بعد سنوات عديدة من العطاء في المجال الفني والثقافي، تحوّل الفنان المسرحي الجزائري محمد شرشال إلى سائق سيارة أجرة، بسبب ما وصفه بـ “التهميش والتجاهل والإجحاف” الممارس ضده من طرف السلطات المسؤولة عن قطاع الثقافة في البلاد على حد زعمه.
فقد أعلن شرشال تدوينة على صفحته بموقع “فيسبوك” أرفقها بصورة والده، نهاية مشواره الفني بعد وصوله لمرحلة إحباط كبيرة من الحالة الثقافية في البلاد.
وكتب قائلا ” هذا أبي، المرحوم بإذن الله أحمد شرشال، كان ملهمي بنكتته وروحه المرحة ومهنة سائق التاكسي حين كتبت حوارات جمعي فاميلي لأمتع بها وبفضله أجيال من مشاهدي هاته السلسلة الناجحة إلى يومنا هذا”.
كما أضاف “اليوم تشاء الأقدار أن يكون ملهمي مرة أخرى بقوته وأنفته، لأستعير منه مهنته كي لا أرضخ لسياسة ثقافية فاشلة تحارب الناجح وتغتاله بالمكائد والمؤامرات الدنيئة، بفضل إلهام أبي أحافظ على كرامتي وكبريائي من عالم ناكر للمعروف، متآمر ورخيس”.
أحد أهمّ الكتاب والمخرجين
ومحمد شرشال (60 سنة)، يعتبر أحد أهمّ الكتاب والمخرجين المسرحيين في الجزائر، وهو متخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية، حصل على عدة جوائز داخل وخارج البلاد، واشتهر خاصة بالسلسلة الفكاهية “جمعي فاميلي”، التي بثّها التلفزيون الجزائري.
واشتكى شرشال في تدوينة أخرى إبعاده من مجاله ورفض أعماله رغم قدراته المسرحية، وقال إنه “ضحيّة سياسة ثقافية فاشلة لا تستطيع حماية النجاح وتثمينه في جزائر يشاع أنها جديدة، وضحية مسارح بائسة يسير أغلبها مدراء مفلسون فكريا وفنيا، لا يملكون أدنى معرفة مسرحية وهم مجرد موظفون يلهثون وراء البقاء في مناصبهم على حساب المسرح ذاته”.
جدل وتعاطف واسع
وأثارت صرخة وشهادة الفنان محمد شرشال جدلا واسعا وحصدت تعاطفا واسعا، كما فتحت النقاش حول الواقع الذي آل إليه المجال الفني والمسرحي بالبلاد وحول وضعية الفنانين.
وتفاعلا مع ذلك، كتب الشاعر المصري سمي محجوب، “السيناريست والمخرج المسرحي الجزائري الكبير محمد شرشال يضطر للعمل كسائق تاكسي !! بعد حالة الخذلان التي تعرّض لها من الوسط المسرحي الجزائري خلال السنوات الخمس الأخيرة”.
في نفس السياق، كتب رئيس الاتحادية الجزائرية للثقافة والفنون عبد العالي مزغيش “اتفقنا او لم نتفق مع المخرج المسرحي والسيناريست محمد شرشال وضعيته المهنية لا يجب أن يقابلها صمت الصامتين من فنانين وصحافيين”.
بدوره كتب الناشط أحمد أديمي تدوينة قال فيها ” العمل الشريف يصون كرامة الانسان مهما كان نوعه، لكنه من المؤسف حقا أن تخسر الساحة الثقافية الجزائرية أحد كبار رجالاتها ممن قدموا الكثير في مجال المسرح لتربح طاكسيور (سائق سيارة أجرة)”.
يذكر أن الحكومة الجزائرية، صادقت منذ سنة 2014 على قانون متعلق بالحماية والخدمات الاجتماعية للفنان، يمكن الفنانين من الحصول على بطاقات مهنية تسمح لهم بالانخراط في الضمان الاجتماعي والحصول على تأمين مع ترقية مصالحهم المهنية والاجتماعية.
التعليقات مغلقة.