فلاحو شمال المغرب يطلقون ناقوس الخطر بشأن ندرة المياه وتراكم الديون

أطلق فلاحون من منطقة العوامرة بإقليم العرائش في شمال المغرب، تحذيرات حادة من تفاقم أزمة المياه وارتفاع أعباء الديون عليهم، خلال منتدى جهوي نظم في طنجة. وأشار الفلاحون إلى أن قناة الري التي تمتد على 30 كيلومترًا تنقل المياه من سد واد المخازن تُهدر بشكل مفرط، رغم مطالبهم بترشيد الاستهلاك وإدارة الأزمة بشكل مسؤول. وأكدوا أن المياه المُهدرة تكفي لري المنطقة عامين في حال عدم سقوط أمطار، مشيرين إلى أن وزارة الفلاحة تعتبر ذلك تصريفًا روتينيًا رغم الأزمة الحادة.
كما كشف المشاركون عن تراكم ديون الري التي تهدد العديد من الفلاحين بالملاحقة القضائية، رغم توقيع اتفاقات لإعادة جدولتها، لكنها لا تزال حبيسة أروقة وزارة المالية. وطلب الفلاحون إشراك جمعياتهم في حوكمة المياه وتفعيل “شرطة المياه”، مؤكدين أنهم ليسوا ضد التحديث أو الترشيد، لكنهم يطالبون بحقهم في المشاركة في صنع القرار.
وفي جانب آخر، اعترف مسؤول بوزارة الفلاحة بوجود خلل في التواصل وآليات الدعم، موضحًا أن الوزارة تستثمر في تحديث قنوات الري وتوسيع أنظمة التقطير، داعيًا الفلاحين إلى تنظيم أنفسهم والتجاوب مع البرامج الوطنية.
ويعكس هذا المنتدى التباعد بين سياسات الحكومة وتطلعات الفلاحين الصغار، وسط دعوات لإصلاح عميق في السياسات المائية والزراعية بالمغرب لمواجهة تحديات الجفاف وضمان استدامة الموارد