محمد حميمداني
لا زالت إسبانيا تعيش على وقع فضائح مرتبطة بالأسرة الملكية الحاكمة، والجديد هاته المرة يطال شقيقات الملك “فيليبي السادس” وما أثاره من غضب جديد ضد الأسرة الملكية في مدريد.
فقد أثار تلقي شقيقات الملك السابق اللقاح المضاد لكوفيد – 19 في الإمارات، موجة جديدة من الغضب ضد العائلة الملكية.
واقعة اعترفت بها كل من الأميرة “إيلينا” البالغة من العمر 57 سنة، والأميرة “كريستينا” البالغة من العمر 55 سنة، حيث أقرتا، أمس الأربعاء، بتلقيهما اللقاح خلال زيارتهما لوالدهما الملك السابق “خوان كارلوس” في “أبو ظبي”.
وقالت الأميرتان في بيان نشرته صحيفة “لا فانغارديا” إن قبولهما عرض تلقي اللقاح في أبو ظبي كان “بهدف الحصول على جوازات سفر صحية” ستمكنهما من زيارة والدهما بشكل منتظم.
موجة الغضب هاته، تأتي تعبيرا عن تطاول الأميرتان على حقوق دستورية، وتعمدهما تلقي اللقاح في الخارج، وترك الشعب يواجه مصيره، علما أن الحملة الإسبانية للتطعيم ضد كوفيد – 19 لا زالت مقتصرة على كبار السن والعاملين بالقطاعات الحيوية، وهو ما لا يسمح للأميرتين بتلقي التطعيم الآن.
وللإشارة فإن الملك “فليبي السادس” وزوجته الملكة “ليتيزيا” وابنتيهما لم يتلقيا اللقاح حتى الآن عكس شقيقتاه الأميرتين.
كما أن هذا الخرق يأتي في ظل تزايد الانتقادات الحادة التي تطال الأسرة الملكية منذ تفجر فضيحة مخالفات مالية محتملة بطلها الملك “خوان كارلوس”، ليتنحى عقبها عن العرش لابنه “فيليبي” سنة 2014، عقب مواجهته بعاصفة من الانتقادات لسفره في رحلة صيد باهظة الثمن في “بتسوانا” في وقت عانت فيه إسبانيا من أزمة اقتصادية طاحنة، وما تبع كل ذلك من صفقات مشبوهة اضطرته لمغادرة البلاد إلى الإمارات في غشت الماضي.
وقائع أثارت إلى الواجهة أسئلة تتعلق بدور العائلة الملكية في إسبانيا، خاصة بعد تفجر مظاهرات مدافعة عن مغني موسيقى الراب “بابلو هاسيل”، المحكوم عليه بالسجن تسعة أشهر بعد متابعته بتهمة إهانة “خوان كارلوس”.
فضائح أثارت نقاشات حتى لدى الدوائر السياسية الإسبانية ، حيث قال “بابلو إغليسياس”، زعيم حزب “بوديموس” اليساري العضو في الائتلاف الحكومي، ووزير الحقوق الاجتماعية، إن “النقاش حول فائدة النظام الملكي يتزايد في المجتمع الإسباني في كل مرة يعرض فيها البيت الملكي فضيحة جديدة”.
فيما قالت وزيرة الصحة “كارولينا دارياس” إن إسبانيا “بحاجة إلى سلوك يحتذى به”، مضيفة بأنها تتطلع إلى الملك فيليبي وزوجته وبناتهما من أجل ذلك السلوك نظراً لانتظارهما دورهما من أجل تلقي اللقاح “مثل الغالبية العظمى من الإسبان”.
وقالت وزيرة العمل “يولاندا دياز” لتلفزيون “تي – في – إي” الرسمي الإسباني ” هذا أمر بغيض قبيح للغاية”، مضيفة أنه لا يصح تلقي أفراد العائلة الملكية اللقاح بينما لا يزال الكثير من العاملين بالقطاع الطبي و الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة في إسبانيا ينتظرون التطعيم.
وللإشارة فإن رئيس الأركان الإسباني السابق “ميغيل أنخيل فيلارويا” كان قد اضطر للاستقالة من منصبه في يناير الماضي بعد تفجر فضيحة تلقيه لقاح كورونا مبكرا.
كما تجدر الإشارة إلى أن 1.3 مليون إسباني تلقوا اللقاح لحدود الساعة من أصل 47 مليون شخص، وتهدف إسبانيا إلى تطعيم 70 بالمائة من مواطنيها، فيما لا يتعدى المعدل الحالي 2.7 بالمائة من العدد الإجمالي.
التعليقات مغلقة.