في الأسبوع، مشيرة من جهة أخرى، إلى أن الحملة الوطنية ال22 لمكافحة العنف ضد النساء والفتيات، التي تم إطلاقها هذا العام تحت شعار “أسرة بدون عنف من أجل مجتمع سليم”، تشكل فرصة لتعريف العموم بهذا الفضاء والخدمات المتنوعة التي يقدمها.
من جهتها، أكدت صفاء بنرحال، رئيسة مصلحة الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة بقسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم الرحامنة،في تصريح مماثل، أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لا تدخر جهدا من أجل مواكبة هذه البنية الاجتماعية المخصصة لرعاية النساء في وضعية صعبة وضحايا العنف، منذ إحداثها سنة 2012، مشيرة إلى أن هذا الفضاء متعدد الوظائف استفاد سنة 2022 من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وأشارت من جهة أخرى، إلى المساهمة الكبيرة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية منذ إطلاقها سنة 2005 من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالمملكة.
وتأتي المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي تم إطلاقها سنة 2018 لتعزيز المكتسبات، لا سيما المتعلقة بالنهوض بالرأسمال البشري والارتقاء بوضعية الأجيال الصاعدة.
يشار إلى أن هذه المرحلة تشمل عدة محاور، من بينها “تدارك الخصاص في البنيات التحتية والخدمات الاجتماعية الأساسية”، و”مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة” و”تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب”، فضلا عن “الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة”.
التعليقات مغلقة.