أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

فضيحة أولمبياد باريس لا تزال تحلق فوق البرلمان وسط انتظارات تقرير لجنة نيابية

 

لا تزال فضيحة حصيلة المغرب في أولمبياد باريس تحلق فوق البرلمان، وسط انتظارات الرأي العام تقرير لجنة نيابية تهز لها بتقييم الاستراتيجية الوطنية للرياضة 2008_2020.

وفي هذا الصدد، عقدت المجموعة الموضوعاتية المكلفة بتقييم الاستراتيجية الوطنية للرياضة 2008_2020 ،أمس الاربعاء، بمجلس النواب، اجتماعا داخليا للمجموعة الموضوعاتية.

وخصص الاجتماع لمناقشة أجندة العمل خلال الفترة المقبلة سواء على مستوى الزيارات الميدانية أو مواصلة اللقاءات مع القطاعات الحكومية ومختلف الفاعلين في المجال الرياضي.

يذكر أن دستور 2011 جاء بوظيفة جديدة تمثلت حسب مقتضيات الفصلين 70 و101 والباب السابع من النظام الداخلي لمجلس النواب (المواد 287 إلى 293.).في تقييم السياسات العمومية، بعدما كان لمجلس النواب وظيفتان أساسيتان على مر الدساتير التي تعاقبت عليه منذ 1962والمتمثلتان في التشريع ومراقبة العمل الحكومي، وذلك بما يعطي لدور مجلس النواب أهميته في تطوير السياسات العمومية مستقبلا.

وبما أن تقييم السياسات العمومية يشكل الية مهمة لعقلنة الفعل العمومي والعمل الحكومي، وتوجيه صناع القرار إلى الطريقة المثلى والموضوعية لتنزيل أهداف السياسات العمومية، وآلية مهمة أيضا من أجل تقوية الممارسة الديمقراطية، وتكريس مبادئ الحكامة الجيدة، وربط المسؤولية بالمحاسبة. فإن مكتب المجلس ارتأى تحديد موضوع “الاستراتيجية الوطنية للرياضة 2008-2020 لتكون موضوعاً للتقييم، بناءً على اقتراحات الفرق والمجموعة النيابية، وذلك في إطار المسطرة المنصوص عليها في الباب السابع من النظام الداخلي.

وعلى هذا الأساس، عمل مجلس النواب على تشكيل مجموعة العمل الموضوعاتية، انيطت بها مهمة إنجاز تقرير تقييم الاستراتيجية المذكورة، وتتألف هذه المجموعة الموضوعاتية من ممثلين للفرق والمجموعة النيابية، مع ضمان حقوق المعارضة في هيكلة المهمة، وفقا لما ينص عليه الدستور ومقتضيات النظام الداخلي لمجلس النواب.

ويأتي تحديد موضوع الاستراتيجية الوطنية للرياضة، وتشكيل مجموعة العمل الموضوعاتية من طرف مجلس النواب في إطار استضافة بلادنا لعدة انشطة رياضية عالمية وقارية على غرار كاس أمم افريقيا سنة 2025 وكاس العالم سنة 2030، ناهيك عن تسليط الضوء حول إشكاليات تنزيل رافعات الاستراتيجية الوطنية للرياضة 2008-2020، ومن أجل كذلك تأكيد النتيجة التي حققها المنتخب المغربي من خلال اصلاح الرياضة الوطنية عامة، وبالتالي تعزيز ريادة المغرب دوليا في مجالات عدة سواء كانت رياضية او اقتصادية او دبلوماسية.

وعلى خلفية النتائج الهزيلة التي حققتها المشاركة المغربية في أولمبياد باريس 2024، عقدت المجموعة عدة لقاءات مع كبار المسؤولين على تنزيل السياسة الرياضية يتقدمهم الوزير الوصي، ورئيس جامعة الكرة.

وفي أكتوبر الماضي، أكد شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، سابقا بمجلس النواب، أن نتائج المغربية في دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة بباريس “تعد إيجابية بالمقارنة مع دورة طوكيو- 2020”.

وأوضح الوزير في عرض قدمه خلال اجتماع للجنة التعليموالثقافة والاتصال خصص لتقييم المشاركة المغربية في الألعاب الأولمبية والبارالمبية “باريس 2024” أنه تم إحراز ميدالية ذهبية واحدة، وميدالية برونزية في دورة ريو ديجانيرو – 2016.

وأكد بنموسى، أن هذه الحصيلة تبقى دون انتظارات المغاربة، حيث كان الجميع يتطلع إلى نتائج أفضل بكثير مما تم تحقيقه خلال هذه المنافسات، خاصة وأن هذه المشاركة تأتي في سياق ارتفع فيه سقف تطلعات الجمهور المغربي بالنسبة لمختلف الرياضات، في المحافل الرياضية الدولية، لاسيما بعد الإنجاز الكبير للمنتخب الوطني في كأس العالم قطر 2022.

وأضاف، أن هذه الحصيلة “التي تميزت بمستوى عال من التنافسية”، تؤكد الحاجة إلى استراتيجية جديدة لتطوير الرياضة ذات المستوى العالي، وتحسين إنجازات الرياضيين المغاربة على الصعيد القاري والدولي من خلال مجموعة من التدابير العملية على المدى القريب والمتوسط والبعيد.

وأكد الوزير، أن هذه النتائج، تبرز بالملموس أن مكونات الحركة الرياضية والأولمبية في أمس الحاجة إلى إرساء استراتيجية وطنية طموحة، تعتمد على مداخل تتمثل في الاعتماد على التخطيط الاستراتيجي، بما يمكن من التوفر على رؤية واضحة من حيث الأهداف بالنسبة لكل تخصص رياضي، والعمل على تحديد الأنواع الرياضية الواجب الاستثمار فيها بشكل أساسي، وتجويد عملية اكتشاف المواهب الشابة وتثمين برنامج رياضة ودراسة، فضلا عن تطوير نظام التتبع التقني والتحضير الذهني والإشراف عن قرب للرياضيين المشاركين.

وأشار في هذا السياق، إلى أن رياضة المستوى العالي تواجه العديد من الإكراهات والتحديات، بسبب التحولات التي تعرفها المنظومات العالمية ذات الصلة بالميدان الرياضة “فالرياضة أصبحت رهانا استراتيجيا في ظل ارتفاع حدة المنافسة على الصعيد القاري والعالمي وتزايد الوعي لدى الدول بأهميتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية”.

وعلى هذا الأساس، يضيف المسؤول الحكومي، يتعين العمل على التحديد الدقيق لمجالات تدخل كل طرف في صناعة الأبطال الرياضيين، في إطار من التكامل والالتقائية في الأدوار، وذلك من خلال اضطلاع الوزارة الوصية بمهام وضع الاستراتيجيات العامة والمواكبة والدعم، وقيام اللجنة الوطنية الأولمبية بتنسيق عمليات التهييئ المناسب والتمثيل المشرف للمغرب في المحافل الرياضية الدولية، واعتبار الجامعات الرياضية بمثابة الحلقة الأساسية في تكوين المنتخبات الوطنية، وكذا ضرورة انخراط الجماعات الترابية في هذه الدينامية عبر مساندة الأندية المحلية من أجل تشجيع الممارسة الرياضية ومواكبة وتحفيز المواهب.

وفي هذا الإطار، أبرز بنموسى أن الوزارة قامت بإطلاق أيام دراسية حول وضعية الرياضة الوطنية، كان آخرها اليوم الدراسي حول موضوع “رهانات وإكراهات وآفاق تنمية رياضة المستوى العالي” المنظم يوم 22 ماي الماضي، والذي خلص إلى كون المنظومة الحالية لرياضة المستوى العالي، “قد استنفدت كافة مقوماتها، ولابد من وضع استراتيجية جديدة للإقلاع الرياضي”.

وتقوم هذه الاستراتيجية الجديدة، حسب الوزير، على مجموعة من الإجراءات العملية على المدى القريب والمتوسط والبعيد، بالاستناد إلى الإطار المرجعي الوطني لتطوير الرياضة، والذي يشمل دستور المملكة، والرسالة الملكية السامية الموجهة إلى المشاركين في المناظرة الوطنية للرياضة بالصخيرات في 24 أكتوبر 2008، والنموذج التنموي الجديد، والبرنامج الحكومي 2021-2026، وكذا الاستراتيجية الوطنية للرياضة.

وتفاعلا مع العرض الذي قدمه الوزير، دعا عدد من النواب البرلمانيين إلى تقديم تشخيص دقيق وموضوعي لوضعية الأصناف الرياضية بالمملكة، ووضع برنامج للمواكبة والدعم المالي والتقني، من أجل تمكين الجامعات الرياضية والعصب الجهوية والجمعيات الرياضية من الامتثال لمختلف المعايير الوطنية والدولية داخل أجل معقول ومن ثم تحسين أدائها.

ومن جهته قدم رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، عرضا أمام المجموعة البرلمانية الموضوعاتية المكلفة بتقييم الإستراتيجية الوطنية للرياضة 2008-2020، حول الخطة التي تعتمدها الجامعة لتطوير كرة القدم الوطنية.

وترتكز خطة الجامعة الملكية على عدة محاور تشمل، بالأساس، الإطار المرجعي وإستراتيجية تطوير كرة القدم الوطنية وتوسيع قاعدة الممارسة الكروية والنتائج المرحلية، وكذا الآفاق المستقبلية.

وخلال هذا العرض، أكد السيد لقجع أن الإستراتيجية التي تبنتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لتطوير اللعبة بالمغرب تستند، أساسا، إلى التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي تتمثل في تطوير الممارسة الرياضية بكل أشكالها، وكرة القدم على وجه الخصوص، بغية إدماج الشباب في محيطهم الاجتماعي والاقتصادي.

واستعرض، في هذا الصدد، الإستراتيجية التي اعتمدتها الجامعة لتطوير كرة القدم الوطنية من أجل تحسين جودة وظروف الممارسة الرياضية بمختلف جهات المملكة، وفقا للمعايير المعتمدة من طرف الهيئات الكروية القارية والدولية، والارتقاء بمستوى الفرق الوطنية وتعزيز الإشعاع الدولي لكرة القدم الوطنية.

وأوضح رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أن هذه الإستراتيجية تعتمد على خمسة مرتكزات تشمل تطوير التكوين وتحديث البنيات التحتية وتحسين الحكامة وتطوير مستوى المنتخبات الوطنية وتعزيز كرة القدم الوطنية على المستوى الدولي.

وشدد على أن هذه الإستراتيجية التي اعتمدتها الجامعة ساهمت بشكل كبير في تحسين مستوى المنتخبات الوطنية، التي حققت نتائج متميزة، ولا سيما تأهل المنتخب الوطني الأول إلى نصف نهائي كأس العالم، وفوز منتخب أقل من 23 بكأس إفريقيا للأمم، وتتويج منتخب كرة القدم داخل القاعة بكأس إفريقيا للأمم ثلاث مرات على التوالي، وكذا تأهل منتخب كرة القدم النسوية لثمن نهائي كأس العالم التي أقيمت بأستراليا ونيوزلندا.

كما شملت هذه الانجازات تأهل المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة إلى ربع نهاية كأس العالم بليتوانيا، وبلوغ منتخب أقل من 17 سنة لربع نهاية كأس العالم بأندونيسيا، وتأهل المنتخب النسوي لأقل من 17 سنة لأول مرة لكأس العالم بالهند، وتأهل المنتخب النسوي لأقل من 20 سنة لأول مرة لكأس العالم التي ستجرى بكولومبيا، وتأهل المنتخب الأولمبي لأولمبياد باريس، وفوز المنتخب الوطني لكرة القدم الشاطئية بذهبية الألعاب الإفريقية التي أقيمت بتونس.

ولفت لقجع، في ختام عرضه، إلى أن هذه الإستراتيجية التي تعتمد عليها الجامعة ستضمن مستقبلا الارتقاء بمنظومة كرة القدم الوطنية ورفع نجاعتها وتحسين جودة البنيات التحتية، فضلا عن تعزيز تموقع المملكة على الصعيدين القاري والدولي.

كما أكد على أهمية انخراط الجماعات المحلية في مسلسل تطوير كرة القدم الوطنية، و تفعيل تحول الجمعيات الرياضية إلى شركات رياضية مجهولة الاسم.

من جهتها، نوهت المجموعة البرلمانية الموضوعاتية المكلفة بتقييم الإستراتيجية الوطنية للرياضة 2008-2020 بالمجهودات التي تقوم بها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، برئاسة السيد لقجع، لتطوير كرة القدم الوطنية، وتنزيلها المحكم لرؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس على أرض الواقع.

وفي ختام هذا الاجتماع، الذي عقد بمقر الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، قام أعضاء المجموعة البرلمانية، بزيارة متحف كرة القدم المغربية للوقوف عن قرب على الموروث غير المادي للعبة، والذي أشرفت عليه لجنة علمية مختصة لمدة ناهزت السنتين.

ويعكس إحداث المتحف الوطني لكرة القدم، الذي أقيم على مساحة 2100 متر مربع، العناية الموصولة التي ما فتئ صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوليها للحفاظ على الموروث التاريخي والحضاري والرياضي للمملكة المغربية وتثمينه.

ويهدف هذا المتحف إلى تسليط الضوء على تاريخ كرة القدم الوطنية منذ سنة 1906، وذلك من خلال عرض صور فوتوغرافية وتحف تتعلق بكرة القدم، بما يوفر لجميع الأجيال، وخاصة الشباب، فرصة التعرف على إنجازات اللاعبين المغاربة والفرق والمنتخبات الوطنية.

التعليقات مغلقة.